قدّم الجيش السوداني أمس صورة متفائلة لوضعه العسكري، معلناً أنه بات على بعد خمسة كيلومترات من مدينة توريت في الجنوب التي سيطر عليها المتمردون بداية الشهر الماضي، ووعد بتقديم "أخبار سارة عن مدينة همشكوريب المتاخمة لاريتريا" التي احتلها المتمردون بقيادة جون قرنق قبل ايام، واستعادة مدينة الكرك على الحدود مع اثيوبيا. في غضون ذلك، حمل الرئيس عمر البشير بعنف أمس على اريتريا، معتبراً أنها تريد صرف الانظار عن مشاكلها الداخلية بتقديمها الدعم لقوات المعارضة السودانية. وشدد على ان حكومته تنتظر اجابة واضحة من الوسيط الكيني لتحديد موقفها النهائي من استئناف المفاوضات مع "الحركة الشعبية لتحرير السودان"، وانها لن تستأنف التفاوض إلا بعد تهيئة مناخ المحادثات. راجع ص 7 وأعلن الناطق باسم الجيش السوداني الفريق محمد بشير سليمان أن قواته بدأت استخدام كل اسلحتها لحسم المعارك في جنوب البلاد وشرقها، مؤكداً أن الجيش بات على بعد 5 كيلومترات عن توريت بعد استيلائه على موقعي لخباطا ولاغور. واتهم جهات لم يسمها بتمليك متمردي "الجيش الشعبي لتحرير السودان" المتمركزين داخل المدينة "أسلحة حديثة". وعلى الجبهة الشرقية، أكد سليمان أن حكومته تملك "أدلة دامغة على تورط اريتريا" في المعارك، وتحدث عن تحرك القوات المهاجمة من منطقتي رده وغارمايكا الاريتريتين، وتدريب دفعات من جنود قرنق تخرجت في 19 أيار مايو، وتدريب قوات بحرية في مصوع، واخلاء جرحى قوات المعارضة الى تسني واسمرا. واكد "مشاركة جنود اريتريين في قيادة دبابات شاركت في الهجوم". ووعد سليمان بتقديم "أخبار سارة عن همشكوريب اليوم أو غداً". واشار الى تقدم الجيش في منطقة النيل الازرق لاستعادة مدينة الكرمك على الحدود مع اثيوبيا، وأكد أن قواته في المنطقة وصلت الى بلدة دوكان سبعة كيلومترات من الكرمك. وفي غضون ذلك، دفعت السلطات السودانية بتعزيزات ضخمة لمساندة قواتها في الشرق لمنع قوات المعارضة من استهداف مدينة كسلا الحدودية المهمة التي انذر المتمردون سكانها باخلائها خلال 24 ساعة منذ اربعة أيام. واعلنت سلطات ولاية البحر الاحمر منطقة الحدود منطقة حرب، وطلبت من السكان الابتعاد عن الحدود لمسافة مسافة 5 كيلومترات. وفرض والي البحر الاحمر اللواء حاتم الوسيلة حظر التجول من الثامنة مساء وحتى السادسة صباحا في مدينة بورتسودان ميناء البلاد الرئيسي، في خطوة احترازية تتوقع اتساع دائرة المعارك. واعلن الوسيلة حالة التأهب القصوى وقرر اغلاق المنافذ البحرية الى اريتريا، واستدعى قوات الاحتياطي من العسكريين المتقاعدين في الولاية.