كراكاس - أ ف ب - لا تزال فنزويلا تعاني من شلل جزئي بسبب اضراب عام متواصل منذ الثاني من كانون الاول ديسمبر الحالي، على رغم اعادة فتح مصفاتين كبيرتين للنفط أول من أمس، في وقت دعت فيه المعارضة التي تطالب باستقالة الرئيس هوغو شافيز الى "العصيان المدني والى تظاهرات جديدة". وكما في كل يوم منذ بدء الاضراب المفتوح تكونت طوابير طويلة في ساعات الصباح الاولى امام محطات الوقود. وحدها تسع محطات فتحت ابوابها من اصل 252 محطة في كراكاس ويضطر السكان الى الانتظار من ثلاث الى سبع ساعات وفقاً للاحياء، للحصول على 40 ليتراً من الوقود. وتفيد النقابات ان 36 الف موظف في شركة النفط العام "بيتروليوس دي فنزويلا" من اصل 42 الفاً، يشاركون في الاضراب ويطالبون مع المعارضة باستقالة شافيز. وشددت المعارضة الفنزويلية تحركها ضد الرئيس الفنزويلي بدعوتها مساء أول من أمس الى "العصيان المدني". وقال زعيم المعارضة كارلوس اورتيغا: "نطلب من الشعب الفنزويلي ان يمارس سيادته مباشرة وان يتجاهل قرارات الحكومة الوطنية". وكان اورتيغا يلمح الى المادة 350 من الدستور التي تتيح للفنزويليين رفض حكومة لا تحترم الديموقراطية وحقوق الانسان. واضاف: "انها مرحلة جديدة من التحرك الشعبي في الشارع. الاضراب مستمر مع العصيان المدني". وكان الرئيس شافيز اعلن أول من أمس اعادة فتح آبار عدة وان الانتاج سيبلغ نسبة لا بأس بها. واضاف: "ان شركة النفط العامة بتروليوس دي فنزويلا تخطت اكثر الاوضاع خطورة في تاريخها وثمة تحسن واضح منذ الان". مشددا على ان تجاوز أزمة المحروقات في البلاد يحتاج الى ايام عدة او حتى اسابيع. واكد شافيز: "سنستأنف عمليات تسليم المحروقات والبنزين والغاز بعدما انقذنا الوطن من قبضة مجموعة من المتآمرين الذين وجهوا لنا طعنة في القلب". وقال وزير الطاقة الفنزويلي رافاييل راميريس ان مصفاة بويرتو لا كروس في شرق البلاد تعمل بنسبة 80 في المئة وان مصفاة جزيرة كوراثاو في البحر الكاريبي استأنفت عملها بشكل طبيعي. لكن مجمع باراغوانا وهو من اكبر المجمعات النفطية في العالم لا يزال مشلولا. واعتبر كبار مسؤولي حركة المعارضة قرار البرازيل تأمين المحروقات لفنزويلا خلال الايام المقبلة بمثابة "انتهاك للسيادة الوطنية". ويفترض ان تصل حاملة النقل البرازيلية الضخمة "امازون اكسبلورير" المحملة بحوالى 525 الف برميل من المحروقات الى فنزويلا في غضون ساعات. واكدت المعارضة انها تحضر "تظاهرة ضخمة في كراكاس" ستحاول الوصول الى قصر ميرافلوريس الرئاسي. وهذه التظاهرة التي لم يحدد موعدها، ستشكل مرحلة جديدة في المواجهة القائمة بين المعسكرين. فقد منعت الحكومة التظاهر في منطقة ميرافلوريس. وكانت تظاهرة مماثلة في هذه المنطقة في نيسان ابريل الماضي انتهت باطلاق نار سقط فيه 19 قتيلا ونحو مئة جريح. وفي هذه الفترة اطيح شافيز على مدى حوالى 48 ساعة لكنه عاد بعدها الى السلطة.