يمكن القول ان قرعة نهائيات كأس الأمم الافريقية ال23 لكرة القدم، والمقررة من 19 كانون الثاني يناير الى 10 شباط فبراير في مالي ظلمت فرسان الكرة العربية الاربعة، بعدما وقع المنتخبان الشقيقان مصر وتونس وجهاً لوجه في المجموعة الرابعة الى جانب السنغالوزامبيا، في حين ظهرت المغرب في المجموعة الثانية، الاكثر قوة، الى جانب جنوب افريقيا وغانا وبوركينا فاسو. اما الجزائر فجاءت في المجموعة الاولى، التي ترأستها صاحبة الارض مالي، وضمت ايضاً منتخبي نيجيريا وليبريا. وبخلاف المنتخبات العربية ابتسمت القرعة كثيراً في وجه منتخب الكاميرون، حامل اللقب، الذي جاء على رأس المجموعة الثالثة والتي ضمته الى الكونغو الديموقراطية وتوغو وشاطئ العاج، وهي المجموعة التي وصفها المراقبون والمحللون بالاسهل. وكانت قرعة البطولة أجريت في باماكو، عاصمة مالي، واشرف عليها المهندس المصري مصطفى فهمي، سكرتير عام الاتحاد الافريقي، وشارك في عملية سحب القرعة ثلاثة من أشهر نجوم الكرة في القارة السمراء، هم الغاني عبيدي بيليه والسنغالي جول بوكاندي والنجم الكاميروني الشهير روجيه ميلا. ولم يسبق لمنتخبي مصر وتونس ان وقعا في مجموعة واحدة في النهائيات منذ انطلاقها عام 1957، واقتصرت مواجهاتهما فيها على مرة واحدة قبل عامين في نيجيريا وغانا في الدور ربع النهائي وانتهى اللقاء بفوز تونس بهدف وحيد لخالد بدرة من ركلة جزاء. في المقابل، تكررت مواجهات سابقة بين مصر وكل من السنغالوزامبيا، حيث سبق ان التقت مصر مرتين مع السنغال في الدور الاول لمسابقة عام 1986 في القاهرة، وخسرت مصر صفر-1، وفي الدور الأول للبطولة الاخيرة، حيث فازت مصر بهدف وحيد حسام حسن من تسديدة رأسية صعبة، كما تواجها في التصفيات الأخيرة لمونديال 2002، وفازت مصر اياباً 1 - صفر، بعدما تعادلتا سلباً ذهاباً في دكار. كما التقت مصر مع زامبيا أكثر من 4 مرات في نهائيات عام 1992 في السنغال، وفازت زامبيا 1-صفر و1996 في جنوب افريقيا، وفازت زامبيا ايضاً 3-1، وفي بطولة عام 1998 في بوركينا فاسو فازت مصر 4- صفر، قبل ان تتوج بطلة، وفي البطولة السابقة فازت مصر ايضاً. وفي تعليق على قرعة البطولة أكد محمود الجوهري المدير الفني ان بلاده وقعت في مجموعة متوازنة، تعتبر منتخباتها الاربعة مرشحة لخوض المباراة النهائية، ورأى ان الحظ ظلم الجزائر بوقوعها في مجموعة أصحاب الأرض ونسور نيجيريا. وألمح الجوهري الى ان تصنيف الاتحاد الافريقي للمستويات وخصوصاً وضع المغرب والسنغال في المستوى الرابع يعد غريباً، "لأن هذين المنتخبين من المقدمة افريقياً".