باماكو - أ ف ب - يلتقي المنتخبان الكاميروني، حامل اللقب وبطل دورة ألعاب سيدني الاولمبية عام 2000، والسنغالي، ظاهرة العامين الاخيرين اليوم على استاد 26 آذار مارس في باماكو، عاصمة مالي، في نهائي كأس الامم الافريقية ال23 لكرة القدم. ويسعى المنتخب الكاميروني الى الاحتفاظ باللقب ومعادلة الرقم القياسي في عدد الالقاب، والذي تملكه مصر وغانا 4، بينما يحاول المنتخب السنغالي احراز اللقب للمرة الاولى في تاريخه في اول مباراة نهائية له منذ مشاركته الاولى في النهائيات عام 1965. والتقى المنتخبان مرتين في النهائيات، ففازت السنغال 2-صفر عام 1990 في الدور الاول في الجزائر، وردت الكاميرون الاعتبار لنفسها في الدورة التالية عام 1992 في السنغال حين فازت 1-صفر في الدور ربع النهائي. وتبدو الكاميرون في وضع جيد لاحراز اللقب لانها المنتخب الوحيد الذي حقق 5 انتصارات في 5 مباريات، كما أن شباكه لم تهتز حتى الآن، وهو يملك أفضل خط هجوم ايضاً برصيد 9 اهداف، ثلاثة منها لكل من مهاجم بارما الايطالي وافضل لاعب العام الماضي باتريك مبوما ومهاجم مرسيليا الفرنسي سالومون اوليمبي. ويعتبر لاعب الوسط مارك فيفيان فوى، المحترف في صفوف ليون الفرنسي، القلب النابض للكاميرون، علماً انه استهل مسيرته الرياضية لاعباً لكرة الطاولة، الا أن بنيته الجسدية الضخمة 90،1م دفعت بأقرانه الى دعوته لمساندتهم في الدورات المحلية التي كانت تقام بين الاحياء الشعبية. وعموماً، يتميز لاعبو المنتخب الكاميروني بقدرتهم على رفع ايقاع المباراة وتخفيضه في اي وقت، ما يصعب مهمة فرض خصومهم اسلوب لعبهم عليهم. الا أن الكاميرون ستحرم من خدمات مدربها الالماني فيلفريد شايفر ومساعده الحارس الدولي السابق توماس نكونو، بسبب ايقافهما من قبل الاتحاد الافريقي بعد الاحداث التي سبقت المباراة امام مالي في الدور نصف النهائي. ولاحقاً أعلن فوزي المحجوب رئيس المكتب الاعلامي في الاتحاد الافريقي ان الاخير رفع عقوبة الايقاف عن الالماني وينفريد شايفر مدرب منتخب الكاميرون، الذي رفض مع المدرب الالماني ومساعده الحارس الدولي السابق توماس نكونو الخروج من الملعب، ما ادى الى تدخل رجال الامن الذين اعتقلوا نكونو قبل ان يتم الافراج عنه بعد تدخل المسؤولين في الاتحاد الافريقي. الا ان الاتحاد ابقى على عقوبة الايقاف في حق نكونو بسبب استعماله العنف مع الشرطة المالية. وكان انجاز شايفر تمثل في نجاحه في فترة وجيزة تلت تعيينه في تشرين الثاني نوفمبر الماضي في الالمام بكل كبيرة وصغيرة داخل الكاميرون وابقى سجلها من دون هزيمة في البطولة، ما جعلها تستحق لقب "الأسود غير المروضة" باعتبار ان اي منتخب من المنتخبات التي واجهها في الادوار السابقة لم ينجح في ترويضها. في المقابل، اثبت المنتخب السنغالي في هذه البطولة ان تأهله لنهائيات المونديال المقبل للمرة الاولى في تاريخه لم يكن وليد صدفة بل عن جدارة واستحقاق. ويدين المنتخب السنغالي بانجازاته الى مدربه الفرنسي برونو ميتسو الذي أحدث ثورة حقيقية في تشكيلة المنتخب واسلوب لعبه، بالاعتماد على مجموعة كبيرة من اللاعبين المحترفين في أبرز الاندية الفرنسية في مقدمهم المهاجم المتألق الحجي ضيوف لنس الفرنسي، علماً انه يغيب عن المباراة النهائية لاعب الوسط باب سار بسبب طرده امام نيجيريا في الدور نصف النهائي. ويبقى المحرك الاساسي للمنتخب السنغالي صانع الالعاب هو خاليلو فاديغا، الذي يتميز بمراوغته الفنية الرائعة بالرجل اليسرى، وهو الرابط بين خطوط الدفاع والوسط والهجوم، وتمر كل الكرات عبره الى المهاجمين، لانه يقرأ تمركزهم جيداً، ويعرف كيف يمرر لهم كرات الاهداف على أطباق من ذهب. وفاديغا هو الاختصاصي في تنفيذ الركلات الثابتة، خصوصاً الركلات الحرة التي سجل منها اهدافاً مرات عدة، كما انه يملك خبرة احترافية كبيرة لأنه لعب في اندية اوروبية عدة ابرزها في فرنسا وبلجيكا، علماً انه يدافع حالياً عن ألوان فريق اوكسير الفرنسي، الذي انتقل اليه عقب تألقه في نهائيات البطولة السابقة ذاتها عام 2000 في نيجيريا وغانا معاً عام 2000. وكان المدرب ميتسو أكد قبل البطولة ان هدف المنتخب السنغالي بلوغ الدور نصف النهائي، الا أن الطموح كبر لديه ولدى اللاعبين الذين باتوا مصممين على احراز اللقب وتعويض خيبة امل الجيل الذهبي للسنغال في الثمانينات بقيادة جول بوكاندي.