تحاول السلطات الاميركية والباكستانية تحديد ما اذا كان أحد العرب الذين اعتقلوا في عملية أمنية نفذها أخيراً عملاء أميركيون الى جانب الشرطة في الاراضي الباكستانية هو أحد القياديين الكبار في تنظيم "القاعدة". فيما أفادت أنباء صحافية في واشنطن ان القوات الاميركية لا تزال تطارد "ارهابيين" وانها قتلت تسعة من قادة "القاعدة" منذ بدء الحملة في أفغانستان. إسلام آباد، واشنطن - أ ب، رويترز - قال مسؤول باكستاني رفيع ان السلطات الباكستانية والاميركية تحاول تحديد هوية عربي اعتقل في عمليات الدهم الاخيرة والذي يشتبه في انه "ابو زبيدة" أحد المساعدين الرئيسين لزعيم تنظيم "القاعدة" أسامة بن لادن. واعتقل في الايام القليلة الماضية 60 شخصاً بينهم 25 عربياً وأربعة افغان في مدينتي فيصل آباد جنوب ولاهور شرق في عملية نفذتها قوات الامن الباكستانية تحت اشراف نحو 20 أميركياً كانوا ملثمين. وأفاد مسؤولون في الشرطة الباكستانية ان احد المعتقلين يشبه الى حد كبير الصور المعروفة ل"أبو زبيدة" المساعد الميداني لبن لادن والمتهم بمحاولة اعادة تنظيم صفوف "القاعدة" بعد الاطاحة بحكم "طالبان" في افغانستان. وأوضح مسؤول رفيع في وزارة الداخلية: "نحاول التأكد من هوية عربي نعتقد انه ابو زبيدة". واذا صدقت ظنون الباكستانيين وكان المعتقل هو بالفعل "ابو زبيدة"، فسيكون اهم قادة ال"قاعدة" الذين يقعون في الاسر منذ بدء الحملة الاميركية على افغانستان في السابع من تشرين الثاني نوفمبر الماضي. ويعتقد ان "ابو زبيدة" 30 عاماً سعودي المولد وله علاقات وثيقة مع جهات فلسطينية وأردنية. وهو محكوم بالإعدام في الاردن، ويشتبه في تورطه في عمليات عدة لشبكة "القاعدة" ضد المصالح الاميركية. ونقلت وكالة "أسوشييتد برس" عن مصدر افغاني ان "ابو زبيدة" تسلل الى باكستان وتسلم قيادة "القاعدة" بسبب تعذر التواصل بين مقاتلي "القاعدة" وزعيمها بن لادن ومعاونه الاول ايمن الظواهري الموجودين في مخابئ في أفغانستان. وأفادت صحف باكستانية وشهود عيان ان حملات الدهم كانت مشتركة بين الباكستانيين والاميركيين وأسفرت عن اكتشاف وثائق وأسلحة وأجهزة كمبيوتر، وقتل خلالها أحد المشتبه بهم وجرح خمسة آخرون بينهم شرطي. ويبدو ان حملات الدهم مرتبطة بالمتفجرة التي وضعت في 17 آذار مارس في كنيسة بروتستانتية في اسلام آباد. وتعتبر مشاركة عناصر من القوات الاميركية في الحملة موضوعاً حساساً للرئيس الباكستاني برويز مشرف الذي انضم فجأة الى التحالف المناهض للارهاب، طاوياً 20 عاماً من الدعم للحركات الدينية. وقالت مصادر باكستانية ان الولاياتالمتحدة بدأت تحض مشرف على "ملاحقة" اعضاء "القاعدة" و"طالبان" الفارين من افغانستان. فيما نفى الناطق باسم الحكومة الباكستانية رشيد قريشي امس ان يكون الاميركيون شاركوا في عمليات الدهم، وقال "هذا كلام خاطئ ومضلل"، ورفض المسؤولون في واشنطن التعليق على الموضوع. من جهة أخرى، نقلت صحيفة "واشنطن بوست" أمس عن مصادر حكومية لم تحددها ان تسعة مسؤولين كبار من تنظيم "القاعدة" قتلوا واسر ثلاثة اخرون منذ بدء الحملة العسكرية الاميركية في افغانستان في تشرين الاول الماضي. وأضافت ان مصير 15 مسؤولا كبيرا اخر في "القاعدة" اسماؤهم مدرجة على لائحة البنتاغون لاخطر الارهابيين، لا يزال مجهولا. واوضحت الصحيفة من جهة اخرى ان مسؤولين من حركة "طالبان" قتلا واسر اربعة اخرون في حين لم يتم العثور على 21 اخرين. واعلن رسميا عن بعض عمليات الاسر او القتل هذه منذ بدء العمليات العسكرية في افغانستان بيد ان وزارة الدفاع الاميركية ترفض حتى الان نشر لائحة كاملة بالاشخاص الملاحقين. وبين القتلى الذي ذكرت الصحيفة اسماءهم حمزة القطري الذي تقول انه المستشار المالي لتنظيم "" وحجي لالا وهو مسؤول كبير قريب من زعيم "طالبان" محمد عمر الذي لا يزال طليقا. وبين الذين تم اسرهم اخيرا ذكرت اسماء عبده علي الشرقاوي "احد المستشارين" في "القاعدة" وخيرالله خيرخاوا من "طالبان" الذي كان حاكما لولاية هراة الافغانية، ووزير الخارجية في عهد طالبان وكيل احمد متوكل. وكان متوكل استسلم الى السلطات الافغانية المحلية مطلع شباط فبراير الماضي قبل ان يسلم الى القوات الاميركية. ورفض الناطق باسم القيادة المركزية للقوات المسلحة الاميركية اللفتنانت في البحرية تيم بوهلكي تأكيد المعلومات الواردة في "واشنطن بوست" او نفيها، مكتفيا بالقول في تصريح "اننا لا نضع حصيلة محددة بقتلى العدو".