بيروت - "الحياة" - أعلن نائب الرئيس العراقي طه ياسين رمضان ان "العراق ليس أفغانستان" وأن الأميركيين يدركون هذه الحقيقة. وقلل من شأن المعارضة فقال ان لا جذور لها في العراق. وكان رمضان سلم الرئيس اللبناني اميل لحود رسالة شفوية من الرئيس العراقي صدام حسين. وأوضح انه وضع الرئيس اللبناني "في صورة الظرف الراهن وما يرتبط خصوصاً بالتهديدات الاميركية ضد العراق والأمة العربية على رغم اننا على يقين ان لبنان في كامل الصورة ويقع ضمن الدائرة نفسها في شكل مباشر وغير مباشر". وقال: "تباحثنا في امكان ان يظهر مرة اخرى بعد قمة بيروت موقف عربي واحد بالتنديد ورفض العدوان من خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب في 4 ايلول سبتمبر المقبل في القاهرة". وأكد لحود، خلال اللقاء ان مقررات قمة بيروت "هي المعيار المشترك الذي تتمسك به الدول العربية جميعاً، في مواجهة استحقاقات المرحلة الراهنة، سواء ما يتعلق منها بالعدوان الاسرائيلي المستمر في الأراضي العربية المحتلة ام باستهداف أي دولة عربية لا سيما العراق الذي أبدى كل استعداد للتعاون مع قرارات المجتمع الدولي". ودان لحود التهديدات الاسرائيلية الموجهة الى العراق، معتبراً انها "تطاول العرب جميعاً، وانه لا يجوز ان تتمكن اسرائيل من استدراج القرار الدولي الى ضرب العراق، كما فعلت في استغلال عناوين الارهاب العالمي لضرب الانتفاضة الفلسطينية، فيما العالم يعرف كله ان اسرائيل هي دولة ارهابية بامتياز، قامت على الارهاب وتعيش عليه". وأكد لحود، بصفته رئيساً للقمة العربية، انه "سيحث قادة الدول العربية على البقاء على اهبة الاستعداد للعمل وممارسة مختلف الضغوط لمنع استهداف العراق، بعدما طرحت القمة العربية هذا الموضوع باسهاب وتوجته بمصالحة بين الاشقاء وبتأكيد من العراق على معالجة كل المواضيع العالقة، ما يجعل اي استهداف لهذا البلد العربي الشقيق استهدافاً لجميع العرب". وحمّل لحود المسؤول العراقي رسالة شفوية الى الرئيس العراقي، رداً على الرسالة التي وجهها اليه. وحضر اللقاء وزير الخارجية والمغتربين محمود حمود، ووزير الدولة بشارة مرهج. اما رمضان فأكد ان "وجهات النظر كانت متطابقة مع الموقف العراقي في رفض العدوان". وسئل: في حال حصول ضربة اميركية ضد العراق. ماذا سيكون رد بغداد؟ اجاب: "رد بغداد هو الدفاع، ومواجهة هذه الضربة الغاشمة بكل ما هو متوافر لها، في شكل مباشر او غير مباشر". وهل يمتلك العراق التكنولوجيا الكافية لمواجهة العدوان الأميركي؟ اجاب: "نحن لا نقاتل في التكنولوجيا وحسب، وفي الحقيقة نحن ندافع عن الحق وحرية بلادنا، ونرفض الهيمنة والسيطرة والتدخل في شأننا الداخلي، وبالتالي نقاتل بكل ما هو متوافر لدينا. وإن شاء الله في اطار التكنولوجيا، امورنا لا بأس بها". وقال رداً على سؤال: "ان العراق غير افغانستان وأعتقد ان هناك قناعة لدى الادارة الاميركية نفسها والآخرين بذلك". وعما اذا كانت أميركا ستكرر مع المعارضة العراقية ما حصل في افغانستان قال: "ان الحديث عن معارضة عراقية وما نسمعه تافه لا يستحق التعليق لأن ليس له وجود ولا جذور في العراق". وهل لمس من سورية انها ستشكل العمق الاستراتيجي للدفاع عن العراق في حال تعرضه لضربة؟ أجاب: "أنا لا استبق الأحداث. ولكن، أنا أقول ان موقف سورية بين وواضح. والفهم المشترك مساحته واسعة في نيات العدوان وأغراضه وأبعاده وفهمنا مشترك نحن وسورية ولبنان، بأن العدوان الذي يستهدف الآن بالاسم العراق، يستهدف كل المنطقة، وفي مقدمها هذا العمق". وقال رمضان: "نحن ملتزمون ان نعمل وفق قرارات مجلس الأمن على رغم جورها، لكن الادارة الاميركية ورئيسها يقولان ان الأمر لا يرتبط بذهاب أو عدم ذهاب المفتشين الى العراق وإنما بالنظام". وسأل "هل قرارات مجلس الأمن تقول بتغيير النظام؟". وأضاف "بما أن العراق متأكد ان اميركا ستضربه أياً كانت النتائج، ان جاء المفتشون ام لا. وحتى لو كان هناك دور للمفتشين فلن يقبل العراقيون لأن هذا سيكون مؤذياً للأمن الوطني والقومي". والتقى رئيس الحكومة رفيق الحريري المسؤول العراقي وأقام على شرفه مأدبة غداء. وأكد رمضان استعداد بلاده للتعاون مع الأممالمتحدة او اي جهة دولية للكشف على مستودعات الأسلحة في العراق للتأكد من صحة ما نقوله لجهة "اننا لا نملك اسلحة دمار شامل أو اي سلاح نووي". ونقل احد الوزراء عن رمضان قوله خلال عشاء الى مائدة نائب رئيس الحكومة اللبنانية عصام فارس أول من أمس، استعداد العراق لاستقبال مفتشين من الأممالمتحدة، مشيراً الى انه تبين للمجتمع الدولي في ضوء الحملات الاميركية والاسرائيلية التي استهدفت العراق بعد حوادث 11 أيلول سبتمبر الماضي ان "لا صحة للادعاءات حول علاقة بغداد بالارهاب او بتنظيم القاعدة". وأوضح رمضان ان بغداد بعثت بطلب رسمي الى رئيس وزراء بريطانيا طوني بلير تبلغه رغبتها في ايفاد بعثة بريطانية مزودة بالمعلومات التي تشير الى امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل لتقوم بالكشف على أي موقع تريد ومن دون اي قيود او حظر او شروط مسبقة للتأكد من عدم صحة ذلك وان التهم اعلامية فقط.