رام الله - "الحياة" وصف المحامي حسين الشيوخي احد اعضاء لجنة الدفاع عن المسؤول المالي السابق للاجهزة الامنية الفلسطينية فؤاد الشوبكي، قرار المحكمة العليا الفلسطينية اول من امس اطلاق موكله بانه جريء يمثل انتصار استقلال القضاء. وردت المحكمة اول من امس في قرارها ادعاءات النيابة العامة بانه لا توجد صلاحية للمحكمة باخضاع "مراسيم سيادية" لمراقبة قضائية. وجاء في القرار انه "لا يجوز ابقاء انسان قيد الحجز والاعتقال الى ما لا نهاية طالما لم تقدم لوائح اتهام او ادلة ضده". واكدت خضوع كافة القرارات الرئاسية و"السيادية" الصادرة عن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات للاشراف القضائي. وكانت السلطة الفلسطينية احتجزت الشوبكي قبل احد عشر شهراً بموجب "مرسوم سيادي" وذلك على خلفية اتهام اسرائيل له بتدبير وتخطيط وابتياع وتهريب كميات كبيرة من الاسلحة من ايران وسورية الى داخل اراضي السلطة الفلسطينية قالت اسرائيل إنها ضبطتها محمولة على السفينة "كارين ايه" في عرض البحر. ويحتجز الشوبكي في سجن أريحا منذ ايار مايو الماضي تحت اشراف مسؤولين امنيين اميركيين وبريطانيين بموجب صفقة توصلت اليها السلطة الفلسطينية واسرائيل لرفع حصارالجيش الاسرائيلي عن مقر الرئاسة المقاطعة في رام الله، بالاضافة الى الامين العام ل"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" أحمد سعدات واربعة اعضاء آخرين في الجبهة اتهموا باغتيال الوزير الاسرائيلي المتطرف رحبعام زئيفي. واعتبر المحامي الشيوخي ان قرار المحكمة العليا "قرار جريء وانتصار للقضاء الفلسطيني المستقل"، وقال ل"الحياة" إن طلباً سيقدم للرئيس الفلسطينيعرفات لنقل الشوبكي من سجن اريحا الى "المقاطعة" بعدما برئت ساحته فلسطينياً، الى حين تسوية الأمر مع الاميركيين والبريطانيين والاسرائيليين لضمان ازالة اسمه الشوبكي من لائحة المطلوبين لدى اسرائيل. وأوضح المحامي الفلسطيني ان قوات الاحتلال الاسرائيلي كانت استولت على جميع الاوراق والمستندات المالية في مكتب الشوبكي خلال احتلالها اجزاء كبيرة من مقر الرئاسة في رام الله بما في ذلك جوازات سفره، ولم تعثر على دليل واحد يشير الى ضلوع الشوبكي بصفقات اسلحة، كما ان جوازات سفر المتهم خلت من اي اختام تشير الى زيارته ولو لمرة واحدة الى أي من ايران أو سورية كما ادعت السلطات الاسرائيلية سابقاً. وقال رعنان غيسين الناطق باسم رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون في تعقيبه على القرار القضائي ان الافراج عن الشوبكي سيعتبر من وجهة نظر اسرائيل "انتهاكاً للاتفاقات الموقعة".