سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
10 في المئة من جنود المعارضة الشمالية سلّموا أنفسهم ومعسكرات "التجمع" ضُربت . الخرطوم: فوائد عاجلة من الحرب الاثيوبية - الاريترية ومخاوف كبيرة من تدفق اللاجئين وانعدام الاستقرار
} جنت الحكومة السودانية فوائد عاجلة من الحرب الاثيوبية - الاريترية تمثّل اهمها في استسلام اعداد من جنود المعارضة الذين يتمركزون في معسكرات في غرب اريتريا وتعرض هذه المعسكرات وخطوط امدادها لضربة كبيرة. لكن ذلك لم يجعل الخرطوم سعيدة تماماً بالحرب نتيجة لآثارها الضارة على المنطقة لجهة تدفق اللاجئين وانتشار السلاح وانعدام الامن. تراقب الحكومة السودانية القتال الدائر بين اثيوبيا واريتريا باهتمام بالغ بسبب انعكاساته المباشرة على الاوضاع في الحدود الشرقية والاعداد الكبيرة من اللاجئين الذين زاد عددهم عن 80 ألف اريتري في ظل ضعف استجابة المجتمع الدولي لتوفير الغذاء والدواء والمأوى لهم ما يشكّل عبئاً على السودان. وعلى عكس الشعور السائد فان السودان يرى انه لن يكون سعيداً بانهيار اريتريا وسلطتها المركزية لأن هذا يعني مزيداً من اللاجئين الاريتريين وانتشار السلاح وتهديد امن السودان واستقراره نتيجة اضطراب الاوضاع على الحدود الشرقية المحاذية لأريتريا البالغ طولها حوالى الف كيلومتر. لكن الحكومة السودانية سعيدة بانعكاسات الحرب بين اسمرا واديس ابابا على المعارضة السودانية المسلحة الشمالية والجنوبية التي تتخذ من غرب اريتريا مقراً ومركزاً لانطلاق قواتها في هجماتها على النقاط الحدودية واستيلائها على عدد من المناطق كان آخرها همشكوريب، وتفجير خط انابيب النفط. وحققت الحرب للحكومة في شهر ما لم تستطع فعله في اكثر من اربعة اعوام، عمر المعارضة المسلحة، وأدت الى تفكيك اوصالها فتعرضت اكبر معسكرات المعارضة المسلحة في غرب اريتريا الى قصف اثيوبي بالطائرات دمّر معسكر "قوات التحالف" الذي يقوده العميد عبدالعزيز خالد في ساوا، ومعسكر ام حجر الذي تتمركز فيه قوات "الجيش الشعبي لتحرير السودان" بقيادة العقيد جون قرنق ومعسكرات صغيرة في على قدر وقلوج وهيكوتا تتمركز فيها قوات "الفتح" التابعة للحزب الاتحادي الديموقراطي ومجموعة "قبائل البجا". وقالت مصادر رسمية مطلعة ان عدد المعارضين المسلحين الذين عادوا من اريتريا عقب اندلاع الحرب في ايار مايو الماضي، وسلّموا انفسهم للسلطات في ولاية كسلا الحدودية بلغ نحو مئتين يمثلون نحو 10 في المئة من قوات المعارضة الشمالية التي تقدر بألفي عسكري. ويقدر عدد قوات قرنق في غرب اريتريا بثلاثة آلاف عسكري يتخذون من منطقة ام حجر الاريترية قرب الحدود السودانية - الاريترية - الاثيوبية مقراً. وتفيد معلومات الخرطوم انه لم يصب من هؤلاء سوى عدد قليل على رغم الدمار الذي أصاب معسكراتهم ومركز القيادة والاتصال في المنطقة. وتفيد معلومات ايضاً ان جنود قرنق في منطقة ام حجر يعانون نقص الامدادات وانقطاع خطوطه، اما افراد قوات المعارضة الشمالية الذين عادوا فبدا عليهم الإعياء والارهاق والقلق على مصيرهم، لكن السلطات طمأنتهم وأبلغتهم قرار الرئيس عمر البشير العفو العام عن كل من حمل السلاح وسلّم نفسه. وعلمت "الحياة" ان مجموعة صغيرة تنتمي الى الحزب الشيوعي تم توقيفها في نقطة اللفّة الحدودية لتسللها مع اللاجئين. وقالت المصادر ان السلطات وجدت في حوزتهم وثائق تخص الجناح العسكري ل"التجمع الوطني الديموقراطي" المعارض كانت موضوعة داخل كيس كبير. ولا تزال السلطات تجري تحقيقات مع هؤلاء اما بقية العائدين من المعارضة المسلحة فيخلى سبيلهم بعد الاستجواب. وبعودة هذه النسبة من المعارضين المسلحين، وتوقف الدعم اللوجستي، وانقطاع خطوط الامداد وانهيار الروح المعنوية وتعطل العمل في معسكرات المعارضة في غرب اريتريا يجد المعارضون السودانيون انفسهم في وضع لا يُحسدون عليه مما يسهّل مهمة الحكومة في استعادة النقاط الحدودية التي استولوا عليها في فترة سابقة وآخرها مدينة همشكوريب.