ساهمت الأحوال الجوية السيئة شرق افغانستان امس، في احباط هجوم شنه الاميركيون والافغان المتحالفون معهم على جبال عرما امس، فيما قتل جندي اميركي وثلاثة افغان في مكمن نصبه مقاتلو "القاعدة" و"طالبان" قرب غارديز. وسقط عدد من الجرحى في المكمن وفي اشتباكات في مناطق اخرى، فيما اكدت المصادر الاميركية ان بين المتحصنين في الجبال "مسؤولين رفيعي المستوى في تنظيم القاعدة". وأقسم الرئيس جورج بوش أن يبذل كل ما في امكانه لمساعدة الجنود الاميركيين على الحاق هزيمة بالارهابيين. وعبر في خطاب القاه في مدينة سانت بطرسبيرغ في فلوريدا عن حزنه العميق لمقتل جنود اميركيين في افغانستان، وقال موجهاً كلامه الى عائلتي اثنين منهم: "نتألم معكم لفقدان ابنائكم واخوانكم". واضاف: "اكره ان يكون الجنود الشبان في خطر، لكن القضية التي يقاتلون من اجلها عادلة ونبيلة، وستقدم حكومة الولاياتالمتحدة للجيش كل ما يحتاجه كي ينتصر في الحرب على الارهاب". وأقر بأنه لا يعرف هل اسامة بن لادن زعيم "القاعدة" حي ام ميت، لكنه حذر الاميركيين من ان يحكموا على نجاح الحرب على الارهاب من خلال مصير بن لادن. واضاف: "اولئك المشغولون بشخص واحد لا يفهمون النضال. نحن نحارب الارهاب حيثما وجد، والذين يعتبرون ان شخصاً هو المهم يرفعونه الى مرتبة لا يستحقها". وأقر أيضاً بأنه لا يعرف هل قيادة "القاعدة" موجودة في منطقة العمليات الحربية، مستدركاً: "نحقق تقدماً كبيراً، وسنضرب عناصر القاعدة حيثما تجمعت. وستكون هناك معارك اخرى". في غضون ذلك حذر الرئيس الايراني السابق هاشمي رفسنجاني الولاياتالمتحدة من "حرب مقاومة ضد الاحتلال الاجنبي" في افغانستان، مع تزايد العداء للاميركيين هناك، متهماً واشنطن بالسعي الى تأمين وجود عسكري لها في المنطقة كلها، بما في ذلك آسيا الوسطى والقوقاز وجورجيا. وفي لندن، علمت "الحياة" من مصادر ديبلوماسية غربية ان زعيم الحزب الاسلامي الافغاني قلب الدين حكمتيار ما زال في ايران، بموجب تفاهم غير مباشر بين طهران وعواصم غربية. واستبعدت المصادر وضعه قيد الاقامة الجبرية في ايران، نافية ما تردد سابقاً عن مغادرته الى افغانستان. وفي تطور لافت أعلن الجنرال ميكايل لينرت قائد قاعدة غوانتانامو الاميركية في كوبا ان من لم يرتكب جرائم خطرة من معتقلي "القاعدة" و"طالبان" الذين نقلوا من افغانستان، سيعاد الى بلاده. وقال للمعتقلين ال300 الذين ينتمون الى 30 جنسية: "يجب ان تقولوا الحقيقة اثناء استجوابكم وفي هذه الحال فقط يمكن ان تعودوا الى دياركم، إذا لم ترتكبوا جرائم خطرة". وقال مدير الاستخبارات السويدية جان دانيلسون ان الشاب السويدي الجزائري الأصل مهدي غزالي 23 سنة المعتقل منذ اكثر من شهر في غوانتانامو بتهمة الانتماء الى "القاعدة"، سيسلم "على الأرجح الى السويد قريباً". وبنى اقتناعه على وثائق قدمها له معاونوه الذين زاروا غزالي في معتقله وحققوا معه سبع ساعات متواصلة في حضور عناصر من الاستخبارات الاميركية. وأوضح دانيلسون ان الاستخبارات الاميركية ليست مهتمة بمعلومات غزالي لأنها لا تتمتع بأهمية كبيرة. وتبين من خلال التحقيقات ان غزالي هرب مع حوالى 150 عنصراً من "القاعدة" من جبال تورا بورا في افغانستان، وتسللوا الى باكستان حيث اعتقلهم الجيش الباكستاني. المعارك ميدانياً، فشلت قوات أميركية وأفغانية موالية لها، في محاصرة مئات من مقاتلي "طالبان" و"القاعدة" في منطقة زرمت وجبال عرما شرق أفغانستان، قرب الحدود مع باكستان، على رغم دفع القوات الأميركية والأفغانية الموالية لها بأكثر من ألف مقاتل أفغاني طاجيكي وأوزبكي، معززين بثمانين دبابة وخمس وثلاثين عربة عسكرية. وتمكنت "طالبان" و"القاعدة" من نصب مكمن للقوات المهاجمة قرب منطقة غارديز فقتل جندي أميركي وثلاثة جنود أفغان، كما اصيب عدد من القوات الأميركية والأفغانية بجروح. وسعت طائرات هليكوبتر من طراز "اباتشي" إلى إجلاء القوات الأميركية التي حاصرتها "طالبان" و"القاعدة". وأفيد أمس عن تبادل كثيف للنار خلال عملية إنزال نفذتها القوات الأميركية على جبال شاهي كوت، فجرح العديد من الجنود الأميركيين وفر آخرون، كما افاد التلفزيون الباكستاني. واعلن قائد اركان عمليات التحالف الدولي الكولونيل جو سميث من قاعدة باغرام في شمال كابول امس، عن سقوط مئات المقاتلين في تنظيم "القاعدة" في مكمن لقوات التحالف في جبال عرما، مرجحاً ان يكون بينهم قادة "رفيعو المستوى" رافضاً التعليق على احتمال وجود زعيم التنظيم اسامة بن لادن. حرب طويلة وتعهد التنظيم حرباً طويلة الأمد ضد القوات الأميركية في افغانستان. وأكد ان الهجمات التي نفذتها عناصره ضد اهداف اميركية في الايام الاخيرة "خُطط لها في صورة جيدة" وانها "لم تكن مجرد عمليات عابرة". جاء ذلك في بيان اصدره "مركز الدراسات والبحوث الاسلامية" الذي صار الجهة الوحيدة ذات الصلة الوثيقة بتنظيم "القاعدة" وحركة "طالبان"، ونقل عنهما اخيراً بيانات ثبتت صدقيتها. وأضاف البيان ان "المجاهدين تمكنوا من صد هجوم واسع نفذته قوات اجنبية وقوات افغانية عميلة لها، ودارت معارك شرسة بين الطرفين مُني خلالها الاميركيون وحلفاؤهم بخسائر فادحة في الأرواح". وزاد ان "غالبية علماء المناطق التي تدور فيها الحرب افتوا بعدم جواز الصلاة على كل من يُقتل من العملاء الأفغان في قتاله ضد المجاهدين، وكان لهذه الفتاوى صدى كبير، ما دفع كثيرين من عملاء أميركا الذين كانت تعّوِل عليهم الى التخلي عنها والتلكؤ في استجابة كل مطالبها والتردد في اقتحام مواقع المجاهدين".