علمني يا قلمي رسم حروف الإدانة/ تعبت/ تعبت سفراً على أجنحة الطائر/ وضاقت صالات المؤتمرات العربية/ بآلات التصوير/ بالصحافيين المهرة/ علمني يا قلمي تلك الكلمات/ فأنا لا أملك إلا الكلمات/ وحفظت أناشيد ومراسيم/ إما شرقية/ أو غربية/ وأنا من صلب الصحراء العربية/ أتجول/ أبحث عن عدد القتلى في الصحف اليومية/ ورفيقي أعرفه كتمثال متفرج/ من مدينة بعيدة/ من مدينة قريبة/ يرسل كلمات الشجب/ ويدين/ ويندد/ علمني يا قلمي معنى ما يرسل/ تجرأ/ إسأل/ حتى بحروف الأمية/ زعماء وملوك الساحات العربية/ في بيروت/ ماذا تعني تلك الكلمات/ أم كلمات السخرية/ علمني يا قلمي تلك الكلمات/ إن قالوا كلمات العصر/ فأنا أحسبها موسيقى نارية/ أهدتها إسرائيل لفلسطين/ ما زلت تتجول بالنيران/ تبحث عن أسواق عربية/ ونواميس الجامعة العربية/ مبتورة/ عارية/ مهزومة/ تصرخ من خلف الشمس كامرأة محرومة/ تنتظر ثوباً أبدياً تتدلى أكمامه/ أو تنتحر في أكواب شيطانية/ علمني يا قلمي تلك الكلمات/ فأنا لا أملك إلا الكلمات/ علمني إياها/ مقروءة/ مكتوبة/ سأحملها في كفني/ سأدخلها قبري/ سأهديها خالد وعمر وعلي/ وسأشعرها شعراً لكل الأحرار/ وان سألت/ أين الرجال؟/ أين السلاح؟/ أين القومية؟/ أين الإسلام؟/ فلا تخف يا قلمي سأحافظ على هذا السر/ علمني تلك الكلمات. صنعاء - عبدالله قائد بسباس