نفى وزيرا الخارجية المصري احمد ماهر والاردني مروان المعشر حدوث خلافات في اجتماع لجنة المبادرة العربية للسلام اول من امس ادت الى انسحاب وزير الخارجية السوري فاروق الشرع، في حين علمت "الحياة" أن الشرع تحرك قبل ختام الاجتماعات بسبب مواعيد طائرة المغادرة بينما أكمل الوفد السوري الاجتماع. وكانت اللجنة أكدت ضرورة مشاركة أعضائها بالكامل في أي اجتماعات مع "الرباعية" أو أي أطراف أخرى. وعلمت "الحياة" أن وزيري الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل واللبناني محمود حمود طلبا من "الرباعية" مشاركة الوزراء أعضاء اللجنة في أي اجتماعات، فيما لم تفوّض اللجنة الوزراء الثلاثة السعودية ومصر والأردن التصرف في مبادئ المبادرة العربية للسلام، وهو ما أكده ماهر بقوله إن "اللجنة لم تكلف أحداً شيئا والوزراء الثلاثة سيتحركون في اجتماعات نيويورك لقاء وزير الخارجية الاميركي كولن باول في إطار المبادرة العربية". وشدد على أن اللجنة لم تعط تفويضاً للوزراء الثلاثة كما أنهم لم يطلبوا هذا التفويض. ويأتي الموقف المصري في وقت جددت سورية رفضها اعطاء تفويض للدول الثلاث التي ستلتقي "الرباعية"، مؤكدة ان لجنة المبادرة العربية للسلام بكامل اعضائها يجب ان يتم الاتصال معها لان اللجنة مشكلة بقرار قمة عربية والمبادرة العربية تتضمن عناصر التسوية المستندة الى قرارات الشرعية الدولية. وقالت مصادر الخارجية السورية: "لا توجد وسيلة لتحقيق السلام العادل والشامل الا المبادرة العربية"، لافتة الى ان وفودا في الاجتماع ارادت اعطاء تفويض للدول الثلاث التي ستلتقي الرباعية، غير ان التوجه في الاجتماع كان بضرورة الاتصال مع جميع اعضاء اللجنة ولا داعي للتفويض والتركيز على المبادرة العربية وسبل التحرك لشرحها دوليا والعمل على الوصول الى مرحلة تبنيها من جانب مجلس الامن". ومن المقرر أن يغادر ماهر اليوم إلى الولاياتالمتحدة في زيارة تستغرق ثلاثة أيام تشمل نيويورك وواشنطن. وأوضح في تصريحات له قبل مغادرته أنه سيجتمع ووزير الخارجية الأردني وممثل عن الأمير سعود الفيصل مع أعضاء اللجنة الرباعية. وقال إن "الأمير الفيصل لن يشارك لوجود ارتباطات خاصة به"، مشيراً إلى أن محاولات جرت لتأجيل اجتماع الرباعية أياما ليتمكن الوزير السعودي من المشاركة، إلا أن ارتباطات اعضائها حالت دون ذلك. اجتماعات لجنة المتابعة من جهة اخرى، اجتمعت لجنة المتابعة لتنفيذ قرارات قمة بيروت في مقر الجامعة ليل الجمعة - السبت في مقر الجامعة العربية في القاهرة، وبحثت في الاسراع بتقديم الدعم المالي المقرر للسلطة الفلسطينية. ونقل وزير التخطيط والتعاون الدولي الفلسطيني الدكتور نبيل شعث عن وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي أنه تحدث بتأثر شديد وهو يحض الدول العربية على الوفاء بالتزاماتها، علما ان سلطنة عمان دفعت حصتها الموزعة على ستة شهور مقدماً. كما أوضح شعث أن وزير الخارجية السعودي اقترح في الاجتماع تشكيل لجنة من السعودية ولبنان والامين العام للجامعة لتقوم بجولات عربية للعمل على تحصيل حصص الدول بسرعة خصوصاً الدول التي لم تسدد، كما وعد الأمير الفيصل بأن تدفع بلاده مبالغ إضافية. وشدد الأمين العام للجامعة العربية السيد عمرو موسى على أهمية التحرك الديبلوماسي العربي الهادف إلى كسر حركة الجمود السياسي التي تحاول إسرائيل فرضها على الشرق الأوسط. وقال في رده على اسئلة الصحافيين عن جدوى الاجتماعات العربية المتتالية واللقاءات العربية مع الولاياتالمتحدة والأطراف الدولية الأخرى إن الهدف هو كسر الحلقة المفرغة التي تدور فيها المنطقة على أساس المبادرة العربية للسلام. وأشار عقب لقاء كل من شعث ووزير الخارجية اليمني الدكتور أبو بكر القربي أمس إلى أن الدول العربية التي ستذهب إلى الولاياتالمتحدة للاجتماع مع ممثلي الإدارة الاميركية والاتحاد الأوروبي وروسيا والأمم المتحدة أكدت تصميمها على التزام المبادرة العربية كأساس لتحرك الديبلوماسية العربية في المرحلة المقبلة. ورداً على سؤال عن التباين بين المبادرة العربية والرؤية الاميركية للسلام في الشرق الأوسط، قال إنه من المهم أن يكون واضحاً أن هناك نقاط التقاء بين المبادرة العربية للسلام وأفكار الرئيس جورج بوش لتحقيق السلام في الشرق الأوسط خصوصاً في ما يتعلق ببعض القضايا الجوهرية المتعلقة بالانسحاب الإسرائيلي من الأراضي العربية المحتلة عام 1967 وإقرار حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته الفاعلة والتوصل من خلال المفاوضات إلى تسوية للأمور المتعلقة بالقدس واللاجئين ووقف الاستيطان، مشيراً إلى ضرورة التحرك للبناء على نقاط الالتقاء هذه. وعما إذا كانت الأحداث السياسية المتتابعة تخطت المبادرة العربية، خصوصاً في ضوء التركيز الواضح للإدارة الاميركية على مسألة إصلاح السلطة الفلسطينية، أكد موسى أن الإصلاح المتعلق بالسلطة الفلسطينية هو شأن فلسطيني يقوم عليه الشعب الفلسطيني أما المبادرة العربية فإن الأحداث المتعاقبة لم تتخطاها ولن تتخطاها لانها تمثل المرجعية العربية للسلام في المنطقة. وشدد موسى على أنه لن يتم إدخال أي تعديلات على المبادرة، مؤكداً أن أي مفاوضات سيجريها الجانب العربي بهدف الوصول إلى تسوية نهائية ستنطلق من المبادرة العربية. ووعد موسى الذي يتوجه إلى العاصمة الأردنية اليوم باستمرار اتصالات الجامعة ورئيس القمة وعدد من الوزراء لسرعة تنفيذ قرارات القمة العربية المتعلقة بتوصيل الدعم المالي العاجل للسلطة الفلسطينية.