أكّد البيت الأبيض أمس اعتقال القيادي البارز في تنظيم "القاعدة" الفلسطيني "ابو زبيدة"، في ما يُعتبر ضربة قوية لمحاولات إعادة تنظيم صفوف هذه الجماعة التي يقودها أسامة بن لادن إثر الضربات التي تعرّضت لها في أفغانستان. وتزامن الإعلان الأميركي مع كشف الرئيس الباكستاني برويز مشرّف، خلال زيارته الاولى لكابول، ان بلاده سلّمت الأميركيين قرابة 50 شخصاً يُشتبه في انتمائهم الى "القاعدة" وبينهم الشخص الذي يُعرف ب"ابو زبيدة". راجع ص 8 وهذه المرة الأولى التي يخرج فيها البيت الأبيض عن صمته إزاء المعلومات عن اعتقال "ابو زبيدة"، واسمه زين العابدين محمد حسين 31 عاماً، خلال عمليات دهم في مدينة فيصل آباد الباكستانية الخميس الماضي. وأُصيب "أبو زبيدة" برصاصات في انحاء متفرقة من جسمه خلال محاولته الفرار. وقال مسؤولون باكستانيون انه اقرّ للمحققين بهويته خلال استجوابه، وانه بات في عهدة السلطات الأميركية مع غيره من المعتقلين الاجانب الذين يُشتبه في انتمائهم الى "القاعدة". وقال الناطق باسم البيت الابيض آري فلايشر: "نعتقد ان احد الاشخاص الذين اسرتهم السلطات الباكستانية خلال حملات اخيرة هو ابو زبيدة"، مؤكداً ان اسره يمثل "ضربة قوية للقاعدة". ووصف "ابو زبيدة" بانه "قيادي بارز يجند الارهابيين ويخطط للعمليات الميدانية وعضو في الدائرة الضيقة الخاصة بأسامة بن لادن". وافادت تقارير ان القوات الأميركية عازمة على نقل "أبو زبيدة" إلى غوانتانامو ومعه عدد من العرب العشرين الذين اعتقلوا في فيصل آباد اخيراً. ويُراهن الأميركيون على المعلومات التي يُمكن ان يحصلوا عليها من "ابو زبيدة"، خصوصاً ان معلوماتهم تفيد انه كان الرجل الأول في "القاعدة" الذي يُشرف على تجنيد عناصر التنظيم وارسالهم من باكستان للتدرب في افغانستان، قبل ارسالهم لتنفيذ عمليات ضد أهداف اميركية حول العالم، بينها مؤامرة الألفية في لوس انجليس والأردن، ومؤامرة تفجير سفارتي اميركا في باريس وسراييفو. وبدا ان تنظيم بن لادن مرشح لتلقي مزيد من الضربات، اذ واصلت السلطات الباكستانية ملاحقة اتباعه، واعتقلت 16 افيد ان معظمهم من العرب، لم تتضح على الفور مواقعهم ومسؤولياتهم في "القاعدة". واكد الرئيس الباكستاني برويز مشرف في زيارة مفاجئة وخاطفة لكابول ان البلدين سيتعاونان في مجال مكافحة الارهاب عبر منع وجود معاقل ارهابية عبر حدودهما، مؤكداً في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الحكومة الافغانية الموقتة حميد كارزاي طيّ صفحة الخلافات. وقال مشرّف للصحافيين انه يعتقد ان اسامة بن لادن قُتل، في حين قال كارزاي انه ابلغ ضيفه ان الباكستانيين المعتقلين في السجون الافغانية للاشتباه في قتالهم الى جانب "طالبان" سيطلقون قريباً.