تراجع سعر خام القياس البريطاني "برنت" في تعاملات أمس مقترباً من مستوى الدعم عند 26 دولاراً للبرميل، في استمرار للخسائر التي تكبدها أول من أمس اثر انباء مفادها ان فنزويلا تتوقع زيادة انتاجها في النصف الثاني من السنة الجارية. لندن - "الحياة"، رويترز - هبط سعر "برنت" للعقود الآجلة تسليم أيلول سبتمبر في بورصة النفط الدولية في لندن أمس الى 26.08 دولار للبرميل، بخسارة مقدارها 23 سنتاً على سعر الاقفال السابق. وقال متعامل: "نحن في الاساس مازلنا نتحرك في نطاق بين 25.85 و26.40 دولار للبرميل. أمس الاربعاء شهدنا محاولة للارتفاع واليوم نشهد اختباراً لمدى الهبوط". وهبط سعر الخام الاميركي الخفيف في تعاملات بورصة نيويورك التجارية "نايمكس" الالكترونية على نظام "اكسيس" في آسيا 18 سنتا الى 27.39 دولار للبرميل لعقود آب أغسطس. وقالت وكالة انباء منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك أمس نقلاً عن أمانة المنظمة إن سعر سلة خامات "أوبك" السبعة هبط أول من أمس الى 25.85 دولار للبرميل من 25.97 دولار يوم الاربعاء الماضي. وانخفضت الاسعار خلال اليومين الماضيين بعدما قال وزير المال الفنزويلي توبياس نوبريغا في مقابلة مع "رويترز" أول من أمس انه يتوقع ارتفاع انتاج فنزويلا العضو في "أوبك" من النفط في النصف الثاني من السنة لتلبية الطلب المحلي والتعويض عن انخفاض الانتاج في النصف الاول من السنة في اطار سقف انتاج "أوبك". وكان اضراب للعمال في شركة النفط الفنزويلية الحكومية "بتروليوس دي فنزويلا" اوقف بشكل موقت الانتاج في خامس اكبر منتج نفطي في العالم في نيسان ابريل الماضي قبل انقلاب قصير وفاشل لإطاحة الرئيس هوغو شافيز. وقالت مصادر فنزويلية ان فنزويلا، وهي مورد كبير للنفط الى الولاياتالمتحدة تعتزم انتاج نحو 400 ألف برميل يومياً او 16 في المئة فوق حصتها الانتاجية في "أوبك" في الفترة الباقية من هذه السنة لتخفيف عجز كبير في الموازنة. وأثارت انباء زيادة انتاج النفط الفنزويلي الشكوك في تقيد "أوبك" بالقيود الانتاجية الصارمة التي تطبقها منذ بداية العام الماضي في مسعاها لدعم اسعار النفط. لقمان نقلت صحيفة ايطالية أمس عن ريلوانو لقمان رئيس منظمة "أوبك" قوله انه يجب على روسيا ان تتجنب اطلاق شرارة حرب أسعار مع "أوبك". ونسبت صحيفة "ال سولي 24 اوري" عن لقمان قوله: "روسيا تحاول الانتاج بأقصى ما تستطيع". وقال لقمان في المقابلة: "نحن في أوبك لدينا الاحتياطات والقدرة على الرد على أي حرب أسعار قد تنشب مع روسيا. ونحن لا نريد حرب أسعار لكننا لا نريد ان نخسر حرباً أعلنها اخرون". وقالت مصادر في صناعة النفط انها تشك ان روسيا ثاني أكبر مصدر للنفط في العالم تبيع كميات أكبر مما تظهره بياناتها الرسمية. وأظهرت ارقام شهر حزيران يونيو الماضي ان صادرات النفط الخام انخفضت 150 ألف برميل في اليوم مقارنة بشهر أيار مايو، لكن تجاراً يقدرون ان الصادرات زادت في الواقع 50 الف برميل لأن الحكومة لا تحسب صادرات اضافية من الخام حجمها 200 ألف برميل في اليوم مخصصة ضمن صادرات حزيران لتمويل اغلاق قاعدة للتجسس ترجع الى فترة الحرب الباردة في كوبا. وكانت روسيا اتفقت مع "أوبك" على خفض انتاجها بمقدار 150 الف برميل في الشهر في النصف الاول من السنة لدعم الاسعار. وقال لقمان: "اذا تمكنت موسكو من غزو السوق بخاماتها فسيحدث الاثر العكسي متمثلاً في دفع الاسعار للهبوط. والى اي مدى يمكن للروس ان يتحملوا انخفاض سعر النفط". وزاد انه يعتبر ان سعر 25 دولاراً للبرميل "سعر متوازن" للنفط، إذ انه مرتفع بما يشجع على الاستكشاف والانتاج لكنه ليس عالياً بدرجة تضر بالمستهلكين. وقال لقمان أول من أمس ان "أوبك" ستدرس بجدية امكان زيادة انتاجها النفطي اذا ارتفعت الاسعار بشدة في فصل الشتاء المقبل.