بيروت - "الحياة" - عاد التوتر الى مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين المجاور لمدينة صيدا في جنوبلبنان، بعدما شهد فجر اول من امس انفجارات ألحقت أضراراً مادية بعدد من المنازل. ونجا شخص كردي من التابعية السورية - تردد اسمه في عداد المتهمين بقتل الجنود اللبنانيين الثلاثة - من محاولة اغتيال عندما تعرض ظهر امس الى إطلاق نار من سلاح فردي فأصيب بطلقتين في بطنه وساقه. وفي معلومات "الحياة" من مصادر فلسطينية في المخيم ان المصاب وهو من آل خلف ملقب ب"أبو ثائر" تعرض الى محاولة الاغتيال ظهر امس وتم نقله للمعالجة الى مستشفى القدس في المخيم. وكان "أبو ثائر" يمر خلف المسجد في حي الصفصاف، فتقدم منه شخص وأطلق عليه عيارين ناريين من مسدس. ولم يتنبه احد من المارة الى الحادث لأنه تزامن مع خروج عشرات الفلسطينيين بأسلحتهم الفردية والرشاشة الى الشوارع، وإطلاق النار في الهواء ابتهاجاً بالعملية التي تبنتها "كتيبة شهداء كتائب الأقصى" في مستعمرة اسرائيلية في الضفة الغربيةالمحتلة. وأكدت المصادر ان احد المارة، تنبه لاحقاً الى وجود جريح على الأرض فاقترب منه ونقله مع اقارب له الى المستشفى. ولم تستبعد المصادر ان تكون لمحاولة اغتيال "أبو ثائر" علاقة مباشرة بمقتل الجنود اللبنانيين الثلاثة على يد بديع حمادة "أبو عبيدة"، عند مدخل المخيم قبل شهور. وكشفت المصادر النقاب عن ان اسم "أبو ثائر" كان ورد في عداد الذين سهلوا فرار "أبو عبيدة" بعد ارتكابه الجريمة الى داخل المخيم وأمن له الحماية طوال اقامته في احد المنازل في حي الصفصاف حتى تسليمه الى استخبارات الجيش اللبناني. وأوضحت المصادر ان "أبو ثائر" كان عضواً في "عصبة الأنصار" التي يتزعمها احمد عبدالكريم السعدي "ابو محجن" الفار من وجه العدالة اللبنانية والمطلوب للقضاء في جريمة اغتيال الرئيس السابق لجمعية المشاريع الخيرية الإسلامية الأحباش الشيخ نزار الحلبي. لكنه التحق بمجموعة اسامة الشهابي فور انفصاله عن العصبة. ورجحت ان تكون محاولة اغتياله تنفيذاً لقرار ما بالتخلص منه يحظى بغطاء فلسطيني، بعد فشل تسليمه الى السلطات اللبنانية. وكانت انفجرت في الثالثة فجراً عبوة وضعت بالقرب من منزل عبد ابو الكل في حي الصفصاف اسفر عن انهيار حائط المنزل اضافة الى اضرار مادية لحقت بالمباني المجاورة. ولفتت المصادر الفلسطينية الى ان ابو الكل ينتمي الى حركة "فتح" الموالية للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ويعمل حالياً مرافقاً لضابط في الحركة ملقب ب"اللينو". ورجحت ان تكون للانفجار علاقة مباشرة بالاشتباك الذي حصل الأسبوع الماضي بين ابو الكل وشقيقه محمود من جهة وبين الشقيقين نادر وشادي ابو صبحة وجميعهم من بلدة الصفصاف في فلسطينالمحتلة، وأدى الى اصابة فلسطيني بجروح طفيفة. وكان الاشتباك ادى الى إعلان حال الاستنفار في حي الصفصاف بين عناصر من "فتح" وأخرى تنتمي الى المجموعات الإسلامية المتطرفة، إذ ينتمي الشقيقان ابو صبحة الى تنظيم انشق اخيراً عن "عصبة الأنصار" ويرعاه حالياً الشيخ عبدالله الشريدي. وانفجرت عند منتصف ليل اول من امس عبوة صغيرة في حي نمرين في المخيم ينتمي معظم سكانه الى عرب الغوير، وتبين من التحقيقات الأولية ان العبوة لم تكن تستهدف احداً في هذا الحي الذي لا يقيم فيه اي مسؤول فلسطيني. لكن مصادر امنية اعتبرت ان تفجيرها يأتي في سياق توتير الأجواء لقطع الطريق على الجهود الآيلة الى ضبط الوضع. يذكر ان عبوة انفجرت ليل السبت الماضي في المخيم كانت وضعت امام محل لبيع العطورات يملكه الفلسطيني محمود عثمان غير المنتمي الى اي تنظيم.