اقر اعضاء اللجنة الرباعية للشرق الاوسط (الولاياتالمتحدةوالاممالمتحدة وروسيا والاتحاد الاوروبي) امس الثلاثاء الجدول الزمني لخطة الاتحاد الاوروبي الرامية الى التوصل الى قيام دولة فلسطينية على مراحل من الآن وحتى العام 2005، منبهين في الوقت نفسه الى ان تطبيقها يتوقف على التقدم الذي يحققه الطرفان. وتوصل مسؤولو اللجنة الرباعية (التي تضم الولاياتالمتحدة وروسيا والاتحاد الاوروبي والاممالمتحدة) الى اتفاق الحد الادنى هذا بعد ثلاثة لقاءات تخللتها مشاورات منفصلة مع مسؤولين اسرائيليين وفلسطينيين، ومع وزراء خارجية عدد من الدول العربية. واعلنت اللجنة الرباعية في بيان اصدرته اثر انتهاء اجتماعاتها ان اللجنة تعمل بصورة وثيقة مع الاطراف وعن طريق التشاور مع الجهات الاقليمية الرئيسية من اجل تنفيذ ملموس لورقة عمل من ثلاث مراحل تؤدي الى حل نهائي في غضون ثلاث سنوات. لكن اعضاء اللجنة حذروا من ان اي تقدم في تنفيذ هذه الورقة لا يمكن ان يحصل طالما لم تعالج الخطة الابعاد السياسية والاقتصادية والانسانية والمؤسساتية التي ينبغي ان تحدد الاجراءات المتبادلة التي يتعين على الطرفين اتخاذها في كل مرحلة من المراحل. وشارك في اعمال اللجنة الرباعية امس الثلاثاء كل من وزير الخارجية الاميركي كولن باول ونظيره الروسي ايغور ايفانوف والامين العام للامم المتحدة كوفي انان والرئيس الحالي للاتحاد الاوروبي وزير الخارجية الدنماركي بير ستيغ مولر. واوضح البيان ان "ما يتحقق من تقدم بين المراحل الثلاث يجب ان يرتكز بشكل صارم على احترام الاطراف للنتائج التي ستشرف عليها اللجنة الرباعية وتقوم بتقييمها". وتنص المرحلة الاولى من الخطة على اجراء اصلاحات جذرية في البنى الامنية الفلسطينية وانسحاب القوات الاسرائيلية الى المواقع التي كانت عليها قبل اندلاع الانتفاضة الفلسطينية منذ حوالى سنتين. كما تنص على اتفاق امني اسرائيلي فلسطيني يتم التوصل اليه قبل اجراء الانتخابات الفلسطينية العامة في كانون الثاني/يناير المقبل. واعلنت اللجنة الرباعية تأييدها في اطار المرحلة الاولى لعقد لقاء وزاري في تشرين الثاني/نوفمبر لتقييم الوضع الانساني للفلسطينيين في اراضي الحكم الذاتي. واشارت اللجنة في بيانها الى ان قادة اللجنة سيجتمعون مجددا على هامش اللقاء الوزاري. اما المرحلة الثانية من ورقة العمل فتتعلق بانشاء دولة فلسطينية بحدود مؤقتة ووضع دستور جديد في 2003. وتنص المرحلة الثالثة على اجراء مفاوضات حول قيام دولة فلسطينية بحدودها النهائية في 2005. من جهة اخرى عقدت اللجنة الرباعية الدولية المتعلقة بعملية السلام ولجنة مبادرة السلام العربية اجتماعا مشتركا بين الجانبين فى نيويورك امس لمناقشة تطورات الجهود الدولية والعربية المبذولة لتحقيق السلام فى منطقة الشرق الاوسط. وحضر الاجتماع من الجانب العربى صاحب السمو الملكي الامير سعود الفيصل وزير الخارجية ووزير الخارجية المصرى احمد ماهر ووزير الخارجية السورى فاروق الشرع ووزير الخارجية الاردنى مروان المعشر ووزير الخارجية اللبنانى محمود حمود فيما حضره من الجانب الدولى الامين العام للامم المتحدة كوفى عنان ووزير الخارجية الامريكى كولين باول ونظيراهم الروسى ايجور ايفانوف والدنماركى بيير ستيج موللر الذى تراس بلاده الدورة الحالية للاتحاد الاوروبى بالاضافة الى مفوض السياسة الخارجية والامن بالاتحاد الاوروبى خافيير سولانا والمفوض الاوروبى كريس باتن. وتم خلال الاجتماع بحث الموضوعات المتعلقة بعملية السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين والجهود المبذولة لتحقيق السلام فى منطقة الشرق الاوسط بصورة عامة بالاضافة الى جهود الاصلاحات والانتخابات الفلسطينية المقبلة لاختيار القيادة التى يقررها الشعب الفلسطيني. كما اجتمعت اللجنة الرباعية ايضا مع الوفدين الفلسطينى والاسرائيلى الى اجتماعات الدورة الجديدة للجمعية العامة للامم المتحدة فى نيويورك. وتم خلال الاجتماعات الاستماع الى وجهتى نظر الجانبين حول مجموعة من القضايا العالقة بينهما بالاضافة الى تقرير لجنة