الناصرة - "الحياة" كشفت صحيفة "معاريف" العبرية امس ان الولاياتالمتحدة تعهدت رسمياً لاسرائيل العمل العسكري المكثف في الجزء الشمالي الغربي من العراق للحد من قدرات هذا البلد على اطلاق صواريخ باتجاه الدولة العبرية، فيما نقلت صحيفة "يديعوت احرونوت" عن وزير الدفاع بنيامين بن اليعيزر قوله ان الهجوم الاميركي على العراق سيبدأ نهاية تشرين الثاني نوفمبر المقبل. واوضح بن اليعيزر ان هذه التقديرات لا تستند الى "معلومة واضحة" تلقاها من الولاياتالمتحدة انما الى اعتقاد الاستخبارات الاسرائيلية ان واشنطن قررت تقديم موعد الهجوم. واوردت "معاريف" ان التعهد الاميركي بتدمير منصات اطلاق الصواريخ نقله مسؤولون اميركيون بارزون الى نظرائهم الاسرائيليين خلال لقاءات مكثفة في الاشهر الاخيرة، استؤنفت هذا الاسبوع لتنسيق المواقف بين الطرفين. وتابعت انه وفقاً لتفاهمات تم التوصل اليها وعدت الولاياتالمتحدة بانزال وحدات كبيرة من المشاة في الجزء الشمال الغربي من العراق في منطقة "ايتش 3" التي اطلقت منها الصواريخ العراقية على اسرائيل في حرب الخليج، مشيرة الى ان الانزال سينفذ مع بدء الهجوم، وسيستهدف البحث عن منصات اطلاق الصواريخ لتدميرها. واضافت ان الولاياتالمتحدة شرعت اخيراً في عمليات "لتهيئة الارضية" لتنفيذ مخططها من ضمنها الغارات المتتالية على المنطقة واطلاق اقمار تجسس اصطناعية وارسال طائرات استطلاع وغيرها من الوسائل الاستخباراتية. الى ذلك افادت الاذاعة العبرية ان الوفد الامني الاسرائيلي الى واشنطن برئاسة المدير العام لوزارة الدفاع عاموس يارون التقى مساعد وزير الخارجية الاميركي ريتشارد ارميتاج ونائب وزير الدفاع بول وولفوفيتز ومسؤولين آخرين، وناقشوا الحرب الاميركة على العراق والقضية الفلسطينية. واشارت صحيفة "هآرتس" الى ان تقديم موعد زيارة الوفد لواشنطن جاء بعد انتهاء ازمة محاصرة مقر الرئاسة الفلسطينية في رام الله وليؤكد رغبة واشنطن في الانتقال الى المرحلة المقبلة من الاتصالات والتنسيق مع اسرائيل اعداداً للحرب على العراق". في الوقت ذاته نقلت صحيفة "يديعوت احرونوت" عن وكالة استخبارات اوروبية ان "الرئيس العراقي صدام حسين ما زال يسعى الى انتاج اسلحة نووية" وانه في ظل الرقابة المشددة يبحث عن سبل التزود بهذه الاسلحة من أسواق نائية في مقابل مبالغ كبيرة. وتابعت انه أوفد الى الهند اخيراً شخصين انتحلا شخصيتي رجلي اعمال، اجريا اتصالات بشركة خاصة تبيع معلومات ومنتجات للجنة المحلية للطاقة النووية، ويحاولان شراء منتجات منها تساعد العراق في اعادة بناء مفاعل نووي "بسيط ومتخلف". ونقلت صحيفة "معاريف" عن مسؤولين اسرائيليين ان تل ابيب قد ترد على هجوم عراقي حتى في حال لم يتسبب في اي ضرر او اسقطت الصواريخ العراقية قبل وصولها الى اهدافها. وافادت نتائج استطلاع للرأي نشرتها الصحيفة ان 18 في المئة من الاسرائيليين يخشون الصواريخ العراقية، فيما قال 49 في المئة ان "الارهاب الفلسطيني" هو الذي يخيفهم واكد 22 في المئة انهم يخشون التهديدين بالمقدار ذاته. وقال الخبير في الشؤون العسكرية الدكتور رؤوفين بل هتسور للاذاعة العبرية ان التهديد العراقي لاسرائيل ليس جدياً كما يحاول أركان الدولة العبرية الإيحاء به وان العراق يمتلك عدداً محدوداً من الصواريخ بعيدة المدى التي "لم يتم اختبارها منذ اكثر من عشر سنين مما يضعف قدراتها".