سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الجيش ينصب سلالم ويقيم برج مراقبة خارج الكنيسة والمحاصرون يعانون من نفاد الغذاء والدواء والماء والكهرباء . البابا يوجه نداء جديداً لرفع الحصار عن المهد : المواجهة اتسمت بابتزاز وتبادل لا يطاق للاتهامات
فيما بدأ المحاصرون داخل كنيسة المهد في بيت لحم يعانون من نفاد الغذاء والدواء والماء وانقطاع الكهرباء، وعزز الجيش الاسرائيلي من انتشاره حول الكنيسة، وجه البابا يوحنا بولس الثاني أمس نداء جديدا لرفع الحصار عن الكنيسة، داعياً الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني الى انهاء المواجهة التي قال انها اتسمت "بابتزاز وتبادل لا يطاق للاتهامات". الفاتيكان، بيت لحم - أ ف ب، رويترز - توجه البابا يوحنا بولس الثاني الى آلاف المؤمنين من نافذة مكتبه المطل على ساحة القديس بطرس معرباً عن اسفه حيال "التدفق المقلق للاخبار المقلقة وصور الدمار" من الشرق الاوسط. وقال: "هناك صور أشد قوة من كل النداءات تدفعنا الى عدم توفير اي جهد وعلى كل المستويات من اجل ان تخرج هذه الارض التي باركها الله، في أقرب وقت ممكن، من دوامة الحقد والعنف". وأكد ان كنيسة المهد التي زارها عام 2000 هي دوماً في افكاره، وانه يرغب في ان "تعاد في اقرب وقت ممكن الى الصلاة والى الحجاج والى الله والانسان". وركز نداء البابا على المواجهة المستمرة في كنيسة المهد منذ ثلاثة اسابيع تقريبا"، وقال: "ان مبنى الكنيسة والمباني الملحقة به كانت مسرحاً لصراعات وابتزازات وتبادل لا يطاق للاتهامات على مدى 20 يوماً تقريباً". وتضرع من اجل ان "يتحلى طرفا النزاع بالشجاعة لارساء السلام ومن اجل تضامن المجتمع الدولي". واعرب عن أمله في ان "يتمكن الاسرائيليون والفلسطينيون من ان يتعلموا العيش سوياً وان تعود الارض المقدسة ارض سلام". ويحاصر الجيش في الكنيسة نحو 250 فلسطينياً معظمهم من المدنيين، اضافة الى 30 راهباً من الفرانسيسكان، ويرهن رفع الحصار بتسليمه 30 "مطلوباً" فلسطينياً. ومنيت جهود الوساطة التي قام بها رجال الكنيسة لانهاء تلك المواجهة بالفشل، إذ يتبادل الاسرائيليون والفلسطينيون الاتهامات بالتصلب. واعترض الجيش الاسرائيلي تظاهرة دينية مسيحية واسلامية ضمت نحو 300 شخص على رأسها بطريرك اللاتين ميشال صباح على مدخل بيت لحم. وجرت مواجهات مع حاجز للجيش معزز بنحو 200 جندي من دون سقوط جرحى. وقال ناطق عسكري: "انها منطقة عسكرية مغلقة". وقال الاب عطاالله حنا ممثل الكنيسة الارثوذوكسية ان المتظاهرين كانوا يعتزمون اقامة الصلاة في كنيسة المهد ومطالبة الجيش برفع الحصار عنها "مع ضمان الحرية للمحاصرين". في غضون ذلك، اتهم كبير المفاوضين الفلسطينيين الدكتور صائب عريقات الحكومة الاسرائيلية بتعريض حياة المحاصرين داخل كنيسة المهد للموت جوعاً وعطشاً بعدما رفضت ادخال ماء وادوية وغذاء لهم. وقال شرطي فلسطيني محاصر في الكنيسة لوكالة "رويترز" عبر الهاتف: "غداً لن يكون لدينا شيء نأكله. الموقف اصبح مخيفاً وصعباً". وقال: "ابلغنا الطهاة ان الطعام نفد تقريباً. كنا نعيش على الارز والمعكرونة واوشك ذلك على النفاد الآن، ولا يوجد ملح. نحن نعيش على الماء معظم الاوقات". وزاد ان الجنود الاسرائيليين عززوا وجودهم حول الكنيسة ونصبوا برجاً مزودا اجهزة مراقبة خارج مجمع الكنيسة. وقال محافظ بيت لحم محمد المدني: "ليس لدينا طعام من الناحية الفعلية"، موضحا عبر الهاتف من داخل الكنيسة ان الجيش ينصب سلالم خارج مجمع الكنيسة كما قطع خطوط الهاتف عن المنازل المجاورة لها. وقال مسؤول فلسطيني على اتصال دائم مع المحاصرين داخل الكنيسة: "هناك حركة كثيرة غير عادية ... زادوا الاسرائيليونعدد الجنود حول الكنيسة ونحن نسمع حولنا صوت عدد كبير من ناقلات الجنود المدرعة". وشارك زعيم "حركة المقاومة الاسلامية" حماس الشيخ احمد ياسين في مسيرة اسلامية - مسيحية في غزة تضامنا مع المحاصرين في بيت لحم، شارك فيها المئات من ممثلي الفصائل الفلسطينية المختلفة. وقال الشيخ ياسين: "رسالتي الي المحاصرين داخل الكنيسة ان النصر يأتي مع الصبر. يجب ان نحافظ علي مقاومتنا حتى النصر". واضاف انه يوجه هذه الرسالة ايضا الى العالم الصامت والى الولاياتالمتحدة.