سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الفاتيكان يدعو الى تدخل "طرف ثالث صديق" ويدين "انتهاك وضع الكنيسة" من المقاتلين الفلسطينيين . ممثلو الكنائس في القدس يعرضون على باول "هدنة من ثلاثة ايام" لتسوية أزمة كنيسة المهد
مع دخول الحصار الإسرائيلي المفروض حول كنيسة المهد في بيت لحم يومه الحادي عشر، تسارعت التحركات من أجل تسوية الازمة واطلاق المحاصرين وعددهم نحو 200 فلسطينيا و30 راهبا من الفرنسيسكان. وفي هذا السياق، اقترح ممثلو الكنائس في القدس في مذكرة سلموها الى وزير الخارجية الاميركي كولن باول خلال لقاء معه امس فرض "هدنة من ثلاثة ايام" ينسحب خلالها الجيش وتجمع خلالها السلطة السلاح وتعيد المحاصرين الى بيوتهم. كذلك دعا الفاتيكان الى "تدخل طرف ثالث صديق" بين اسرائيل والفلسطينيين في محاولة لايجاد حل للحصار، في اشارة الى ارسال "مراقبين دوليين"، فيما دان "انتهاك وضع الكنيسة" من جانب الفلسطينيين الذين لجأوا اليها بسلاحهم، وزكد تلقيه تأكيدات من اسرائيل بعدم اطلاق النار على الكنيسة في الوقت الحالي. الفاتيكان، القدسالمحتلة، بيت لحم،بيروت - "الحياة"، أ ف ب، رويترز - سلم ممثلو الكنائس المسيحية في القدس امس وزير الخارجية الاميركي كولن باول خطة لتسوية مشكلة الحصار الذي يفرضه الجيش الاسرائيلي على كنيسة المهد حيث يحاصر 200 فلسطيني من المقاومين والمدنيين، اضافة الى 30 راهبا من الفرنسيسكان. وكتب ممثلو 13 كنيسة في القدس في "مذكرة" سلموها الى باول خلال لقاء معه امس في القنصلية الاميركية في القدس: "ان الحل الممكن للفلسطينيين الموجودين داخل الكنيسة هو فرض هدنة من ثلاثة ايام ينسحب خلالها الجيش من بيت لحم بما في ذلك الحي الذي توجد فيه كنيسة المهد. وعندها يطلب من السلطة الفلسطينية جمع السلاح والسماح للناس بالخروج من الكنيسة والعودة الى ديارهم بأمان". واضافوا "ان مساعدة انسانية تشمل المياه والغذاء والكهرباء يجب ان تؤمن ل 250 شخصا لجأوا الى الكنيسة. وكما نعرف، هؤلاء الاشخاص ليسوا جميعا مقاتلين فهناك العديد من المدنيين في الكنيسة بينهم نساء واطفال". وقال الناطق باسم بطريركية اللاتين في القدس رائد ابو ساحلية: "مهما حاولت اسرائيل تشديد الحصار على من هم داخل الكنيسة فلن يتم تسليم او طلب من اي احد داخل الكنيسة الاستسلام او حتى طردهم لانهم لجأوا الينا وسنحميهم وسنقدم لهم الخدمة الانسانية من ماء وغذاء خصوصا ان هناك اشخاصا مدنيين وجثة وعددا من الجرحى". وحض القوات الاسرائيلية على الانسحاب من محيط كنيسة المهد، معتبرا وجودهم غير قانوني لانهم "هم من اقتحموا واحتلوا"، واعتبر ان محاولة اقتحام الكنيسة ستكون "حماقة فظيعة". في غضون ذلك، قال وزير خارجية الفاتيكان المونسينيور جان لوي توران امس ان الفاتيكان يبحث عن حل لحصار المهد، مضيفا ان ديبلوماسية البابوية "تسعى بهدوء وسرية الى مساعدة الجانبين على التحادث لحل هذه المشكلة". وعبر عن تأييده لتشكيل "لجنة فلسطينية - اسرائيلية"، مؤكدا في الوقت نفسه انه "لا يعود الينا اقتراح حلول". ودان "انتهاك وضع كنيسة المهد من الفلسطينيين الذين لجأوا اليها بأسلحتهم"، مؤكدا ان بابا الفاتيكان يوحنا بولس الثاني "تلقى تأكيدات رسمية من الرئيس الاسرائيلي موشي كاتساف بان الكنيسة لن تكون هدفا لاطلاق النار في الوقت الحالي". لكنه اضاف ان هناك "مشكلة انسانية. هناك 200 شخص مسلحين وهناك ايضا 30 من الرهبان والراهبات الذين يجب توفير حد ادنى من شروط الحياة لهم". وذكر بأنه "في تاريخ الديبلوماسية، كانت هناك لجان من هذا النوع وهدنات لايام من اجل السماح بتزويد المقاتلين المؤن الغذائية والادوية". واوضح ان "اتصالات تجري حاليا في محاولة لتسوية هذا الوضع. لا نستطيع بطبيعة الحال ان نقول كل شيء علنا لكننا نسعى الى مساعدة الجانبين ... والفاتيكان يتميز بان لا اعداء له ويستطيع الحديث مع كل من الجانبين". وقال توران ان الفاتيكان يدعو الى "تدخل طرف ثالث صديق" بين اسرائيل والفلسطينيين في محاولة لايجاد حل لحصار المهد. وشدد في تصريح لاذاعة الفاتيكان ان "طرفا ما، حتى نقول الامور بشكل مبسط، ان طرفا صديقا يجب ان يتوجه الى المكان للفصل بين الطرفين اللذين لا تبادلان اطلاق النار فحسب بل عاجزان ايضا عن النظر الى بعضهما البعض". واوضح ان "هذه القوة الثالثة يجب ان تعمل على اسكات الاسلحة وتوفير مناخ الثقة المتبادلة واعادة الطرفين الى طاولة المفاوضات". ولم يعط توران اي ايضاحات اضافية عن هذا "الطرف الثالث الصديق"، لكن الناطق باسم الفاتيكان جواكين نافارو فالس اوضح امس الى انه يشير بذلك الى "مراقبين دوليين". وأقر وزير خارجية الفاتيكان انه "ليس متفائلا كثيرا" في امكان التوصل الى حل بالتفاوض للنزاع بين الاسرائيليين والفلسطينيين. وقال: "اعتقد ان الجانبين بحاجة الى مساعدة لاعادة النظر قليلا في مواقفهما". وعبر عن امله في ان يتمكن باول خلال زيارته "من مساعدتهما على ادراك ان الطريق الذي يسيران فيه لا يؤدي الى اي نتيجة"، معتبرا ان مهمة باول "تطور ايجابي جدا لان باول يستطيع التحدث الى الجانبين". تحركات كندية لرفع الحصار في بيروت قالت مصادر فلسطينية وعربية في بيروت ل"الحياة" ان الحكومة الكندية بدأت اتصالات مع اسرائيل والمسؤولين الفلسطينيين لجس النبض من أجل فك الحصار عن كنيسة المهد. وأوضحت ان الأفكار الكندية في هذا الصدد تقضي بنقل عناصر الأمن الفلسطينيين، ومعظمهم من عشيرة العبيّات، الى مدينة غزة سالمين، على أن تفك القوات الاسرائيلية الطوق عن الكنيسة.