قال الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى ان المفاوضات غير المباشرة بين اسرائيل والفلسطينيين تواجه «فشلاً شاملاً»، وأعلن عقد اجتماع للجنة متابعة مبادرة السلام على المستوى الوزاري في 29 تموز (يوليو) الجاري بناء على طلب السلطة الفلسطينية. وقال موسى، بعد اجتماع مع ممثل اللجنة الرباعية الدولية توني بلير وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح ومفوض العلاقات الدولية نبيل شعث بمقر الجامعة العربية في القاهرة: «لا يوجد أي تقدم في المفاوضات غير المباشرة. ونحن نواجه فشلاً شاملاً لهذه المفاوضات». وحذر موسى من ان الانتقال الى مفاوضات مباشرة غير ممكن الا بتحقيق تقدم واضح في المفاوضات غير المباشرة، «وهذا ما لا نراه الآن». وذكر ان نتائج لقاء الرئيس باراك أوباما مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو «لا تبشر بأي خير» وهي معاكسة للتطلعات العربية والفلسطينية، مشدداً على أنه لم يحدث أي تقدم في المفاوضات غير المباشرة بما يلبي الشروط العربية والفلسطينية. وشدد موسى على «اننا الآن في مواجهة فشل شامل لهذه المفاوضات (غير المباشرة) وأزمة في صدقيتها، فكيف يتم الانتقال الى المفاوضات المباشرة؟». ولفت الى أن الأمر يحتاج إلى نظرة متعمقة وعاجلة خصوصاً في ضوء التقارير الواردة عن لقاء أوباما ونتانياهو وأيضاً عن الاستيطان والحصار على غزة. من جانبه، أوضح شعث في تصريحات صحافية عقب لقائه موسى أنه سيتم عقد اجتماع للجنة المركزية لحركة فتح»، واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عقب عودة الرئيس الفلسطيني محمود عباس من جولته الأفريقية، لاتخاذ قرار فلسطيني في شأن عملية السلام والاحتلال الإسرائيلي والحصار على غزة لعرضه على اجتماع لجنة متابعة مبادرة السلام. وأكد ضرورة العمل الجاد لتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية. وقال: «لن نيأس أبداً من هذا الموضوع، إذ من دون تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية لا يمكن أن تكون هناك قوة فلسطينية قادرة على مواجهة الاحتلال والحصار الإسرائيلي». وأشار إلى أن هناك أفكاراً تم تبادلها مع الأمين العام للجامعة تتعلق بالوحدة الوطنية وإنهاء الحصار على قطاع غزة. ووصف شعث الإجراءات التي تتم حالياً بمعرفة نتانياهو وتوني بلير بخصوص حصار غزة بأنها «قاصرة جداً» ولن تؤدي إلى أي تغير حقيقي للأوضاع في القطاع. وأضاف ان «المسألة ليست «مايونيز» أو «قهوة» أو «برغل» لكنها تتعلق أساساً بمحاولة إسرائيل القضاء على القدرة الإنتاجية في قطاع غزة والاقتصاد والمجتمع الفلسطيني». ورداً على سؤال حول وجود مخاوف من أن الهدف من طلب السلطة الفلسطينية عقد اجتماع لجنة متابعة مبادرة السلام هو الحصول على تفويض عربي للدخول في المفاوضات المباشرة على رغم عدم تحقق الشروط العربية والفلسطينية، أجاب شعث أن الرئيس عباس سيطرح على هذا الاجتماع كل ما حدث في المفاوضات حتى الآن، وكل التطورات المتعلقة بالوضع في غزة، والوضع الفلسطيني، مضيفاً ان «الرئيس عباس لن يأتي هنا لكي يؤمن على نتائج القمة الأميركية - الإسرائيلية، بل سيأتي ليطرح الموقف الفلسطيني على العرب للخروج بموقف واحد». ورداً على سؤال عما إذا كان الجانب الفلسطيني على استعداد لإغضاب الإدارة الأميركية في ظل تأييدها المطالب الإسرائيلية للدخول في المفاوضات المباشرة، قال شعث «إن هذا موقف خاطئ بالنسبة الينا، لأنه لا يستجيب للاتفاق الذي عقدناه معهم، ولا لقرار الجامعة العربية السابق، فلم يتحقق أي تقدم في المفاوضات غير المباشرة». وأضاف «أن هناك انتهاكات إسرائيلية كبيرة في موضوع وقف الاستيطان وطرد المواطنين الفلسطينيين من القدس وهدم بيوتهم وإخلاء أحياء بكاملها في القدسالشرقية». وعما إذا كان نتانياهو قدم تنازلاً ما للادارة الأميركية، قال شعث: «لم تصلنا إلا وعود بإمكان استمرار وقف الاستيطان، حتى في الوقت الحالي فإننا نشكو للسيناتور جورج ميتشيل مبعوث الرئيس الأميركي للشرق الأوسط في كل اجتماع من اختراقات نتانياهو المعروفة والواضحة للعيان». وأضاف: «ليست لدي معلومات حول ما يمكن أن تقدمه الإدارة الأميركية لشرح هذا الموقف الذي حدث في واشنطن، وسنترك ذلك لتقويم القيادة الفلسطينية للأمر، ولاجتماع لجنة متابعة مبادرة السلام».