اعلنت منظمة العفو الدولية ان تقرير الاممالمتحدة حول المذبحة التي جرت في جنين بالضفة الغربية (يشير الى ضرورة اجراء تحقيق معمق على الارض) حول خروقات حقوق الانسان التي ارتكبت خلال الهجوم الذي شنته قوات الاحتلال الاسرائيلية على مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين في ابريل الماضي. وقالت المنظمة ان تقرير الاممالمتحدة الذي نشر يوم الخميس هو (تجميع لتقارير من مصادر مختلفة). واضافت ان النتائج التي توصل اليها التقرير (تتطابق كثيرا مع تحقيقات) منظمة العفو الدولية حول خروقات حقوق الانسان التي ارتكبت خلال هذه العملية التي شنتها القوات الاسرائيلية واشارت خصوصا الى منع وصول المساعدات الطبية خلال احد عشر يوما الى جنين وتدمير منازل في هواشين. واوضحت هذه المنظمة التي تتولى الدفاع عن حقوق الانسان (حتما هذا التقرير ليس تحقيقا كاملا) معربة عن (الاسف لكون الحكومة الاسرائيلية قد اعاقت البحث عن الحقيقة والعدالة). واوضح بيان المنظمة ان الحكومة الاسرائيلية (لم تزود الامين العام للامم المتحدة بالمعلومات كما انها رفضت في ابريل الماضي السماح بوصول بعثة تحقيق شكلها الامين العام ومؤلفة من خبراء دوليين معروفين). واشارت هذه المنظمة التي تتخذ من لندن مقرا لها الى ان تحقيقا معمقا (هو مهم بقدر ما تواصل اسرائيل اجراء تحقيقات معمقة بالادعاءات حول خرق حقوق الانسان). من ناحيتها اعتبرت منظمة "هيومن ووتش رايتس" التي تعنى بحقوق الانسان، امس الاول الخميس ان تقرير الاممالمتحدة حول الاحداث التي وقعت في مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين "منحرفا كليا". وقال بيتر بوكهارت ان "الاشخاص الوحيدين الذين يمكن ان يرتاحوا لهذا التقرير هم اولئك الذين حالوا منذ البدء دون اجراء تحقيق من قبل الاممالمتحدة اي السلطات الاسرائيلية". واضاف المسؤول عن الابحاث في المنظمة التي تتخذ نيويورك مقرا لها "انه ليس تقريرا بامكان الاممالمتحدة ان تفتخر به وبدل ان يوضح التقرير ما جرى فهو سيزيد فقط الغموض". واوضح "في حال لم تقع اي مجزرة على المستوى الذي تحدث عنه الفلسطينيون فان تجاوزات حقيقية وواقعية وقعت في جنين". وتابع قائلا ان "فشل البحث في تجاوزات حقيقية وقعت في مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين يثبت ان هذا التقرير منحرف كليا". واوضح انه يقصد بكلمة تجاوزات "عمليات الاغتيال المتعمد وغير الشرعي للمدنيين واستعمال المدنيين كدروع بشرية وكذلك التعميم الواسع لعمليات التدمير". يشار الى ان تقرير الاممالمتحدة حول الاحداث التي وقعت في مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين (الضفة الغربية) والذي صدر يوم الخميس في نيويورك لم يؤكد وقوع مجازر، لكنه اكد ان القوات الاسرائيلية اخرت مساعدة الجرحى وعمليات الاغاثة الانسانية. واشار التقرير الى ان السلطة الفلسطينية قدمت معلومات حول الاحداث التي جرت اثناء الهجوم على المخيم في مطلع ابريل، فيما لم تقم الحكومة الاسرائيلية بالمثل. واضاف التقرير ان 52 فلسطينيا اكثر من نصفهم من المدنيين و23 جنديا اسرائيليا قتلوا في مخيم جنين خلال عشرة ايام من المعارك جرت في المخيم. وقالت الاممالمتحدة ان اجمالي 497 فلسطينيا قتلوا بين 1 مارس و7 مايو خلال قيام الجيش الاسرائيلي باعادة احتلال مدن وقرى فلسطينية. وكشف