سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أنصار بن اليعيزر اتهموا الاشكناز بالعنصرية والرغبة في الاحتفاظ بالقيادة . فوز متسناع بزعامة "العمل" يفجر صراعاً طائفياً بين اليهود الغربيين والشرقيين يهدد بإغراق سفينة الحزب
أخرج فوز الجنرال في الاحتياط الاسرائيلي عمرام متسناع بزعامة حزب العمل اليساري بغالبية ساحقة 54 في المئة المارد الطائفي من القمقم على نحو يهدد الحزب المتفكك أصلاً منذ هزيمته في الانتخابات الأخيرة، بالانشقاق، واتهم أنصار الزعيم السابق بنيامين بن اليعيزر، العراقي المولد أعضاء الحزب من اليهود الاشكناز بعدم التسليم بفكرة تزعم شخصية من أصل شرقي الحزب، مشيرين الى ان الحركة الكيبوتسية واعضاء الحزب في المدن الكبرى، ذات الغالبية الاشكنازية، كانوا وراء اطاحة بن اليعيزر لاعتبارات طائفية و"لرغبتهم في ابقاء مقود الزعامة بيد النخبة الاشكنازية"، بحسب أحد الناشطين من أصل شرقي. ونقلت صحيفة "معاريف" العبرية عن قريبين من بن اليعيزر قوله ان قياديين في الحزب أصدروا حكماً بإعدامه سياسياً "لأنهم لم يحتملوا رؤيتي على كرسي زعيم الحزب ولأني لست على شاكلتهم". ونعت النائب فايتسمان شيري اعضاء الحزب الاشكناز ب"العنصريين ذوي النظرة الفوقية الرافضين رؤية شرقيين في ناديهم المميز"، معتبراً اطاحة بن اليعيزر نكبة للحزب سيدفع ثمنها غالياً. وقال ناشط آخر في معسكر بن اليعيزر ان الاشكناز لم يروا في بن اليعيزر شرقياً فحسب انما "عربي يحمل اسم فؤاد ذو عقلية شرقية لا تطاق". وكتب بن كسبيت في "معاريف" ان تزعم بن اليعيزر الحزب فترة قصيرة كانت بمثابة "زرع عضو اصطناعي في جسم رفضه، جسم تجند للفظ هذا العضو ولإعادته الى مكانه الطبيعي". وتابع ان الانتخابات كانت عملياً بين الشمال البلدات الغنية والجنوب، بين الأبيض والأسود و"ثمة رائحة كريهة انبعثت". ولمح بن اليعيزر نفسه الى البعد الطائفي في كلمته التي ألقاها فور اعلان هزيمته، وفاجأ الجميع بإعلانه اقامة معسكر داخل الحزب سيقود اليوم معركته الأولى حين تلتئم اللجنة المركزية للحزب لإقرار طريقة انتخاب مرشحي الحزب للكنيست الجديد. ويصر بن اليعيزر على إلغاء الانتخابات التمهيدية لاختيار المرشحين وحصره في المؤتمر العام للحزب واعضائه ال4000، وغالبيتهم من أنصاره، ليضمن بذلك دخول اكبر عدد ممكن منهم الى الكنيست. في المقابل يهدد عدد من حمائم الحزب وفي مقدمهم ابراهام بورغ ويوسي بيلين بالانسحاب من الحزب في حال أقرت لجنته المركزية اقتراح بن اليعيزر. ويرى مراقبون ان اجتماع اليوم سيشكل اختباراً جدياً أول لقدرات متسناع على قيادة سفينة توشك على الغرق التام. وتباينت قراءة سياسيين واعلاميين لنتائج المعركة الانتخابية التي جاءت بوجه جديد الى الساحة الحزبية زعيماً لحزب "العمل". وفيما رأى بعضهم ان فوز متسناع تحقق بفضل طرحه السياسي الجريء البديل لسياسة الحكومة الحالية والقائم اساساً على الانسحاب من المناطق الفلسطينية المحتلة واستئناف المفاوضات السلمية، قال آخرون ان اعضاء "العمل" أرادوا اساساً اطاحة الزعامة الحالية التي جرّت الحزب الى الهاوية كما رأوا في متسناع سياسياً نظيف اليدين تنم جهيرته عن سريرته ولا يطلق التصريحات معربدة انما يتبع منهجاً رصيناً بعيداً عن الإسفاف. وشكك عدد من المعقلين في الشؤون الحزبية في نجاح متسناع في استمالة تيار الوسط في اسرائيل في حال أصر على خطته السياسية وبقي على مواقفه اليسارية، في وقت يهيمن التشدد على غالبية الاسرائيليين. واعتبر نواب في حزب "ليكود" الزعيم الجديد للعمل "هاوياً وحالماً" واتهموه بالتهاون مع الفلسطينيين. من