في لقاء مع الصحافة في العاصمة الفرنسية لم تخف المخرجة الهندية الأصل ميرا نايبر 44 سنة سعادتها بكونها تمكنت اخيراً من مخاطبة الجماهير الأوروبية عبر فيلم "محلي خالصاً" هو "موسم العرس" الذي يعرض الآن بنجاح. صحيح ان فيلمها "الهندي" السابق "كاماسوترا" كان حقق نجاحاً، ولكن بسبب تحدره من كتاب جنسي هندي شهير، لا بفضل موضوعه الاجتماعي. هذه المرة النجاح كان للبعد الاجتماعي في رأيها، وصار في إمكان "الجمهور ان يتحدث عن فيلم هندي، لا هو بالجماهيري العادي، ولا بالثقافي الجاد - من نمط افلام ساتياجيت رأي". وقالت ميرا، ان الفضل في تمكنها من هذا يعود الى السنوات التي امضتها وهي تحقق، في الغرب، افلاماً نصف هندية/ نصف غربية. وحين سئلت المخرجة عن سبب اختيارها تحقيق فيلم تمتزج فيه التقاليد بالحداثة قالت: "كانت الفكرة في الاساس ان احقق فيلماً يحيي روح حب الحياة التي تتمتع بها الشرائح البنجابية التي أنتمي أنا إليها. فالبنجابيون مرحون ضاحكون، كرماء، قد يعانقك الواحد منهم حين يراك حتى قبل ان ينتبه الى انه يعرفك او لا يعرفك. وفي الهند ثمة تعايش بين الأمور كلها: الموسيقى، الرقص، الملابس، اللغات، الطبقات... وهذا كله هو ما أردت ان أصوره في هذا الفيلم... لكنني رغبت ايضاً في أن اجعل منه تأملاً حول الحب، وأن أبرز كذلك ظاهرة بدأت تكثر في الهند وهي ظاهرة تعلق النساء برجال متزوجين" وحين سئلت عما اذا كان هذا يعني ان ثمة ثورة جنسية في الهند اليوم، اجابت "أجل... وخلال السنوات الأخيرة حدثت امور مثيرة، ولا سيما في المناطق الحضرية ... قبل ذلك كان ثمة مركّب هوية ونقص تجاه الغرب... اما اليوم فيبدو ان هذا المركب زال، وزواله يجد تعبيره في ذلك الانفتاح الجنسي الذي يصل الى حدود الفوضى احياناً. وهذا ما أردت ان أصوره من دون ان أبدو وكأنني رجعية!".