لم يفاجأ مروان وشاحي الذي فقد والدته مريم 57 عاماً وشقيقه منير 18 عاماً في مجزرة مخيم جنين في آذار مارس الماضي، من نتائج تقرير الاممالمتحدة عن احداث المخيم، ووصف ما جاء في التقرير بانه "جزء من الظلم التاريخي الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني وأبناء المخيمات تحديداً". وقال وشاحي ل"الحياة" ان اهالي المخيم لم يعولوا اصلا على تقرير الاممالمتحدة لتعري به جرائم الحرب التي ارتكبها الجيش الاسرائيلي "فهذه المنظمة فقدت صدقيتها منذ زمن بعدما أصبحت مرهونة بالقرار الاميركي ومدافعة عن مصالحه في العالم". وتساءل: "اذا كان قتل العشرات وجرح المئات وتدمير 1500 وحدة سكنية داخل المخيم وحده ومئات المعتقلين وما تبعه من تشريد ومعاناة وآلام لا تعتبر مجزرة، فلا ادري ما هي معايير وقوع مجزرة في نظر الاممالمتحدة؟". واضاف: "هذه المرة لم تتم مساواة الضحية بالجلاد فقط كما تعودنا من هذا العالم عندما يتعلق الأمر بالشعب الفلسطيني، بل دينت الضحية أيضاً". وكان تقرير للأمم المتحدة عن الهجوم الاسرائيلي على مخيم جنين نشر امس، القى باللوم على الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي، قائلاً إن اسرائيل هددت أرواح المدنيين باستخدامها اسلحة ثقيلة في مخيم مزدحم بالسكان، وان المقاتلين الفلسطينيين ايضا حولوه الى قاعدة لهم. وقال وشاحي: "من المؤكد ان المعايير الوحيدة التي تعمل الاممالمتحدة بموجبها هي مصلحة الولاياتالمتحدة وشريكتها اسرائيل، فهي بهذا التقرير تصادق على المجازر التي ارتكبتها وما زالت ترتكبها اسرائيل ضد الشعب الذي تقوم باحتلاله على رغم أنف قرارات الاممالمتحدة ذاتها"، وذلك في اشارة الى مقاطع وردت في التقرير المذكور تشير إلى "الزعم الاسرائيلي انطلاق 28 هجوما انتحاريا من جنين" و"من الواضح ان الهجمات الانتحارية تسببت في معاناة كبيرة للشعب الاسرائيلي والاقتصاد". وأكد سميح محسن من مؤسسة "القانون" فرع لجنة الحقوقيين الدوليين في جنيف ان تقرير الاممالمتحدة الذي "يساوي بين جرائم الاحتلال والمقاومة المشروعة للاحتلال يعتبر استكمالاً للموقف الذي اتخذه الامين العام كوفي انان عندما الغى لجنة تقصي الحقائق التي أقرها مجلس الامن في قراره الرقم 1407". واشار الى ان التحقيقات التي اجرتها جمعية "القانون" عن جرائم الاحتلال تؤكد ان التقرير "جاء باهتاً وغير موضوعي"، اذ ان جرائم الحرب لا تقاس بعدد الضحايا من البشر وانما بطبيعة هذه الجرائم. واشار الى ان مطالبة اسرائيل بتوفير حماية لقادتها العسكريين والسياسيين والضباط قبل موافقتها على السماح بعمل لجنة تقصي الحقائق التي الغيت لاحقا "خير دليل على ما اقترفته قواتها من جرائم حرب في مخيم جنين". ورحبت اسرائيل بالتقرير واعتبرته انتصارا لها قائلة انه "وضع حداً للأكاذيب الفظيعة التي روج لها الفلسطينيون". ووصف ديبلوماسيون اسرائيليون التقرير بأنه "تقرير غوغل" على اسم موقع البحث المشهور على شبكة انترنت. ومن المنتظر ان تعقد الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم اجتماعا لمناقشة التقرير، وهو ما كان دعا اليه نبيل ابو ردينة مستشار الرئيس ياسر عرفات.