الفاتيكان، بيت لحم - أ ف ب - تفاقمت الاوضاع في كنيسة المهد في بيت لحم حيث شحّ الغذاء والدواء فيما قطع الجيش الاسرائيلي الماء والكهرباء وواصل حصاره لحوالى 200 فلسطيني و30 رجل دين مع عدد من المدنيين الفلسطينيين منذ عشرة ايام. هذه الاوضاع دفعت الرهبان الفرنسيسكان في الارض المقدسة امس الى توجيه نداء الى الطوائف اليهودية في العالم من اجل التدخل لدى الحكومة الاسرائيلية لاعادة الماء والكهرباء الى الكنيسة، تبعه نداء استغاثة وجهه المحاصرون للعالم بالتدخل الفوري لوقف "الحرب وعدوان" الجيش الاسرائيلي. وأعلنت وزارة الخارجية الروسية ان القوات الاسرائيلية عاودت احتلال بيت الحجاج. وافادت وكالة انباء الفاتيكان ان السلطات الاسرائيلية ردت على الفرنسيسكان الذين وجهوا اليها النداء بالقول: "كفوا عن ازعاجنا". ونقلت عن الاب ديفيد غيغر الناطق باسم رهبنة الفرنسيسكان المكلفة ادارة الاماكن المقدسة قوله: "نأمل في ان يتمكن اشقاؤنا اليهود من مساعدتنا، آخذين في الاعتبار التعاطف الكبير الذي يربط اليهود بعائلة الفرنسيسكان. نذكرهم بالاعمال البطولية التي قام بها رهبان الفرنسيسكان الذين انقذوا العديد من اليهود ايام المحرقة باخفائهم في اديرتهم، خصوصا في اسيزي. واليوم نطلب منهم المساعدة". كذلك أفاد ناطق باسم الامن العام الفلسطيني ان "المحاصرين من رهبان ورجال دين مسيحيين والمواطنين والاطفال والنساء داخل كنيسة المهد الحزينة وجهوا نداء استغاثة للعالم بضرورة التدخل الفوري والعاجل لانقاذ حياتهم التي يتهددها الموت بفعل تشديد الحصار والعدوان الاسرائيلي قبل فوات الاوان". واوضح ان "قوات الاحتلال قطعت المياه منذ ثلاثة ايام عن الكنيسة كما ان اطلاق النار لم يتوقف من قوات الاحتلال الاسرائيلي باتجاه الكنيسة ومن فيها". واكد ان "حال الجرحى داخل الكنيسة تزداد سوءا وبات ضياع الوقت يتهدد حياتهم بالموت"، مضيفا ان "الوضع المعيشي والصحي في غاية السوء وفي حال مأسوية جدا داخل الكنيسة". وكان الجيش الاسرائيلي اقر امس بأنه اصاب راهبا ارمنيا بالرصاص الاربعاء الماضي كان موجودا في الدير المجاور لكنيسة المهد. وقال ناطق عسكري ان "هذا الشخص لم يكن يرتدي لباسا دينيا وبدا مسلحا"، مضيفا ان "قوات الدفاع الاسرائيلية اطلقت رصاصة على الشخص الذي بدا كأنه يهدد الرهبان في الداخل والجنود الاسرائيليين في الخارج". ولم تكشف هوية الراهب الارمني الذي اصيب برصاصة في الظهر بينما كان واقفا قرب احدى نوافذ الدير الارمني المجاور لكنيسة المهد، ونقل الى احد مستشفيات القدس. في غضون ذلك، تتواصل المحادثات من اجل الاتفاق على بدء مفاوضات في شأن وضع كنيسة المهد. وقال النائب الفلسطيني صلاح التعمري في اتصال هاتفي بوكالة "فرانس برس" ان الرئيس ياسر عرفات وضع لائحة باعضاء الوفد الذي سيكلف "بحث الوضع وايجاد حل وتجنب حصول مجزرة". واضاف ان عرفات يطالب بان يشارك في هذه المفاوضات ممثل عن الفاتيكان وبطريرك القدس للاتين ميشال صباح "لاننا بحاجة الى ضمانات دولية". لكنه تابع ان "الاسرائيليين رفضوا وجود هاتين الشخصيتين". واكد الناطق باسم الجيش الاسرائيلي اوليفييه رافوفيتش الذي توجه الى بيت لحم اول من امس ان المحادثات جارية، من دون اعطاء المزيد من التفاصيل. وقال: "نرجو ان يستسلم الارهابيون والا تحدث اي مشكلة لا للرهبان او للجدران. اننا نستبعد كل ما يمكن ان يلحق الضرر بالكنيسة". الى ذلك، اصدرت وزارة الخارجية الروسية بياناً جاء فيه ان القوات الاسرائيلية احتلت مجدداً "بيت الحجاج" الذي تملكه الكنيسة الارثوذكسية الروسية في بيت لحم. واعتبرت هذا العمل "تجاهلاً لمصالح الجانب الروسي" وخطوة "تتنافى وطبيعة العلاقات الثنائية". ولوحظ ان البيان صيغ بلهجة "التماس" تحاشت اي تعبير قد "يغضب" الاسرائيليين، في حين ان الزعيم الشيوعي غينادي زيوغانوف اكد ان احتلال "بيت الحجاج الارثوذكس" يشكل "إهانة سافرة لروسيا"، وقال ان ما تقوم به اسرائيل في الاماكن المقدسة خصوصاً ضد كنيسة المهد هو "تحد للعالم المسيحي كله". وفي يريفان اعربت وزارة الخارجية الارمنية عن القلق إزاء حصار كنيسة المهد، وذكرت ان رجل دين ارمنياً جرح بنيران اسرائيلية، ودعت حكومة اسرائيل الى "الوفاء بوعدها عدم فتح النار على الكنيسة".