قدمت مصممة الازياء السعودية فوزية النافع مجموعة تصاميمها لربيع 2002 وصيفه في فندق "متروبوليتان" في عاصمة الموضة العربية بيروت، لتكون المجموعة الثانية لها في لبنان بعد تلك التي قدمتها في الصيف الماضي في فندق "فينيسيا". المجموعة ضمت 27 قطعة حملت عنوان "إحساس امراة" وأتت تعبيراً عما يجول في نفس كل امرأة من سن المراهقة مروراً بمراحل حياتها كلها، لتستخدم المصممة تعبيراً عن فكرتها "أقمشة تثير الأنوثة وتبرز الشفافية": شيفون وموسلين، دانتيل شانتييه وتول... أقمشة صنعت خصيصاً للشافعي في ايطاليا وباريس، ورصعت بالحجارة ونقشت برسوم وتطريز لا مثيل لها في الأسواق. وجاءت منسجمة مع فكرة العرض، لتركز على الازرق والزهري لأنهما أكثر الألوان تأثيراً في نظر المرأة ثم الاصفر والاخضر الناعم الذي يعكس الرغبة. وأكدت المصممة ل"الحياة" على "ان ألوان السنة هي الزهري والمشمشي والازرق والذهبي كذلك الأوف وايت". وتعترف النافع بعودة الموضة الغجرية التي برزت في تصاميم كثيرين "على اعتبار ان الناس ضجروا وأرادوا التغيير فكان التحول الى القصات والكشاكش والطبقات". الا انها لم تكثر منها في مجموعتها وانما مزجت بينها وبين خطوط الموضة الاساسية التي "لا أحيد عنها اطلاقاً. فأسلوبي شرقي لكنه ممزوج بالخطوط العالمية التي تجعل اساس التصميم سليماً". وأكدت المصممة ان المجموعة تعبر عن "كل امرأة رومانسية وحساسة استقيت مشاعرها من خلال استطلاع صغير اجريته على صديقاتي وزبائني تبينت من خلاله تلك العلاقة القوية بين احساس المرأة وشخصيتها وطريقة ملبسها". ولدت فوزية النافع في الخبر وترعرعت في كنف اسرة مثقفة، هذه نعمة لم تحظ بها اخريات حتى في جيل بناتها. وتقول: "ارسلني ابي قبل 40 عاماً الى مصر للدراسة. هناك اكتشفت ان لا فرق بين الولد والبنت وانه يمكن للفتاة ان تتعلم وتبرز. ثم عدت الى السعودية وتابعت تحصيلي الجامعي لأتخصص في علم النفس". من مديرة لثانوية انتقلت الى الخياطة وتصميم الازياء منذ كانت مراهقة في ال16 من العمر، تقاعدت المربية لتتفرغ لعالم الموضة واضعة نصب عينيها تأسيس مصنع للخياطة "لتشغيل السعوديات، وتأمين فرص عمل وتفعيل الصناعة". وتعترف النافع بالصعوبات التي واجهتها في موطنها وتقول: "حوربت في البداية. لكنني امرأة دؤوب ولا استسلم تمكنت من ان اثبت للجميع بأنها مهنة محترمة تمارسها مربية اجيال، لأنجح في رفع مكانة الموضة في عيون شعبنا الشرقي". ومضت قائلة: "شيئاً فشيئا بدأ المجتمع يتقبل الامر. فتحولت المعارضة الى رفض ثم الى تقبل فتهنئة وتشجيع". ومن خلال اسفارها وتنقلاتها في عواصم الموضة الغربية والعربية، لاحظت فوزية ان ذوق السعودية هو الاصعب "لأنها امرأة راقية في ذوقها تعرف ماذا تريد. تبحث عن المميز الذي لا مثيل له. عن البسيط الذي لا يتضارب مع المجوهرات الثمينة التي تحب ابرازها". النافع أم لخمسة اولاد: صبيين وثلاث بنات، تتلمذت على ايدي عمالقة التصميم فالنتينو وانغارو وكريستيان ديور وشانيل. أخذت تقرأ عن تاريخ الازياء، وجلبت كل مخطوطة وقعت بين يديها حول الموضوع. العام 1989 اختارت درباً آخر وأرست دعائم جديدة لتصميم الازياء سكبت فيها عصارة حبها وشغفها بعالم الموضة فكانت أول مجموعة لها عام 1990 تلتها عروض أخرى في الاعوام 1996، 1998، 2000، 2001 في الخليج وأوروبا. نالت جائزة افضل مصممة ازياء في معرض البحرين، لتقدم في فندق "فينيسيا" في بيروت مجموعتها الصيفية لعام 2000 ثم في عاصمة الموضة الاوروبية روما العام 2001. وفضلت ان تقدم مجموعتها في بيروت بدلاً من روما "بسبب الترحيب الكبير الذي لاقيته وحب العمل لدى الناس". إضافة الى الاهتمام الكبير الذي ابدته الصحافة العربية". من ناحية اخرى، كان الطلب الكبير في روما على ابتكاراتها سيؤخرها عن عروضها في السعودية "كان علي ان اختار. اخترت نساء وطني". وختمت بالقول: "لأبقى على الساحة اتيت الى بيروت. اقتنعت أن اوروبا لا تهزني. فالمصمم الواثق من نفسه يعرض اينما كان ويصل الى كل مكان"، مؤكدة انها ستعرض كل مجموعاتها من الآن فصاعداً في بيروت.