قال الرئيس الفرنسي جاك شيراك انه طلب من الحكومة الفرنسية درس امكان انشاء قناة اخبارية فرنسية تعمل على مدار الساعة على غرار "سي ان ان" الاميركية و"بي بي سي" البريطانية. واضاف شيراك، الذي تحدث لدى استقباله العاملين في الاعلام الفرنسي والاجنبي لمناسبة السنة الجديدة، ان انشاء مثل هذه القناة "مشروع طموح لبلدنا وأود ان أراه يتحقق"، وان فرنسا "بحاجة الى وجود اكبر في معركة الصور عبر شاشات التلفزيون في العالم". وقال مصدر فرنسي مطلع ل"الحياة" ان مشروع انشاء هذه القناة التلفزيونية الاخبارية موضع تفكير في الوسط الرسمي الفرنسي منذ الصيف الماضي. واضاف ان هذا التفكير انطلق من الفراغ القائم في المجال التلفزيوني الدولي، في الأخبار التي يجري تناولها من زاوية فرنسية وفرانكوفونية. وأشار الى ان لجنة برلمانية ستبدأ قريباً بحث امكان انشاء هذه القناة التلفزيونية، وان وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دوفيلبان، كلف فيليب بودايوت متابعة المشروع. لكن المصدر أكد ان المشروع لم يتجسد بعد، وان العمل عليه سيستغرق بضعة شهور، وانه لا يزال حتى الآن في طور الأفكار المطروحة من جانب أطراف عدة منها قناة "تي في 5" التابعة للقطاع الخاص وتبث الى الخارج، وقناة "ال سي اي" الاخبارية الخاصة، واذاعة "فرنسا الدولية" التي تعتبر ان لديها خبرة في مجال الاعلام الدولي وباستطاعتها توسيع خبرتها لتشمل التلفزيون. وتابع ان الأفكار المختلفة لم تقدم بعد الى الرئيس والحكومة بصيغها النهائية والمتكاملة، وان صيغة القناة الاخبارية الدولية "وما اذا كانت ستأخذ شكل الشراكة مع احدى أقنية التلفزيونات الخاصة أم انها ستكون مقتصرة على القطاع العام لم تحسم بعد". كذلك لم تحسم مسألة التمويل الذي يتوقف حجمه على الصيغة التي ستعتمد لإنشاء القناة. ولن تتضح ملامح هذا المشروع قبل الصيف المقبل، إلا ان المؤكد ان القناة الجديدة ستخصص جزءاً من برامجها للقضايا المتعلقة بحوض البحر الأبيض المتوسط والعالم العربي. ويفترض ان تنافس "سي ان ان" و"بي بي سي" اللتين تسيطران على التغطية الاخبارية في العالم. وكانت وكالة "رويترز" نقلت عن أحد اعضاء اللجنة البرلمانية المكلفة درس المشروع قوله ان هذه القناة ستتولى "تقديم وجهة نظر مختلفة عن تلك التي تقدمها وسائل الاعلام القائمة مثل سي ان ان". ومعروف ان القناة الاميركية التي تعود ملكيتها الى العملاق العالمي "ايه أو ال تايم وارنر" لديها طاقم اخباري مكون من أربعة آلاف شخص ويمكن مشاهدتها في كل دول العالم، مثلها مثل "بي بي سي" التي تعد جزءاً من هيئة الاذاعة البريطانية.