سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
زعامة الحزب حسمت لبن اليعيزر الذي أمر بتفكيك مستوطنات لسحب البساط من تحت قدمي منافسه رامون ."العمل" يعقد مؤتمره في ظل الانقسامات وتدهور شعبيته وفي غياب برنامج سياسي أو اقتصادي بديل
يعقد حزب "العمل" الاسرائيلي مؤتمره العام اليوم وسط أجواء من الاحباط والعجز عن ايجاد السبيل لوضع حد للتصدعات والانقسامات التي يشهدها منذ هزيمته في الانتخابات لرئاسة الحكومة في شباط فبراير من العام الماضي، وفي ظل نتائج استطلاعات جديدة للرأي تؤكد أن شعبية الحزب وصلت الى درك غير مسبوق وهبطت من 21 في المئة في انتخابات 1999 الى 10 في المئة حالياً، ما يعني انه قد لا يتمثل في الانتخابات المقبلة بأكثر من 12 نائباً في الكنيست. رأى معلق الشؤون الحزبية في الاذاعة العبرية يارون ديكل ان حزب "العمل" لم يعد "ذا صلة" بالشارع الاسرائيلي وان المؤتمر الحالي "لن يأتي بأي بُشرى أو جديد". ولفت الى أنه في غياب أجندة سياسية واضحة أو حتى اقتصادية فإن "العمل" سيبقى "مجرد ملحق" لرئيس الحكومة ارييل شارون. ونقل عن النائب ايتان كابل، المفوض التحضير للمؤتمر، توقعه ان يكون المؤتمر مملا "في غياب رسالة واضحة أو موضوع بحث جدي". وتابع المعلق ان الحزب بزعامته الحالية غير قادر على اتخاذ قرار بالانسحاب من حكومة "الوحدة الوطنية" لأنها تشارك شارون رأيه ان الرئيس ياسر عرفات لم يعد شريكاً في مفاوضات سلمية في المستقبل "كما انها لا تملك أي برنامج سياسي بديل لتطرحه على الناخب الاسرائيلي". ويأتي انعقاد المؤتمر بعد نجاح زعيمه وزير الدفاع بنيامين بن اليعيزر في بسط نفوذه على الحزب وإقرار اللجنة السياسية التابعة له برنامجه السياسي الذي يعتمد أساساً "الفصل الأمني" عن الفلسطينيين من خلال الابقاء على مئات المستوطنات المقامة على أراضيهم. ويعتبر بن اليعيزر أبرز صقور الحزب اذ يقود الذراع العسكرية التي تقمع الفلسطينيين ويؤدي دوره في الحكومة في نسيج متكامل مع رئيسها، ويعارض فكرة الانسحاب من الحكومة بزعم ان اسرائيل تعيش حال حرب وأن أنصار "العمل" لن يتفهموا انسحاباً كهذا في ظروف صعبة. ولم يتبين بعد ما اذا كان المؤتمر سيبحث في مسألة الانسحاب من الحكومة. وقالت وسائل الاعلام العبرية ان بن اليعيزر عدل عن رأيه طرح هذه المسألة على أجندة المؤتمر مشترطاً ذلك بمطالبة خطية من ثلث اعضائه ال 4 آلاف. الى ذلك، رأى مراقبون ان التنافس على زعامة الحزب حسم في الوقت الراهن لمصلحة بن اليعيزر أمام منافسه الوزير السابق حاييم رامون الذي يحظى بدعم أوساط اليسار في الحزب. وربط المراقبون اعلان بن اليعيزر تفكيك عدد من بؤر الاستيطان بانعقاد المؤتمر لتخفيف حدة الانتقادات في أوساط الحزب على مواصلة الحكومة نشاطها الاستيطاني، وقالوا ان هذا الاعلان استهدف سحب البساط من تحت قدمي رامون الذي يطالب في برنامجه السياسي باخلاء المستوطنات في قطاع غزة وتلك النائية في الضفة الغربية. وكان بن اليعيزر أعلن أول من أمس انه أصدر أوامر بازالة عشرة "مواقع متقدمة" اقامها مستوطنون في الضفة. وقال امام ناشطين من الحزب: "يتعين ازالة هذه المواقع بحلول الأحد أمس كما انوي ازالة عشرة أخرى وأن أواصل" هذه السياسة. وقال مدير أحد مراكز استطلاع الرأي رافي سميث ان الأزمة التي تعصف بحزب "العمل" تؤكد ان اليسار الاسرائيلي يعيش أصعب فتراته وان هناك غالبية واضحة في أوساط الاسرائيليين للخطاب اليميني، لافتاً الى أن نسبة الاسرائيليين الذين يحسبون أنفسهم على معسكر اليسار لا تتعدى 20 في المئة. ويبدو انسحاب عدد من أقطاب اليسار من "العمل" مسألة وقت. وأعلن وزير الخارجية السابق شلومو بن عامي نيته الاستقالة من عضويته في الحزب فيما بات واضحاً أن يوسي بيلين سينضم الى الحزب الاشتراكي - الديموقراطي المتوقع اعلان تأسيسه في تشرين الأول اكتوبر المقبل ليضم حركة "ميرتس" وحركات يسارية وسلامية أخرى. وتوقع مراقبون أن تعقب استقالة بيلين الرسمية استقالة عدد آخر من نواب الحزب اليساريين.