تظل آراء شيخ الازهر الدكتور محمد سيد طنطاوي وفتاواه محل اهتمام الجميع. ومعروف أن آراء طنطاوي في شأن قضايا مثل ختان الإناث وفوائد المصادر ومصادرة الكتب أحدثت كثيراً من الجدل. وهو عندما سُئل عن العمليات الاستشهادية في الاراضي الفلسطينية المحتلة طرح مفاده أن من يقومون بها ضد العسكريين الإسرائيليين يكونون شهداء، أما هؤلاء الذين ينفذون تلك العمليات ضد المدنيين الإسرائيليين فإنهم يكونون انتحاريين. وبغض النظر عن موقف بعضهم منه، يظل طنطاوي يمثل مرجعية فقهية لزواره من المسلمين من دول الدول كثيرة. وهو بالأمس التقى وفداً من الدعاة من الفيليبين وتحدث مهم في أمور شتى، لكن رأيه في قضية تحديد النسل مثّل "مفاجأة"، إذ أقر بجواز تحديد نسل الأسرة "طبقاً للظروف الاجتماعية الخاصة لكل أسرة عن اتفاق الزوجين أو طبقاً لما يراه الأطباء في حالة عدم تحمل الزوجة الحمل لأسباب صحية". وقال طنطاوي: "يجوز للزوجين اطالة فترة الانجاب حتى تستعيد الزوجة صحتها من الحمل السابق ويكون باتفاقهما طبقاً لما يجدانه"، منبهاً الى أن زيادة النسل "قد تأتي بنتائج سيئة من حيث عدم توفير المناخ الملائم لتربية النشء". ويتوافق الرأي الجديد لطنطاوي مع وجهات النظر الرسمية المصرية التي تغتبر الزيادة السكانية سبباً في احساس المواطنين بعدم جدوى الاصلاحات الاقتصادية وتدني مستوى الخدمات. ووفقاً لأحدث تقرير أصدره الجهاز المركزي للتعبئة العامة والاحصاء في مصر فإن هناك مولوداً جديداً كل 6،23 ثانية حتى كانون الثاني يناير الماضي. وبلغ معدل النمو السكاني حالياً 04،2 في المئة نجد أن هذا المعدل يقترب من صفر في المئة في الدول المتقدمة التي اكملت تحولها الديموغرافي، وتعتبر هذه النسبة كافية لمضاعفة عدد السكان كل نحو 35 سنة. ويشير التقرير الى أن عدد سكان مصر سيكون نحو 81 مليون نسمة عام 2017 في مقابل 9،67 مليوناً حالياً. وبالطبع، واجه رأي طنطاوي معارضة كالعادة. ولفت الأستاذ في جامعة الازهر الداعية الدكتور عبد العظيم المطعني الى "أن أول وسيلة حارب بها الاستعمار عناصر القوة في العالم الاسلامي هو العمل على تقليل الثروة البشرية مهما كلف ذلك من أموال بدليل أنهم يقدمون وسائل منع الحمل مجاناً بل ويقدمون مساعدات لمن يقوم بها في بعض الدول". وقال المطعني ل"الحياة": "الأجدر بنا أن نستثمر هذه الثروة البشرية في إعداد وسائل القوة التي يحسدنا عليه الغرب". أما الاستاذ في جامعة الازهر والرئيس العام للجمعية الشرعية الدكتور فؤاد مخيمر فشدد على أن تحديد النسل "حرام بالقطع". وقال ل"الحياة" "ان التنظيم لا بأس به في ضوء الضوابط الرئيسية وألا يكون هناك تشكك في أن الله هو الرازق مع عدم الاعتقاد بأن كثرة الأولاد ستقلل الرزق لأن الآباء والأمهات يرزقون بابنائهم بديل قوله تعالى: "ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وأياكم"، وأضاف أن "رزق الابناء هنا مقدر على رزق الاباء والأمهات".