اعترف مسؤول بارز في المعارضة السودانية بتراجع خطوات التسوية السلمية للأزمة السودانية، معتبراً أن المساعي المبذولة دخلت مرحلة من الجمود بسبب التصعيد العسكري بين القوات الحكومية والمعارضة في شرق السودان. وقال نائب رئيس "التجمع الوطني الديموقراطي" المعارض الفريق عبدالرحمن سعيد إن الاقتراحات الاريترية للحل السياسي الشامل "أصابها الجمود". وأضاف سعيد: "ان الهجوم الحكومية على مناطق همشكوريب وهجوم المعارضة على مدينة كسلا أخيراً أثرا سلباً على المساعي المبذولة". وأوضح أن "التجمع" "لم يتلق رداً مكتوباً على اقتراحات قدمها عبر الحكومة الاريترية". وكانت أسمرا قدمت اقتراحات وجدت ترحيباً من الحكومة و"التجمع" وبدأت ترتيبات لعقد لقاء مباشر بينهما، إلا أن التصعيد العسكري على الحدود أدى إلى تعثر هذه المساعي. البشير من جهة أخرى أ ف ب، استبعد الرئيس السوداني عمر البشير إمكان اجراء أي مفاوضات مع المتمردين الجنوبيين قبل قمة منظمة "ايغاد" التي ترعى مبادرة السلام في السودان المقررة الاسبوع المقبل في الخرطوم. وقال البشير في تصريح نشرته الصحف أمس الجمعة إن "المتمردين لا يعرفون الا القوة وتفاهمنا معهم سيكون عبر البندقية". وأضاف: "لا تفاوض مع المتمردين إلا بعد حسمهم ودحرهم في الميدان حتى يستجيبوا مستسلمين صاغرين للوفاق". ويأتي هذا التصريح قبل قمة الهيئة الحكومية لمكافحة الجفاف والتصحر ايغاد المقررة في 23 و24 تشرين الثاني نوفمبر الجاري في الخرطوم. وتقوم هذه الهيئة بجهود وساطة بين الحكومة و"الجيش الشعبي لتحرير السودان" بقيادة جون قرنق. وتتألف "ايغاد" من سبع دول تقع في شرق افريقيا هي جيبوتي واثيوبيا واريتريا وكينيا واوغندا والصومال والسودان. إلى ذلك، نفى البشير صحة اشاعات تقول إن الحكومة تتأهب لحل ميليشيا قوات الدفاع الشعبي التي تتألف من مدنيين تم تجنيدهم للمشاركة في المعارك. وقال إن الذين يروجون هذه الشائعات هم "المتخاذلون والطابور الخامس واعوان قرنق الجدد".