ان قيام دولة مسيحية في الجنوب مخالف لرسالة المسيح. فالمسيح لم يبعث من أجل قيام دولة مسيحية، بل انه كان يؤكد بأن مملكته ليست في الأرض بل في السماء. لهذا نرى الحكومة، في كل البلاد المسيحية، في أوروبا وأميركا وكل الأراضي التي أقيمت عليها دول أوروبية، هي علمانية، عملاً بقول المسيح "ما لقيصر لقيصر وما لله لله". ولا يوجد في الدين المسيحي أحكام تنظم الدولة، ولا دستور مسيحي، فكيف يمكن ان تقوم دولة بلا دستور وبلا أنظمة، وجنوب السودان يريد ان يوجد بدعة لا مثيل لها في أوروبا، ولا كان في يوم من الأيام، وذلك لأسباب سياسية هدفها تمزيق الوطن العربي. وعاش المسيحيون 1422 عاماً في الدول الإسلامية متمتعين بكل حرياتهم وحقوقهم، مثل كل البشر. ومثل غيرهم يعانون ما يعاني مثلهم، والجنة ليست الأرض. وهم، في الدول كلها، لا يحق لهم أن ينالوا من الحقوق أكثر من غيرهم. والغرب قدم السلاح لقرنق، طوال سنوات، كان عليه ان يجعل أوروبا وأميركا واستراليا وغيرها دولاً مسيحية. وهذا، كما ذكرنا، مستحيل. ما الذي يحققه جنوب سودان مسيحي؟ ان الجنوب سيتحول الى صورة عن أوروبا الإباحية، ويفقد المسيح من ظلوا يتعبدون بدينه طوال 1422 سنة. الأمر الذي كنا نتوقعه من حكومة الجنوب هو ان تسمح بإدارة علمانية في الجنوب لحفظ ماء الوجه. أما أن تكون حكومة السودان علمانية، فنتيجته أن يصبح الإسلام غريباً في السودان، وفي ثلثه، بعد 1422 عاماً على دخوله! بيروت - رضية إحسان الله