} للمرة الأولى منذ سقوط كابول في أيدي تحالف الشمال، أعلن امس عن اعتقال سبعة أعضاء من شبكة "القاعدة" بزعامة أسامة بن لادن، الذي لا يزال لغز مصيره مجهولاً، على رغم الجهود المبذولة عبر العالم لاعتقاله، ومشاركة الآلاف فيها منذ 11 ايلول سبتمبر الماضي. وجدّد الرئيس الباكستاني برويز مشرف اعتقاده بان بن لادن توفي إما نتيجة القصف أو نتيجة قصور كلوي، وعزّز مشرف روايته بالتذكير بهزال زعيم القاعدة لدى ظهوره في آخر شريط فيديو وزعه على الاعلام قبل نحو شهر. وامتنع البيت الابيض و"البنتاغون" عن نفي أو تأكيد هذه المعلومات، مع ترحيبهما بها لو كانت صحيحة. واشنطن، إسلام آباد - "الحياة"، أ ب، رويترز، أ ف ب - أعلن التلفزيون الأفغاني أمس ان سبعة من اعضاء شبكة "القاعدة" بزعامة اسامة بن لادن اعتقلوا مساء أول من أمس في كابول. ونقل التلفزيون عن وكالة بختار الافغانية ان قوات الامن اعتقلت العناصر السبعة في القطاع 11 شمال كابول. وهي المرة الاولى التي يعتقل فيها رسمياً رجال من القاعدة في العاصمة الافغانية. وفي هذه الأثناء، أعلن البيت الابيض ووزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" أول من أمس انهما لا يستطيعان دعم تأكيد الرئيس الباكستاني برويز مشرف في شأن احتمال وفاة زعيم شبكة "القاعدة" اسامة بن لادن، متأثراً بمرض الكلى المصاب به، بسبب عدم تمكنه من غسل كليتيه. وقال الناطق باسم البيت الابيض آري فلايشر: "لا نعلم اي شيء بهذا الخصوص. لا اعتقد ان الرئيس جورج بوش سيكون حزيناً لهذا الامر. ولكن الحقيقة هي اننا لا نعلم أي شيء عنه". واضاف ان موت زعيم شبكة القاعدة سيكون "مبرراً" اياً كان السبب. اما قائد العمليات العسكرية في افغانستان الجنرال تومي فرانكس فنفى من جهته ان يكون باستطاعته تأكيد هذه المعلومات. وقال خلال مؤتمر صحافي عقده في قاعدة مكديل حيث مقر القيادة المركزية للقوات الاميركية في تامبا فلوريدا: "لم اتلق اي معلومات من اجهزة الاستخبارات بهذا الخصوص". واضاف: "ربما يكون حياً او ميتاً في افغانستان او خارجها ... بصراحة، لا اعلم مكان وجوده"، مضيفاً مع ذلك ان البحث الدؤوب عنه ما زال مستمراً. وأكد ان "العالم ليس كبيراً جداً كي يتمكن من الاختباء به". وعلى رغم القصف المكثف للكهوف الجبلية في افغانستان والاعلان عن مكافأة تبلغ 25 مليون دولار في مقابل رأسه فلا اثر لبن لادن حتى الآن. وكان الرئيس الباكستاني برويز مشرف اعلن في مقابلة مع شبكة التلفزيون الاميركية "سي ان ان" أول من أمس ان بن لادن مات على الارجح. وقال ان هناك احتمالاً كبيراً في ان يكون بن لادن المشتبه فيه الرئيس في اعتداءات 11 ايلول سبتمبر الماضي في الولاياتالمتحدة، قضى متأثراً بداء الكلى المصاب به. واضاف ان من الممكن ايضاً ان يكون بن لادن ما زال مختبئاً في افغانستان او يكون فر الى باكستان. وأوضح: "كي نكون صرحاء، اميل الى الاحتمال الاول، اي انه مات ولسبب بسيط انه مريض. انه مصاب بداء الكلى. واعلم ونعلم انه اهدى آلتين لغسل الكلى الى افغانستان. وخصصت احداهما لاستخدامه الشخصي والاخرى للاستخدام العام". وقال مشرف ايضاً: "لا اعلم حقاً ما اذا كان يحصل على هذا العلاج في افغانستان حالياً. وقد بدا في الصور التي بثت له أخيراً على شاشة التلفزيون هزيلاً للغاية. أميل الى الاحتمال الاول، وهو انه مات". ووصف الرئيس الباكستاني من جهة اخرى، العمليات في افغانستان التي اطاحت نظام طالبان بانها انتصار. وقال: "اعتقد ان ذلك كان انتصاراً ولكن النصر التام لم يتحقق بعد لأن القاعدة فرت. وربما ما زال بعض العناصر موجودين هناك ولكن ستتم تصفيتهم تدريجاً". وكشف ايضاً ان حكومة الملا عمر انتهت. "لقد قتل اعضاؤها او اعتقلوا. لقد انتهوا. الشيء الوحيد هو انه لم يعثر بعد على الزعيمين الملا عمر واسامة بن لادن. وفي هذا الاطار لا اتحدث عن نجاح كلي". وفي آخر شريط فيديو ظهر فيه الشهر الماضي، بدا بن لادن واهناً وشاحب الوجه ولا يكاد يقوى على تحريك ذراعه اليسرى. ومن المعروف انه كان يتلقى علاجاً باستخدام جهاز محمول للغسيل الكلوي. أدلة جديدة على صعيد آخر، ومع هدوء العمليات العسكرية، قال الجنرال تومي فرانكس ان القوات الأميركية عثرت على اجزاء "كبيرة وكثيرة" من الادلة على انشطة القاعدة مثل يوميات وأجزاء من اجهزة كمبيوتر وأجهزة كمبيوتر كاملة وانها تتحرك بسرعة نحو تحليلها، وعادة ما يجري هذا في الموقع الذي عثر عليها فيه. وعما اذا كان هناك دليل على ان تنظيم القاعدة قام بتصنيع اسلحة بيولوجية او كيماوية او نووية قال فرانكس: "عثر على كميات مهولة. وسمعنا عن كميات مهولة. لم نعثر حتى الآن على اي اسلحة دمار شامل. وجدنا بالتأكيد رغبة من القاعدة في حيازة اسلحة الدمار الشامل". وتابع ان المواد التي عثر عليها في افغانستان وفي مناطق اخرى من العالم أدت الى "التبصير" بعمليات محتملة ضد المواطنيين الاميركيين، ما ساعد على منعها، مثل خطة في سنغافورة لمهاجمة المصالح العسكرية الاميركية. ومضى فرانكس يقول: "هناك امثلة اخرى في اماكن وردت فيها معلومات قيمة وجمعت منذ هجمات 11 سبتمبر". وأوضح ان القوات التي تمشط الكهوف والأنفاق وأماكن اقامة "طالبان" و"القاعدة" عثرت على عشرات الاسلحة بما فيها دبابات وناقلات جند مدرعة وقذائف مورتر وقذائف صاروخية وصنوف من الاسلحة الصغيرة.