أعلن الرئيس الباكستاني برويز مشرف، ان ناشطين كبارا في تنظيم القاعدة فروا من معاقلهم في المنطقة الحدودية بين باكستانوافغانستان الى مدن ودول اخرى بعد شن الجيش الباكستاني هجمات على تلك المعاقل. وكان بعض هؤلاء من بين نحو ثلاثين مشتبها بهم اعتقلتهم منظمات الامن الباكستانية منذ منتصف تموز يوليو الماضي، ومن ضمنهم خبير في الاتصالات، ومواطنا تنزانيا يشتبه بضلوعه في تفجيري السفارتين الامريكيتين في دولتين في شرق أفريقيا 1998. وقال مشرف في تصريحات للتلفزيون الرسمي الباكستاني إن معلومات موثوقة أظهرت ان هذه العقول الارهابية تقوم بتغيير اماكنها من الجبال ومناطق القبائل في الشمال الى مدن اخرى، وحتى الى دول اخرى. ووصفهم مشرف بأنهم يائسون فيحاولون التحرك بعيدا وربما يحاولون الاقامة في مكان آخر في العالم. واشار مشرف الى تشتت اعضاء في القاعدة نتيجة الهجمات على مخابىء تنظيم القاعدة في شهري شباط فبراير وآذار مارس الماضيين في منطقة وزيرستان الجنوبية والتي تعد ابعد سبع مناطق قبلية، وهي محاذية للحدود الافغانية. وقال مشرف ان العمليات العسكرية في قرى وانا وشاكاي وسانتوي ومانوتوي في جنوب وزيرستان الجنوبية قد اجتثت جذور هؤلاء الارهابيين لينتقلوا الى مدن اخرى ودول أخرى. يذكر ان القاء القبض في شهر تموز يوليو الماضي على الخبير في استخدام الكمبيوتر ناظم نور خان، واحمد خلفان جيلاني، المشتبه بعلاقته في تفجير السفارتين الاميركيتين في كينياوتنزانيا في 1998، ادى الى الحصول على معلومات واسعة حول تنظيم القاعدة الذي يترأسه اسامه بن لادن. وأدى ذلك ايضا الى اكتشاف مخططات جديدة لشن هجمات ارهابية في بريطانياوباكستان والولايات المتحدة، والى اصدار تحذيرات اميركية جديدة في مدن اميركية، الى جانب اعتقال 12 شخصا في بريطانيا من بينهم ابوعيسى الهندي، الذي يوصف بالناشط البارز في القاعدة. يذكر ان تعقب السلطات الباكستانية لوجود اعضاء في تنظيم القاعدة في اراضيها يعود لاواخر 2001 عندما بدأت الحملة العسكرية الاميركية للاطاحة بنظام حكم طالبان في افغانستان. وقال مشرف إن هذه العناصر جاءت الى افغانستان بعد أحداث الحادي عشر من أيلول سبتمبر، عندما اجبرتهم العمليات العسكرية على الاختباء في المنطقة الجبلية على طول الحدود الافغانية الباكستانية وفي بعض المدن. واضاف الرئيس الباكستاني ان ناشطين كبارا في تنظيم القاعدة، مثل خالد شيخ محمد وابو زبيدة توجها بعد ذلك شرقا نحو المدن للاختباء بين الناس. الا ان اعتقالهما في آذار مارس 2003، وفي الشهر ذاته عام 2002 ، في مدينتي روالبندي التي يوجد فيها مواقع عسكرية، ومدينة فيصل أباد الصناعية، قد اثار مخاوف لدى رفاقهم من البقاء في المناطق الحدودية القبلية النائية، وهي المناطق التي اجبروا على تركها في وقت سابق من العام الحالي. وقال مشرف إن اعتقال ما يتراوح بين 500 و 600 فرد في تنظيم القاعدة من بينهم القياديان خالد شيخ وابو زبيدة من مدن مختلفة قد اجبرتهم (الاعضاء الاخرون) على اللجوء الى مناطق اخرى خصوصا في جنوب وزيرستان. من ناحية اخرى، صرح مسؤول في الاستخبارات لوكالة فرانس برس انه تم الاثنين اعتقال شخصين يشتبه بانتمائهما لتنظيم القاعدة في مدينة لاهور الشرقية، مضيفا ان احدهما من ميانمار، والآخر باكستاني وهو ايضا عضو في منظمة محظورة محليا. واضاف المصدر ذاته، ان تنظيم القاعدة يعمل باستخدام عقول اجنبية تقوم بتجنيد مقاتلين باكستانيين محليين لينفذوا مخططاته الارهابية. وقال المسؤول في الاستخبارات ان العقول المدبرة هم اجانب يقومون باستخدام متطرفين محليين للتخطيط لهجمات ارهابية ولتنفيذها، مضيفا نحن نهاجم العقول المدبرة لتجفيف مصدر الارهاب، وانهم فارون.