سيطرت القوات الاميركية والافغانية الموالية لها أمس، على وادي شاهي كوت حيث يتمركز أعضاء "القاعدة" و"طالبان"، وذلك من دون أي مقاومة تذكر. وأفادت مصادر مطلعة ان المقاتلين بدأوا بالهروب في اتجاه الحدود الباكستانية، في حين تشكلت نواة جبهة معارضة للوجود الاميركي، بدأت بتوزيع منشورات مهددة بحرب جديدة في قندهار وولايات جنوبية أخرى. كابول، بغرام، غارديز، أوتاوا - أ ف ب، رويترز، أ ب- أعلن قائدان أفغانيان أن قوات أميركية وأفغانية بسطت سيطرتها أمس على وادي شاهي كوت، مركز تجمع قوات "القاعدة" و"طالبان" في جبال عرما شرق أفغانستان. وأعلن القائد محمد عارف في غارديز عاصمة ولاية بكتيا القريبة من جبال عرما، أن "قوات في التحالف دخلت الى وادي شاهي كوت حيث لم تلق أي مقاومة". والقائد عارف هو نائب قائد الوحدات التي أرسلتها وزارة الدفاع الافغانية الاسبوع الماضي الى بكتيا للمشاركة في عملية "أناكوندا" التي بدأتها في الثاني من الشهر الجاري قوة تضم أميركيين وجنودًا من دول أخرى في التحالف الدولي وقوات محلية أفغانية. وأعلن القائد عارف الذي كان عائدًا من الجبهة: "دخلنا في تمام الساعة .3011 بالتوقيت المحلي السابعة بتوقيت غرينيتش الى وادي شاهي كوت. كان هجومًا بريًا كبيرًا". واعتبر قائد أفغاني آخر هو محمد اسماعيل أن القوات الاميركية والافغانية بسطت سيطرتها الان على وادي شاهي كوت. وأضاف: "العملية مستمرة، لقد سيطرنا على المواقع الرئيسة الثلاثة التي كانت في أيديهم". وأوضح: "لم تكن هناك مقاومة". وقال الجنرال عبد الله جويندا، وهو أحد القادة الافغان: "انتهت معركة شاهي كوت. سيطر تحالف من القوات الافغانية والاميركية على الوادي بكامله". وأضاف جويندا أن "طالبان والقاعدة يتراجعان نحو الحدود مع باكستان". وأعلن المسؤول في وزارة الدفاع الافغانية ميرا جان، أن قوات التحالف الدولي والقوات التابعة لوزارة الدفاع الافغانية انتشرت على "مرتفعات استراتيجية" في جبال عرما حيث لا تزال عملية "أناكوندا" متواصلة ضد فلول "القاعدة". وقال جان :"رجالنا منتشرون في موقعين استراتيجيين". وأعرب ميرا جان عن الامل في أن ينظف قطاع شاهي كوت حيث احتدمت المعارك في الايام الماضية من آخر فلول "القاعدة". وقال: "استولينا على هذه المرتفعات الليلة الماضية. وصباح اليوم أمس قمنا بعملية تنظيف ونأمل في الاستيلاء على القطاع بكامله بحلول المساء". وقال ميرا جان إن عناصر "القاعدة" لم يعودوا "يقاومون للدفاع عن مواقعهم بل لايجاد سبيل للهرب". وأكد الناطق باسم التحالف الميجور براين هيلفرتي أمس أن القوات الافغانية سيطرت على قطاع مهم في الساعات ال 24 الاخيرة وأن عملية "أناكوندا" مستمرة. وقصفت طائرات أميركية كهوفًا ل "طالبان" و"القاعدة" في شرق أفغانستان أمس، مستخدمة قاذفات من نوع "بي-1" ومروحيات من طراز "سي أتش - 47"، في حين انتظرت القوات الحكومية الافغانية المحتشدة على خط القتال أوامر للتقدم لملاحقة فلول المقاتلين. وعلى رغم التركيز على معركة شاهي كوت، قال مسؤول عسكري أفغاني بارز إن مقاتلي "طالبان" و"القاعدة" تجمعوا في أربعة أقاليم شرقية منها وردك وخوست وغازني ومواقع أخرى في إقليم بكتيا. وقال ناطق عسكري أميركي في قاعدة بغرام الجوية على مشارف كابول حيث مقر قيادة المعركة إن قوات أفغانية قوامها نحو ألف جندي متمركزة على الجبهة. وأضاف أنه على رغم سحب نحو 600 جندي أميركي إلا أن ألفًا آخرين ما زالوا في ساحة القتال. وقال الميجور هيلفرتي للصحافيين في بغرام:"لم يحدث إطلاق نار مستمر أو دقيق من جانب المتمردين خلال الايام الاربعة أو الخمسة الماضية". وقال مساعد وزير الدفاع الافغاني :"معلومات الاستخبارات تفيد أن فلول طالبان والقاعدة تسلحت وتواصل تقدمها في هذه المناطق" الاربع. وتابع:"نعرف أنهم ما زالوا أحياء ويمكن أن يسببوا مشكلات... سننشر قوات يصل قوامها الى خمسة آلاف جندي لتتمركز في هذه المناطق". وأشار الى أن حوالى 700 جندي اتخذوا مواقعهم، وقال: "قواتنا لن تهاجم على الفور. سنحذرهم أولاً من طريق شيوخ القبائل". وأضاف:"إذا رفضوا التوقف عن إثارة المشكلات ولم ينأوا بأنفسهم عن العناصر الاجنبية والارهاب سنهاجمهم". مقاومة في غضون ذلك كشفت مصادر أفغانية مطلعة ل"الحياة" أمس عن عزم بعض القيادات الأفغانية من الصف الثاني والثالث للأحزاب الأفغانية إعلان جبهة موحدة لمقاومة الوجود الأميركي في أفغانستان تحت اسم "المعارضة المقاومة". وأفيد أن قيادات الصف الثاني والثالث راغبة غي إعلان "الجهاد" في شكل مباشر وهو ما تتحفظ عليه القيادات الأولى في التنظيمات الأفغانية. وتلقت "الحياة" أمس منشورين باللغتين المحليتين البشتونية والفارسية تعارضان الوجود الأميركي في أفغانستان ويشرحان التعدي على كرامات المقاتلين العرب داخل أفغانستان. وأشاد المنشوران بالمقاتلين العرب ودورهم في مقاومة الوجود الأميركي في أفغانستان. تعزيزات كندية وأعلنت وزارة الدفاع الكندية أول من أمس في أوتاوا أن عسكريين كنديين أرسلوا من قندهار الى بغرام شمال كابول حيث يستعدون للمشاركة في معارك جديدة الى جانب القوات الاميركية. وأعلن وزير الدفاع آرت إيغلتون لدى خروجه من مجلس العموم أن "قواتنا تتجه الى خط الجبهة وستشارك قريبًا في معارك جديدة". وأضاف:"هناك قوات في طريقها الى الجبهة" رافضًا تحديد عديدها. وقالت ناطقة باسم وزارة الدفاع بييريت لودرو أن الجنود الكنديين أرسلوا لدعم القوات الاميركية في الفرقة 101 المجوقلة.