جهتها دعت صحيفة "هآرتس" الليبرالية متسناع الى التمسك بطروحاته وعدم تعديلها بحثاً عن أصوات معسكر الوسط. وكتبت ان المطلوب الآن توحيد الجهود داخل الحزب للعودة الى مسار اوسلو "حتى بثمن الجلوس على مقاعد المعارضة البرلمانية". واعتبر يوسي بيلين، أحد مهندسي اتفاقات اوسلو وأبرز معارضي بن اليعيزر انتخاب متسناع "فصلاً جديداً في تاريخ الحزب وضع حداً ل20 شهراً من البلبلة والارتباك وفقدان البوصلة". وقال عجوز الحزب شمعون بيريز ان اعضاء الحزب اختاروا متسناع ليس لمجرد اعجابهم به فحسب، انما اختاروا طريقاً سياسياً". ورد متسناع، في كلمته بعد اعلان النتائج بالقول انه سيسير في الطريق التي انتهجها بيريز واسحق رابين، وقال ان العمل يخرج الى طريق جديدة، مكرراً انه في حال انتخب رئيساً للحكومة فسيبدأ فوراً بالتفاوض مع الفلسطينيين وفي الآن ذاته الانسحاب من قطاع غزة "لأن ليس لدينا ما نفعله هناك". وتابع انه يسعى للتوصل الى اتفاق مع الفلسطينيين في غضون عام "وإذا لم ننجح سننفصل عنهم". واكد من جديد رفضه المشاركة في حكومة وحدة وطنية ووعد المواطنين العرب في اسرائيل أو "مواطني اسرائيل الفلسطينيين"، بحسب توصيفه بمساواة في الموازنات سيقتطعها من الموازنات المخصصة للمستوطنات في الضفة الغربية وقطاع غزة. ورأى زعيم حركة "شاس" الشرقية الدينية ايلي يشاي في الحرب الطائفية داخل "العمل" فرصة لدعوة أنصار الحزب من اليهود الشرقيين للانضمام الى حركته "بيتهم الحقيقي". وقال اقطاب حزب "ليكود" ان انتخاب متسناع "اليساري المتطرف الذي تتطابق مواقفه مع مواقف حركة ميرتس اليسارية" سيعزز احتمال استمالة "ليكود" لأصوات تيار الوسط. نتانياهو يهاجم شارون ومتسناع واستغل وزير الخارجية بنيامين نتانياهو تصريحات متسناع المؤيدة لاقامة دولة فلسطينية ليصعد هجومه على رئيس حكومته ومنافسه على زعامة "ليكود" ارييل شارون، زاعماً انه بدعمه اقامة دولة فلسطينية يضع نفسه في الخانة السياسية ذاتها مع متسناع "وكلاهما يتجاهل حقيقة ان اقامة دولة كهذه تشكل خطراً جسيماً على أمن اسرائيل". وزاد انه المرشح الوحيد لرئاسة الحكومة الذي يرفض اقامة دولة فلسطينية "ستكون حتماً دولة ارهاب". وقال للاذاعة العبرية ان التسوية التي سيسعى اليها تقوم على منح الفلسطينيين حكماً ذاتياً كاملاً. وتابع ان تصريحات متسناع تحول دون مشاركته وحزبه في حكومة برئاسته، مضيفاً انه لن يقبل ان يكون عضواً في حكومة برئاسة شارون اذا لم يتراجع عن فكرة اقامة دولة فلسطينية، كما وعد! وعزا أنصار شارون هجوم نتانياهو غير المسبوق بحدته على شارون الى استطلاعات الرأي التي تتوقع فوز الأخير بزعامة "ليكود" في الانتخابات الداخلية، الخميس المقبل، واضافوا ان اعلان وزير الدفاع شاؤول موفاز ورئيس بلدية القدسالمحتلة ايهود اولمرت دعمهما لشارون "حشر نتانياهو في الزاوية ووجه له ضربة قوية" ما اضطره الى الكف عن الحديث عن كيفية الخروج من الأزمة الاقتصادية التي تعيشها اسرائيل والتوجه الى الاسرائيليين لاحياء مخاوفهم من اقامة دولة فلسطينية "في ظل الارهاب الفلسطيني المروع الذي نشهده منذ أكثر من عامين". وتوقع المعلقون ان تشهد الأيام المتبقية حتى موعد الانتخابات على زعامة "ليكود" حرباً ضروساً بين المتنافسين شارون ونتانياهو على أصوات نحو 300 ألف من اعضاء الحزب. واستمد نتانياهو التشجيع من نتائج استطلاع جديد للرأي نشرته القناة الثانية أفاد بنجاحه في تقليص فارق النقاط بينه وبين شارون الى سبع نقاط مئوية فقط، وانه بات يعتقد ان التركيز على "الملف الأمني" من شأنه ان يحدث انقلاباً لمصلحته في أوساط ناخبي "ليكود".