التقرير ان "المدنيين الفلسطينيين الجرحى او المرضى عانوا من تاخر مطول لتلقي العلاج الطبي" حيث ان القوات الاسرائيلية منعت فرق الاغاثة التابعة للوكالات الانسانية بما فيها وكالات المنظمة الدولية من الوصول الى المخيمات. كما تصدر موضوع التقرير المثير للجدل الصفحة الاولى لصحيفة "الجارديان" الصادرة فى لندن امس . وجاء الموضوع تحت عنوان "مأساة جنين" حيث قالت الصحيفة ان اسرائيل منعت فريق تحقيق كان من المقرر ارساله الى المخيم ولذلك اضطرت الاممالمتحدة للاعتماد فى اعداد التقرير على البيانات والمصادر المعلنة من قبل مراقبى ست دول ومنظمات لحقوق الانسان. واضافت ان المتحدث باسم الخارجية البريطانية كان اكثر صراحة فى نقده للتقرير حين قال ان به عيوبا فادحة تنبع من حقيقة ان فريق التحقيق التابع للامم المتحدة منع من دخول المخيم ومن الموءكد ان ذلك ادى الى تقويض سلطة الامين العام للمنظمة الدولية. من ناحية اخرى أكد أبو على شاهين عضو السلطة الفلسطينية أن تقرير الاممالمتحدة بشأن مذبحة مخيم جنين جاء مستندا الى مصادر عامة كالصحف وبعض المنظمات اليهودية . وقال المسئول الفلسطينى فى حديث لاذاعة "صوت العرب " ان اشكالية اسرائيل مع الاممالمتحدة وقراراتها الدولية تكمن فى عدم احترام اسرائيل لتلك القرارات وكونها دولة فوق المساءلة وفوق القانون . وأشار الى اعتزام الجمعية العامة مناقشة هذا التقرير الذى لن يكون له أى صدى أو اثر مباشر على اسرائيل .. مستشهدا بما جرى من قبل بشأن رفض اسرائيل استقبال لجنة تقصى الحقائق الدولية فى جنين وما أعقبه من قرار حل تلك اللجنة بعد تشكيلها . كما اتهم مصطفى البرغوثى رئيس المركز الاعلامى الفلسطينى تقرير الاممالمتحدة حول مخيم جنين بانه منحاز الى اسرائيل وقال ان الموضوع ليس موضوع عدد القتلى بل ان الاهم هو ماقامت به القوات الاسرائيلية وسلوكها المنافى للاعراف الدولية. وقال البرغوثى فى تصريح خاص لراديو "مونت كارلو " ان الذى جرى هو اجتياح كامل واحتلال لمخيم مدنى واحتلال لمدينة جنين وكل الضفة الغربية وان عمليات القصف لم تأخذ فى الاعتبار ان هذه مناطق مدنية. واوضح ان الجرحى تركوا ينزفون بين البيوت المهدمة .. قائلا ان المجزرة ليست بعدد القتلى وانما بالسلوك والممارسة التى قامت بها القوات الاسرائيلية والتى لابد من القول انها جريمة حرب بكل الاعراف الانسانية. واضاف ان الامر الاكثر اهمية هو ما الذى ادى الى رفض مجلس الامن والاممالمتحدة التحقيق فيما جرى فى جنين وتحويله الى لجنة تقصى حقائق .. واكد ان هذا يدل على انحياز كامل وعدم قيام الاممالمتحدة فى هذا الموضوع بالذات بواجبها بضرورة فحص الامور عن طريق لجنة محايدة. وكانت منظمة العفو الدولية قد اعلنت امس ان تقرير الاممالمتحدة حول الاحداث التى جرت فى جنين بالضفة الغربية (يشير الى ضرورة اجراء تحقيق معمق على الارض) حول خروقات حقوق الانسان التى ارتكبت خلال الهجوم الذى شنته القوات الاسرائيلية على مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين فى ابريل الماضى واكدت هذه المنظمة التى تتولى الدفاع عن حقوق الانسان ان هذا التقرير "ليس تحقيقا كاملا" .. واعربت عن اسفها لان "الحكومة الاسرائيلية اعاقت البحث عن الحقيقة والعدالة". وتجدر الاشارة الى ان منظمة "هيومن ووتش رايتس" اعتبرت التقرير حول جنين "منحرفا كليا".