لاقى اتفاق "غزة - بيت لحم اولاً" معارضة شديدة من غالبية الفصائل الفلسطينية التي تعهدت "تصعيد المقاومة حتى دحر الاحتلال". وعلمت "الحياة" ان الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة سيتم "على خمس مراحل"، وان الاسرائيليين أسقطوا شروطهم في ما يتعلق بالخطوات المطلوبة من الفلسطينيين بعد الانسحاب وتمسكوا فقط بوقف الهجمات داخل اسرائيل. ويقضي الاتفاق الذي توصل اليه وزير الدفاع الاسرائيلي بنيامين بن اليعيزر ووزير الداخلية الفلسطيني عبد الرزاق اليحيى، مساء اول من امس، بانسحاب اسرائيلي يبدأ بمدينتي غزة وبيت لحم في غضون الساعات ال 48 المقبلة، ليتولى الفلسطينيون مسؤولية الامن لقاء تسهيلات في المجال الانساني. وأوضح اليحيى ان الانسحاب من بيت لحم "سيتم في الساعات المقبلة مرة واحدة"، أما في قطاع غزة فسيتم "على مراحل" وسيشمل ازالة الحواجز العسكرية وإعادة انتشار الجيش إلى المواقع التي كان يحتلها قبل الانتفاضة، بما فيها "المناطق العازلة" التي أقامها الجيش بعد جرف المزارع والبساتين الفلسطينية. وكشفت مصادر مطلعة ل"الحياة" إن الجانب الإسرائيلي، خلافاً للقاء سابق، اسقط شروطه في ما يتعلق بالخطوات المطلوبة من الفلسطينيين بعد الانسحاب. لكن صحيفة "معاريف"، اشارت الى ان الاتفاق يقضي بأن يبدأ الفلسطينيون اعتباراً من الاثنين حملة اعتقالات للناشطين في منطقة بيت لحم، وايضاً في قطاع غزة حيث ستتخذ اجراءات لوقف الهجمات بصواريخ "القسام" وقذائف الهاون والقذائف المضادة للدبابات. وسارعت غالبية الفصائل الفلسطينية الى رفض الاتفاق. وشددت "حماس" و"الجهاد الاسلامي" والجبهتان "الشعبية" و"الديموقراطية" على ان "المقاومة ستستمر حتى رحيل الاحتلال". وترافقت هذه المعارضة مع تشكيك السلطة في النيات الاسرائيلية، اذ اعتبر نبيل ابو ردينة ان الاتفاق يشكل "الامتحان الحقيقي لمدى جدية اسرائيل" التي قال انها "توقع اتفاقات وتتراجع عنها". وفي هذا الصدد، نقلت "يديعوت احرونوت" عن مسؤولين فلسطينيين قولهم ليل الاحد - الاثنين انهم يخشون "ان يقرر شارون اغتيال احد ما مما سيجدد دورة سفك الدماء".