قال مصدر حكومي مأذون ل"الحياة" ان المغرب ارجأ الى الخامس من تشرين الثاني نوفمبر المقبل الاعلان عن مناقصة دولية لاختيار شركات تتولى انشاء شبكة ثانية للهاتف الثابث، كان مقرراً طرحها في الثامن من الشهر المقبل. وأضاف المصدر ان شركات دولية مهتمة بالمشروع قدمت الى وكالة تقنين الاتصالات المغربية طلباً خطياً لارجاء المناقصة بهدف استكمال درس دفتر الشروط الذي يشمل مشاريع الاستثمار المقترحة. ويحتاج المغرب الى نحو سبعة بلايين دولار من الاستثمارات في مجال الاتصالات لتعميم استخدام الانترنت على غرار الهاتف النقال، الذي يبلغ عدد خطوطه 6,5 مليون خط. وزاد المصدر ان ثماني شركات قدمت طلبات للمشاركة في المناقصة تشمل "ميديتيل" التابعة ل"تلفونيكا" الاسبانية و"اميركان اكسس وان" و"تليكوم مصر" و"فرانس تليكوم" ومجموعة "أونا" المغربية. وقال وزير الدولة لشؤون تقنيات الاتصالات والبريد ناصر حجي ل"الحياة" ان المغرب سيمنح رخصة جديدة لاستغلال شبكة ثانية للهاتف الثابث قبل نهاية السنة الجارية او مطلع المقبلة، تكون من اهدافها حفز المنافسة في القطاع وخفض الاسعار والوصول الى الاماكن النائية من البلاد. ويسعى المغرب الى بلوغ 10 ملايين مستعمل للانترنت بحلول سنة 2010. كما يسعى الى بلوغ تقنيات الاتصالات، التي تشمل الهاتف الثابث والنقال وخدمات الانترنت وصناعة اشباه الموصلات وتركيب الاجهزة وكتابة البرامج والقنوات الفضائية، نحو 15 في المئة من الناتج القومي قبل نهاية العقد الجاري، وهي المعدلات المعمول بها في الدول المتقدمة. وقررت الرباط لتحقيق ذلك تحرير قطاع الاتصالات السمعي والبصري، بما في دلك السماح بإنشاء قنوات تلفزية خاصة في السنة المقبلة. واشار الوزير المغربي الى ان "الفجوة الرقمية" بين الدول ستتسع في السنوات المقبلة وستؤدي الى فجوات اقتصادية وثقافية في المجتمعات بسبب التفاوت في نسب امتلاك تكنولوجيا المعلومات، التي قال انها لا تتجاوز حالياً اثنين في المئة من مجموع السكان في العالم العربي بينما تراوح بين 20 و70 في المئة في الدول الصناعية، بما فيها الصين ودول شرق آسيا. واعتبر ان التقدم الاقتصادي يتميز حالياً بتملك التكنولوجيا وتعميمها داخل المجتمعات وان عالم المعرفة سيطغى على عالم الانتاج في العقد المقبل. وزاد ان تدفق الاستثمارات الخارجية سيرتبط بحجم التقدم التكنولوجي وقد تكون الفجوة كبيرة بين الدول المالكة لتلك المعارف والاخرى الباحثة عن نفسها في عالم التقنية والمعرفة، في اشارة الى الدولي العربية التي يتسبب عدم تحرير قطاع الاتصالات في بقائها ضمن الدول الاقل توافراً على تقنيات المعلومات. وتستعد مراكش لاستضافة المؤتمر العالمي للاتصالات في دروته السادسة عشرة في الفترة بين 23 الجاري الى 18 تشرين الاول اكتوبر المقبل. وينظم المؤتمر الاتحاد الدولي للاتصالات وتشارك فيه 189 دولة ويعقد للمرة الاولى في دولة عربية. ويتمنى المشرفون على المؤتمر ان تقدم المنطقة العربية تصوراً مشتركاً في مجال تحرير الاتصالات، على اعتبار ان الدول العربية بامكانها تأمين مئة مليون مستخدم للانترنت قبل نهاية العقد.