أعلنت اذاعة اسرائيل عن انسحاب جنود الاحتلال الاسرائيلي مساء امس الاثنين من بيت لحم وبلدتي بيت ساحور وبيت جالا ومخيم الدهيشة للاجئين الفلسطينيين في جنوبالضفة الغربية، بينما أعلنت السلطة الفلسطينية أن مائة شرطي فلسطيني ومن عناصر الامن وصلوا الى تلك المنطقة لحفظ النظام، في اطار خطة (غزة أولا) التي تم الاتفاق على تطبيقها مساء الأحد بين وزير الداخلية الفلسطيني عبدالرزاق اليحيى ووزير الحرب الصهيوني بنيامين بن اليعازر. ولم يعد هناك جنود اسرائيليون في بيت لحم والبلدات المجاورة للمرة الاولى منذ شهر حزيران/ يونيو عندما اعاد الجيش الاسرائيلي احتلالها. ووصل رجال الامن الفلسطينيون بزي عسكري على متن حوالي عشر آليات من اريحا في الضفة الغربية. وتجمعوا حول مبنى محافظ بيت لحم حيث التقى مسؤولون عن مختلف الاجهزة الامنية الفلسطينية. وقال مسؤول فلسطيني في غزة انه من المفترض بحلول منتصف الليلة الماضية أن تنتهي عملية انتقال السلطة. غير أن المعلق العسكري في التلفزيون الاسرائيلي اشار الى ان هذه العملية لن تكون كبيرة باعتبار ان الجنود الاسرائيليين سيكتفون بالامتناع عن تنظيم دوريات في بيت لحم. واضاف ان الدبابات لن تقوم بانسحابات (من خارج المدينة والضواحي) ولن تكون هناك انسحابات من مواقع ثابتة في المدينة لانه ليست هناك نقاط ثابتة للجيش في بيت لحم. وقد اتخذ قرار الانسحاب بعد هدوء استمر شهرا في بيت لحم حيث توقف اطلاق النار على مستوطنة جيلو الواقعة بمحاذاة القدسالشرقية والمجاورة لبيت لحم. وتواجه الخطة الاسرائيلية للانسحاب المزعوم من أراضي السلطة الفلسطينية التي اعيد احتلالها مع بدء الانتفاضة قبل 23 شهرا، عائقين اساسيين هما أزمة الثقة بين الجانبين والناتجة عن كذب ومراوغة الاسرائيليين ورفض فصائل المقاومة الفلسطينية لهذه الخطة التي تعتبرها محاولة لدق الأسافين بين السلطة والمقاومة. وبحسب هذه الخطة التي اطلق عليها اسم غزة وبيت لحم اولا فان القوات الاسرائيلية ستنسحب تدريجا من اراضي الحكم الذاتي الفلسطيني التي اعادت احتلالها منذ بدء الانتفاضة في نهاية ايلول/سبتمبر 2000. وفي مقابل ذلك، ستتولى القوى الامنية الفلسطينية السيطرة على المدن التي سيتم اخلاؤها لتمنع الناشطين الفلسطينيين من مهاجمة اهداف اسرائيلية. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مارك سوفير المسؤول في وزارة الخارجية الاسرائيلية: إنه بصيص امل اكثر مما هو تقدم فعلي، ليس هناك برنامج او جدول زمني محدد، اذا توصل الفلسطينيون الى السيطرة على الوضع على المستوى الامني فاننا نتخذ عندها على الفور التدابير لتسهيل وضعهم المالي والانساني. وشكك نبيل ابو ردينة مستشار الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في النوايا الاسرائيلية، مشيرا الى أن هذا الاتفاق يشكل الامتحان الحقيقي لمدى جدية اسرائيل. وقال للصحفيين: المهم التنفيذ من قبل الجانب الاسرائيلي، لا يمكن ضمان اي شىء مع اسرائيل فهي توقع اتفاقات وتتراجع عنها. واعتبر سوفير ان القوى الامنية الفلسطينية التي ما زالت برأيه قوية رغم الضربات التي وجهتها لها اسرائيل، قادرة على السيطرة على الوضع. وبحسب افراييم انبار، المحلل الاسرائيلي من مركز الدراسات الاستراتيجية في جامعة بار ايلان في تل ابيب فان الامن مسألة ارادة بالنسبة للقيادة الفلسطينية اكثر منها مسألة قدرة. وتبحث فصائل المقاومة الفلسطينية الوطنية والاسلامية منذ اسابيع سبل الاتفاق على قيادة موحدة واتخاذ موقف موحد من الانتفاضة، غير ان المجموعات الوطنية على راسها حركة فتح بزعامة عرفات لم تنجح في اقناع حركتي المقاومة الاسلامية (حماس) والجهاد الاسلامي بالتراجع عن هجماتهما داخل اسرائيل. وقال زياد بو عمر النائب عن غزة الذي يدير المباحثات بين الفصائل الفلسطينية: أن المؤكد ان قبول السلطة الفلسطينية هذه الخطة ولد ظروفا سيئة لمواصلة المباحثات. ويشاركه المحلل الاسرائيلي افراييم انبار تشاؤمه معتبرا ان خطة غزة وبيت لحم اولا حظوظها ضعيفة بالنجاح. وقد أصيب جنديان اسرائيليان بجروح طفيفة وفلسطيني بجروح بليغة في الصدر، ظهر أمس الاثنين خلال توغل الجيش الاسرائيلي لساعات في البلدة القديمة بنابلس قام خلاله بتدمير مصنع للمتفجرات، حسبما أعلن جيش الاحتلال الذي زعم أن جنوده عثروا على مختبر كبير مع مئات الكيلوغرامات من مختلف المكونات الكيميائية تستخدم في صنع متفجرات وقامت بتفجيره بالديناميت، بعد اخلاء المصنع المقام في شقتين سكنيتين. وتوغل جيش الاحتلال في مخيم بلاطة للاجئين الفلسطينيينجنوبي نابلس حيث قاموا باعتقال محمود جبارة (27 سنة) مسؤول كتائب شهداء الاقصى المنبثقة عن حركة فتح. وبالقرب من جنين شمال الضفة الغربية استشهد صباح أمس الفتى محمود أمين ابو عوده (13 عاما) برصاص أطلق من رشاش دبابة اسرائيلية في قرية برقين. كما جرت مواجهات بين الجيش الاسرائيلي ومسلحون فلسطينيون في مخيم جنين للاجئين الذي سجل أسطورة في المقاومة وشهد مذبحة نفذتها قوات الاحتلال التي سوت جزءا كبيرا منه بالأرض خلال شهر مايو/ أيار الماضي.