غارديز أفغانستان، إسلام آباد - أ ف ب، رويترز - للمرة الاولى منذ أسابيع، شهدت ولاية باكتيا في شرق أفغانستان معارك ضارية بين قوات افغانية واميركية شنوا هجوما على مقاتلين من تنظيم "القاعدة" وحركة "طالبان". واعلنت مصدر عسكري واشنطن قتل عسكري اميركي وعنصران من القوات الافغانية خلال الهجوم. وتمكن مقاتلو "القاعدة" و"طالبان" من صد هجوم عنيف شارك فيه مئات من المقاتلين الافغان تحت غطاء جوي أميركي. وأكدت مصادر عسكرية ان المقاتلين الذين استماتوا في الدفاع عن مواقعهم أجبروا القوات المهاجمة على التراجع وكبدوها خسائر بشرية. ونقلت "وكالة الانباء الاسلامية" الافغانية عن زعيم الحرب سيف الله ان "معارك حامية دارت في جبال عمرا استخدم فيها الجانبان الاسلحة الثقيلة"، مشيراً الى ان "القتال كان ضاريا للغاية وكان يتعين علينا الانسحاب". واعلن القائد جيلاني، ابن الزعيم المحلي باشا خان، ان نحو الف جندي من القوات المحلية الافغانية انتشروا في منطقة المعارك "يرافقهم نحو 30 مستشارا عسكريا اميركيا". وأضاف ان القوات المحلية الافغانية تواجه "نحو 2200 او 2300 عنصر" من "طالبان" ومقاتلين "عرب واجانب" من تنظيم "القاعدة"، في حين افادت مصادر اخرى ان العدد قد يصل الى نحو4500 مقاتل. وأفاد جيلاني "ان طالبان والمقاتلين الاجانب اقاموا قواعد في قرى غاويانا وسارانا وباكري الصغيرة التي تبعد اكثر من 20 كيلومترا في منطقة جبلية جنوب غارديز" كبرى مدن باكتيا. وذكر ان القوات الجوية الاميركية قصفت المنطقة طيلة نهار أمس. وكانت "وكالة الانباء الاسلامية" التي تتخذ من باكستان مقرا لها افادت ان القوات الاميركية شنت غارات جوية عنيفة، شاركت فيها طائرات من طراز "بي. 52"، في هذا القطاع الواقع في جبال عمرا على بعد حوالى 40 كيلومترا جنوب شرقي غارديز، بعدما رصدت تجمعات كبيرة لمقاتلي "القاعدة". واكد جيلاني ان ثلاثة مقاتلين مناهضين ل"طالبان" قتلوا وجرح "عديدون" فيما اعلن ناطق باسم سيف الله رئيس مجلس الشورى في غارديز ان جنديين مناهضين ل"طالبان" قتلا وجرح خمسة اخرين. وقال جيلاني ان القوات الافغانية المحلية تقدمت نحو ثلاثة كيلومترات على جبهتين "ولكن من الصعب القتال والتقدم في تلك المنطقة". وأفاد سكان ان القتال دار على مسافة نحو 30 كيلومتراً من غارديز، حيث قالت وزارة الدفاع الاميركية ان لديها تقارير استخباراتية تشير الى ان عناصر "القاعدة" و"طالبان" يحاولون اعادة تنظيم صفوفهم. حاكم بكتيا ومن جهته، أعلن كمال وزير الناطق باسم الحاكم السابق لاقليم بكتيا بادشاه خان زادران ان "قصفاً اميركياً شديداً سجل منذ الليلة قبل الماضية ولا يزال مستمراً اليوم أمس". وأوضح وزير: "بدأنا هجوماً برياً بمشاركة 600 من مقاتلينا على المنطقة. ويوجد نحو 50 أو 60 مستشاراً اميركياً معنا". واضاف: "رجال طالبان والقاعدة يردون على الهجوم باطلاق صواريخ ونيران اسلحتهم الثقيلة علينا... ويدور القتال حول قرية شاهي كو الجبلية في منطقة ارما". وأفادت الوكالة الافغانية ان اكثر من 500 عربي ومن المقاتلين الاخرين في "القاعدة" يختبئون مع عائلاتهم في ارما الواقعة على بعد نحو 40 كيلومتراً جنوب شرقي غارديز. واستبعدت مصادر افغانية ان يكون اسامة بن لادن او الملا محمد عمر في المنطقة. وقالت ان قائدا محليا من "طالبان" يدعى سيف الرحمن يقود المقاتلين. معتقلون في ايطاليا في غضون ذلك، أعلنت مصادر قضائية في روما ان هناك تسجيلات لستة معتقلين في ايطاليا يشتبه بان لهم صلات "ارهابية" يتحدثون فيها عن اسلحة ومعسكرات تدريب "ارهابية". وافادت المصادر ان الشرطة سجلت هذه الاحاديث من خلال اجهزة تنصت زرعتها في مسجد في روما وانها وضعت ايضاً كاميرات فيديو واجهزة تسجيل في وكالة للسياحة يملكها مدير المسجد. لكن المصادر رفضت التعليق على أنباء نشرتها صحف ايطالية تفيد ان الرجال تحدثوا عن رغبتهم في قتل الرئيس جورج بوش. وكانت الشرطة اعتقلت الرجال أول من امس للاشتباه في اعتزامهم ارتكاب اعمال تخريب لأغراض ارهابية وفي ان لهم صلات بجماعات متشددة، بينها شبكة "القاعدة".