تعهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تزويد طهران اسلحة متطورة قال انها ستكون "دفاعية"، وأبدى استعداده للاستمرار في تطوير مشاريع الطاقة النووية في ايران التي وقع مع رئيسها محمد خاتمي، امس، معاهدة لعشر سنوات يمتنع البلدان بموجبها عن استخدام القوة ومساعدة المعتدي على اي منهما. واظهرت المحادثات تطابقاً في الموقف من القضايا الدولية، وكان الملفان العراقي والافغاني من أبرز ما نوقش في اطار القضايا الاقليمية. راجع ص 2 واكدت روسيا للرئيس الايراني انها ستواصل العمل لانجاز محطة بوشهر النووية للاغراض السلمية. وقالت مصادر ايرانية مطلعة ل "الحياة" ان الجانب الروسي اكد "عدم وجود اي عوائق تمنع انجاز العمل في المحطة، وان التأخير الذي حصل يعود الى مشاكل ادارية وفنية بتحة يتحمل مسؤوليتها الجانبان". لكن مراقبين اعتبروا ان التأخير من جانب روسيا يتعلّق بملف العلاقة بين موسكو وواشنطن التي ترفض المشروع خصوصاً مع اقتراب موعد التسليم سنة 2003. أما التأخير من الجانب الإيراني فمرده الى تعاطي الايرانيين بحذر مع الخبراء الروس و"التدقيق في عدم وجود خبراء يهود بينهم". كذلك اوضحت مصادر ايرانية ل "الحياة" ان البحث لم يتطرق الى اقتراح روسيا تزويد ايران اجهزة مراقبة متطورة في الخليج، ولا الى اقتراح موسكو المساهمة في حفظ الأمن عند حدود ايرانالشرقية. ويتفق الجانبان على ان زيارة خاتمي تشكّل خطوة عملية للبدء في بناء علاقة استراتيجية بين البلدين، ويؤكدان الطابع السلمي لتعاونهما النووي على رغم ان الإدارة الأميركية ترفض هذا التبرير وتحذّر من امتلاك ايران السلاح النووي. وجاء حضور وزير الدفاع الايراني الادميرال علي شمخاني في وفد خاتمي ليؤكد مضي البلدين في تعزيز تعاونهما العسكري والتسليح. ولفت إعلان الجانب الروسي استعداده لاستقبال ضباط ايرانيين لتلقي العلوم في المعاهد العسكرية الروسية العليا. وتطرقت المحادثات الى الوضع في العراق كواحد من اهتمامات الطرفين، خصوصاً ان الروس يريدون من ايران ان تفتح اجواءها أمام الطائرات الروسية المتجهة الى العراق. كما احتلت مسألة بحر قزوين الخزر جانباً أساسياً من محادثات خاتمي وبوتين، وجرى التوقيع على إعلان مشترك في شأن النظام الحقوقي لبحر قزوين يؤكد فيه الجانبان التزامهما المعاهدات السابقة التي نظّمت كيفية الاستفادة من الثروات الموجودة في بحر قزوين. ويتشارك الطرفان في القلق من "عسكرة أميركية" لهذا البحر، خصوصاً مع وجود قواعد أميركية في أذربيجان.