الاصلاحات فى السلطة الوطنية الفلسطينية وقال الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان في مؤتمر صحفي "اننا نحتاج الى عملية يدفعها الاداء والامل لاننا نحتاج الى الاثنين .. الاداء والامل". وكان عنان يتحدث بعد انتهاء المحادثات بين الاعضاء الاربعة. وقال عنان ان اللجنة مازالت تعكف على اعداد "خريطة للطريق" كملحق تنفيذي للافكار التي طرحها الرئيس الامريكي جورج بوش في خطاب القاه يوم 24 يونيو حزيران الماضي بشأن انشاء دولة فلسطينية خلال ثلاث سنوات. وفي حين قال بوش انه يتعين على اسرائيل في نهاية المطاف ان تنهي احتلالها المستمر منذ 35 عاما للضفة الغربية وقطاع غزة وتفكيك مستوطناتها هناك فقد القى بالمسؤولية على عاتق الفلسطينيين في اصلاح مؤسساتهم واختيار زعماء "لا يشينهم الارهاب" في اشارة الى الرئيس ياسر عرفات. وأوضح عنان ان خريطة الطريق التي تعدها اللجنة الرباعية تقتضي القيام باجراءات متبادلة من جانب اسرائيل والفلسطينيين مضيفا ان اللجنة ستراقب التزام كل طرف من خلال اطر محددة. وقال عنان "المرحلة الاولى ستشهد اصلاحات الامن الفلسطينية والانسحابات الاسرائيلية ودعم الانتخابات الفلسطينية المقرر ان تجري في اوائل عام 2003" ووعد بأن يتناول العمل الازمة الانسانية في الضفة والغربية وقطاع غزة المحتلين. وقال عنان ان المرحلة الثانية في العام القادم ستركز على خيار انشاء دولة فلسطينية لها حدود مؤقتة تستند الى دستور جديد. وسيكون هذا محطة على الطريق الى تسوية دائمة بعد مفاوضات اسرائيلية فلسطينية في عام 2004 الى منتصف عام 2005 . وقال عنان الاداء الامني الشامل ضروري تماما مثل انهاء العنف والارهاب المكروه اخلاقيا في اشارة الى الهجمات الانتحارية التي قتل فيها عشرات الاشخاص. لكنه قال ان جهود الاصلاح الفلسطينية يجب ان يقابلها اجراء من جانب اسرائيل لتحسين حياة الفلسطينيين. ويجب على اسرائيل ان تسمح باستئناف النشاط الاقتصادي في الاراضي المحتلة وتخفيف أو رفع حظر التجول والاغلاق ورد ايرادات الضرائب التي تدين بها الى السلطة الفلسطينية ووقف النشاط الاستيطاني في الضفة الغربية وقطاع غزة. ورحب نبيل شعث وزير التخطيط والتعاون الدولي وممثل الجانب الفلسطيني في المحادثات بالخطة وطالب باجراء سريع لانهاء الجمود الحالي وانهاء الاحتلال الاسرائيلي يحركنا في اسرع وقت ممكن الى مفاوضات لتحقيق سلام حقيقي لشعبنا وللشعب الاسرائيلي والمنطقة كلها. وجاء رد فعل وزير الخارجية الاسرائيلي شمعون بيريس أكثر تحفظا وقال ان المشاكل الامنية تؤخر أي انسحاب اسرائيلي من المدن الفلسطينية التي اعادت احتلالها في وقت سابق هذا العام. وقال بيريس: أكبر عقبة امام السلام هي نقص الاصلاحات الامنية بين الفلسطينيين ... واعظم امل هو ان تجري مناقشات جادة داخل المجتمع الفلسطيني. وفي القدس انتقد المفاوض الفلسطيني صائب عريقات بيان اللجنة الرباعية لانه لم يشر الى ان عرفات حدد موعد انتخابات الرئاسة في 20 يناير كانون الثاني. وقال عريقات لرويترز: هذا الاعلان كان يجب ان يحترم وهذا يحتاج الى مطالبة المجتمع الدولي لاسرائيل بالانسحاب من المناطق المحتلة ورفع الحصار من اجل تسهيل اجراء انتخابات حرة وديمقراطية. وقال وزير الخارجية الاردني مروان المعشر ان العرب يأملون في ان تكمل اللجنة الرباعية خطتها في الاسابيع القليلة القادمة. وقال: اننا راضون عن ان جميع الاطراف الان تلتزم بفكرة خريطة الطريق وحل شامل والتزامات متبادلة في الجانبين وليس في الجانب الفلسطيني وحده. وقال وزير الخارجية المصري احمد ماهر انه سعيد لان اللجنة الرباعية تشترك في الرأي مع كثير من العرب بشأن كيفية التوصل الى السلام لكنه اضاف ان الفلسطينيين يجب ان يكونوا احرارا في اختيار زعمائهم. وقال ماهر تم توضيح ان الاصلاحات الفلسطينية هي شيء يجيء استجابة لاحتياجات فلسطينية ويجب الا تكون أو تبدو على انها املاء من جانب طرف اخر. وقال عنان اللجنة الرباعية تبحث "التوقيت والشكل" لمؤتمر دولي ومازالت ملتزمة بالبحث عن السلام في المسارين السوري واللبناني.