أعلن مجلس التعاون الخليجي معارضته "توجيه ضربة" الى العراق "لما لها من انعكاسات خطيرة على أمن المنطقة واستقرارها"، فيما دعت بغداد "الأشقاء في الكويت الى حسم الخلافات العالقة"، مؤكدة التزامها "روح وجوهر قمة بيروت" في سياق أجواء التقارب، ومنوهة بالموقف السعودي الرافض لضرب العراق. في غضون ذلك جددت روسيا رفضها أي عمل عسكري ضد العراق "من دون الرجوع الى مجلس الأمن"، وطالبت الأميركيين ب"التخلي عن أفكار محور الشر". وحذر رئيس المفوضية الأوروبية رومانو برودي من أن الحرب على العراق ستعرض "الحملة على الارهاب للخطر"، بينما شكك رئيس لجنة التحقق من نزع أسلحة الدمار الشامل العراقية انموفيك هانس بليكس بإمكان عودة المفتشين الى العراق "خصوصاً إذا تأكد أن الولاياتالمتحدة ستنفذ تهديداتها" راجع ص 2. في الرياض أعلن الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبدالرحمن العطية أمس ان وزراء خارجية دول المجلس سيعقدون اجتماعهم ال84 في جدة أوائل الشهر المقبل، وسيناقشون "الحالة بين العراقوالكويت وتطورات تنفيذ العراق قرارات مجلس الأمن، في ضوء تصاعد حدة التهديدات الأميركية بتوجيه ضربة" الى بغداد. وشدد العطية على "معارضة دول المجلس هذه التوجهات الأميركية لما لها من انعكاسات وتبعات سلبية وخطرة على أمن المنطقة واستقرارها". في بغداد أعلن نائب الرئيس العراقي طه ياسين رمضان في حديث الى صحيفة "الاتحاد" ان بلاده ستبدأ حملة ديبلوماسية واسعة لتوضيح موقفها، وسترسل مبعوثين لابلاغ القادة العرب ان التهديدات الأميركية "تشكل تهديداً للأمة كلها". ونوه بالموقف السعودي الذي "يتنامى باتجاه رافض لأي عدوان على العراق". وكان البيت الأبيض أعلن أول من أمس أن الرئيس جورج بوش سيستقبل السفير السعودي الأمير بندر بن سلطان بن عبدالعزيز في مزرعته في تكساس "لمناقشة مواضيع اقليمية". وتمنى رمضان على "الأشقاء في دولة الكويت أن يتجاوزوا بعض الارهاصات والأجواء التي قد تبعدهم عن التقارب، وحسم الخلافات العالقة ونحن ملتزمون تماماً روح وجوهر قمة بيروت، ولن نرد على ما يظهر هنا أو هناك من أقاويل مباشرة أو غير مباشرة". ونفى وجود عناصر من تنظيم "القاعدة" في شمال العراق، مؤكداً أن ذلك "كذب وافتراء منهم الأميركيون، يسوغون وجودهم في المنطقة الشمالية باختلاق ذريعة مطاردة أعضاء القاعدة". وفي سياق المواقف الأوروبية المتحفظة عن ضرب العراق، حذر برودي من أن "حرباً جديدة" ستعرض الحملة على الارهاب ل"الخطر". وقال خلال اللقاءات السنوية لحركة "التقرب والتحرير" الكاثوليكية: "الرد الأفضل على الارهاب هو الاتحاد ضده". وزاد ان "السلام في الشرق الأوسط يصنع في القدس وليس في بغداد".