أعلن وزير الدفاع الايراني الأدميرال علي شمخاني معارضة إيران لوجود القوات الاميركية في جورجيا وفي منطقة آسيا الوسطى. وفيما نفت الخارجية الايرانية ما تردد عن مغادرة الخبراء الروس لمفاعل بوشهر النووي، يرى المتابعون للعلاقة الايرانية - الروسية أنها ملبّدة بسحابة قد لا تكون سحابة صيف بفعل الضغوط الاميركية على موسكو. نفى الناطق باسم الخارجية الايرانية حميد رضا آصفي ما تردد عن توقف الخبراء الروس عن العمل في مفاعل بوشهر النووي جنوبإيران. وقال: "إن التعاون الايراني - الروسي مستمر في شأن مفاعل بوشهر، وهو تعاون يصب في خدمة الاغراض السلمية وليس هناك أي مبرر لوقفه". وكانت الخارجية تردّ على أنباء تحدثت عن مغادرة الخبراء الروس الاراضي الايرانية، وهي أنباء وصفها نائب مدينة بوشهر في البرلمان الايراني محمد دادفر بأنها "إشاعات". ورأى "أن ظهور مثل هذه الاشاعات أمر طبيعي في ظل الظروف الحالية التي تمر فيها إيران بعد التهديدات الاميركية، ولكن يجب على المسؤولين إعطاء أجوبة شفافة حتى يضعوا حداً لمثل هذه الاشاعات". وعلى رغم النفي، لاحظ المراقبون ظهور "غيوم في سماء العلاقة" بين البلدين اخيراً كان أبرز دلالاتها تأجيل زيارة مقررة لوزير الخارجية كمال خرازي الى موسكو، بعدما امتنع الرئيس فلاديمير بوتين عن إعطائه موعداً للقائه. وظهرت مواقف برلمانية إيرانية منتقدة للسياسة الروسية تجاه اقتسام ثروات بحر قزوين الخزر وتعيين نظامه الحقوقي، ووصفت تلك السياسة بأنها تأثرت بالضغوط الاميركية لتحجيم العلاقة بين موسكووطهران. وكانت إيران حذّرت الدول الاربع الاخرى التي تشترك معها في الاطلال على بحر قزوين، من مغبة عقد اتفاقات ثنائية أو ثلاثية في شأن النظام الحقوقي لهذا البحر واقتسام ثرواته. وأكد آصفي "أن إيران تريد أن يحظى أي نظام حقوقي لهذا البحر بإجماع الدول الخمس المعنية" وهي: إيرانوروسياوأذربيجان وكازاخستان وتركمانستان. وظهر التململ الايراني بعدما وقّعت روسيا اتفاقاً مع كل من أذربيجان وكازاخستان في شأن الافادة من ثروات هذا البحر، على رغم أن روسيا تؤكد على اتفاقي عام 1921 و1940 بين إيران والاتحاد السوفياتي السابق في شأن النظام الحقوقي لهذا البحر. وتؤكد إيران على تقسيم متساو بنسبة 20 في المئة لمصلحة كل من البلدان الخمس. وترى طهران أن الادارة الاميركية تعمل على محاصرتها في بحر قزوين وإقصائها عن لعب دور مؤثر فيه. ويضاف ذلك الى قلق إيران من اتساع النفوذ الاميركي في آسيا الوسطى والقوقاز. وجدد وزير الدفاع الايراني الأدميرال علي شمخاني معارضته الوجود الاجنبي الاميركي في المنطقة في بداية محادثاته في أرمينيا التي وصلها أمس. وقال شمخاني: "إن السلام والاستقرار لن يستتبا في المنطقة من دون التعاون بين القوات العسكرية التابعة لدول المنطقة ذاتها". وأضاف أن "طهران عارضت على الدوام وجوداً عسكرياً أجنبياً في دول لا تبعد عن حدود إيران"، بعدما أعلنت تبيليسي الخميس الماضي أنها ستحصل على مساعدة عسكرية أميركية لاعادة فرض النظام في ممرات بانكيسي الواقعة على الحدود مع جمهورية الشيشان.