لندن - "الحياة" - لا يعرف الغربيون الكثير عن حياة كيم جونغ إيل، "الزعيم المحبوب" لكوريا الشمالية، الذي أدرجه الرئيس جورج بوش في خانة "الاشرار"، ويقول اليابانيون انه يستهدف طوكيو بصواريخه، ويتهمه مدافعون عن حقوق الانسان باستخدام معسكرات اعتقال للبقاء في السلطة. لكن كتاباً صدر في موسكو أخيراً بعنوان "قطار الشرق" يقدم فصولاً فريدة عن جوانب خفية في شخصيته الغامضة ونمط حياته. وأثار الكتاب الذي يقع في 200 صفحة احتجاجاً ديبلوماسياً من بيونغيانغ واستياء وزارة الخارجية الروسية. فالمؤلف هو كونستانتين بوليكوفسكي، ممثل الرئيس فلاديمير بوتين في الشرق الاقصى لروسيا، وأُتيحت له فرصة التعرف عن قرب إلى الزعيم الكوري الشمالي عندما رافقه في رحلة مترفة طويلة عبر روسيا في "قطار الشرق السريع" صيف 2001. واستند بوليكوفسكي اساساً إلى تقرير سري أعده أحد موظفي وزارة الخارجية الروسية عن تفاصيل الرحلة. ينقل المؤلف عن كيم قوله خلال لقاء اثناء رحلة القطار "اصبحت هدفاً للانتقاد حول العالم. لكنني اعتقد بأنني على المسار الصحيح ما دام أنني موضع نقاش". ويكشف وجهاً آخر لكيم: "يمكن ان يوصف بأنه ذوّاقة". ويقول: "كان يمكن طلب أي لون من الوان المأكولات الروسية والصينية والكورية واليابانية والفرنسية" اثناء الرحلة. وحرص الكوريون الشماليون على تزويد القطار خلال مساره الطويل عبر سيبيريا كميات من سرطان البحر كي تكون مائدة كيم عامرة دائماً بما لذّ وطاب من الاطعمة الطازجة التي يحبها ويتذوقها بعودين فضيين. كما شُحنت من باريس صناديق معبأة بزجاجات النبيذ الأحمر الفاخر. ويقول بوليكوفسكي ان القطار الخاص ببوتين "لا يضاهي ترف قطار كيم جونغ إيل" الذي لم يكن يتردد في توبيخ الطهاة اذا وجد ان أحد الأطباق لا يرقى الى المستوى المطلوب. وكانت الوجبات في القطار تستغرق أحياناً أربع ساعات أو اكثر، وغالباً ما تتخللها عروض ترفيهية مثل تقديم أغنيات روسية وكورية. وفي غياب زوجته التي تركها وراءه في بيونغيانغ، بدا كيم مستمتعاً خصوصاً بمفاتن أربع مغنيات حسناوات قُدّمن اليه بوصفهن "قاطعات تذاكر"، كما يروي بوليكوفسكي. وعندما يدخل وزراء كيم الى مكتبه، "كانوا ينحنون بقوة احتراماً ويبقون على هذا الوضع حتى يتلقوا من قائدهم إشارة لا تكاد تُلحظ فيعدّلون ظهورهم". وأبدى كيم ذات مرة ملاحظة لبوليكوفسكي، معبّراً عن شكوكه في وباء الايدز في افريقيا. وقال له ان "بلداناً كثيرة تبالغ في حجم كوارثها كي تحصل على مزيد من المساعدات من المجتمع الدولي". واعتبر سوه داي سوك استاذ العلوم السياسية في جامعة هاواي ان سلوك كيم ليس غريباً، فكوريا الشمالية "في الأساس مملكة. لذا فإن الملك هو القوة المطلقة". واوضح ان "إرثاً من الحكم الملكي المطلق استمر خمسة قرون لا يختفي خلال خمسين عاماً"، مشيراً الى ان والده كيم إيل سونغ أصبح زعيماً للبلاد في 1948.