سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الفلسطينيون يعتبرون العرض "غير مقبول" ... والأزمة مرشحة للتصعيد بعد نفاد الماء والغذاء والدواء . إسرائيل تعرض السجن أو الإبعاد على المقاتلين المعتصمين داخل كنيسة المهد
في إطار المفاوضات الجارية من أجل رفع الحصار الذي يفرضه الجيش الإسرائيلي منذ 12 يوماً على كنيسة المهد في بيت لحم حيث لجأ 200 مقاتل فلسطيني ومدنيين و30 راهباً فرانسيسكانياً، عرضت اسرائيل على المقاتلين الاختيار بين النفي مدى الحياة او السجن. إلا أن الفلسطينيين اعتبروا هذا العرض "غير مقبول"، فيما صلى البابا يوحنا بولس الثاني من اجل نجاح جهود السلام في الشرق الاوسط. القدسالمحتلة، بيت لحم، الفاتيكان - أ ف ب، رويترز - عرض رعنان غيسين الناطق باسم رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون امس على المسلحين الفلسطينيين المعتصمين في كنيسة المهد في بيت لحم الاختيار بين السجن او النفي مدى الحياة. وقال: "اذا رحلوا فسيكون ذلك للابد، لكن اذا اختاروا البقاء، فسيحاكمون في اسرائيل". وزاد انه في حال اختار المقاتلون النفي، فسيتعين علىهم التعهد بعدم العودة الى الاراضي الفلسطينية، وسيرافقهم طرف ثالث الى الحدود، اما في حال قرروا الاستسلام للقوات الاسرائيلية، فسيحالون على القضاء، ومن تثبت ادانته بشن هجمات على اسرائيل، سيسجن، علماً ان الجيش يؤكد ان 30 من هؤلاء المقاتلين "ارهابيون". الا ان الفريق الفلسطيني الذي يفاوض من اجل انهاء الحصار على كنيسة المهد رفض العرض الاسرائيلي، واعتبره الوزير صلاح التعمري "غير مقبول"، مشيراً إلى ان المقاتلين "لن يقبلوا النفي. هذه بلادهم". وكان ممثلو الكنائس المسيحية في الأراضي المقدسة اقترحوا على وزير الخارجية الاميركي كولن باول خلال لقاء معه اول من امس "هدنة من ثلاثة ايام" ينسحب خلالها الجيش من بيت لحم، وتتولى السلطة الفلسطينية جمع الاسلحة والسماح للناس بالخروج من كنيسة المهد والذهاب بسلام الى منازلهم. كما عرض الفرنسيسكان قبل ذلك ان تقوم قوة دولية او من بلد محايد بمرافقة المحاصرين الى قطاع غزة. في غضون ذلك، صلى البابا يوحنا بولس الثاني امس من اجل نجاح جهود السلام في الشرق الاوسط، وقال: "نلجأ الى الله ونثق به خصوصاً في ما تعاني الاراضي المقدسة... ادعو للصلاة من اجل نجاح الجهود الحالية لإعادة الاحترام للناس والممتلكات وتشجيع سلام عادل ودائم". اما عن الاوضاع داخل كنيسة المهد بعد 12 يوماً من الحصار، فقال الاب امجد صبرا الكاهن في الكنيسة الكاثولوكية: "لا يمكن ان يتصور الناس مدى معاناتنا هنا. ليس هناك من يفعل شيئاً لانهاء هذا الوضع". في المساء يفرش الفلسطينيون السجاد على الارض الحجرية للكنيسة وينامون بين صفوف الاعمدة اليونانية وجدران مزينة بقطع من الفسيفساء ترجع للقرنين الرابع والسادس. ويضيف ان الفلسطينيين ينامون في الموقع الذي يعتقد المسيحيون ان السيد المسيح رقد فيه عقب ولادته. ويقول فلسطينيون جرى الاتصال بهم هاتفيا داخل الكنيسة ان جثمان فلسطيني قتل برصاص الجنود ما يزال موجودا بينهم وسط هذا الجو التاريخي. ويضيف ابو محمد ويعرف نفسه بانه ضابط شرطة: "لم نحصل على ماء منذ ايام ولم يتبق سوى القليل من الطعام وبعض الارز. الجو شديد البرودة في المساء". وقال شهود إن قوات الاحتلال تواصل اطلاق اصوات مزعجة طوال الليل، ما يؤدي الى الاضرار بالأذن الوسطى ويسبب فقدان التوازن.