انفجرت فجر امس ثلاث عبوات في اماكن متفرقة من مخيم عين الحلوة قرب صيدا ادت الى اصابة ثلاثة عناصر ينتمون الى حركة "فتح" اللجنة المركزية الموالية للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بجروح طفيفة، اضافة الى الحاق اضرار في محلين تجاريين لبيع الالبسة والنوفوتيه، الاول يستثمره سوريون والثاني يديره احد الاشخاص المنضوين تحت لواء "عصبة الانصار" التي يترأسها أحمد عبدالكريم السعدي الملقب ب"أبو محجن" الفار من وجه العدالة والمحكوم بالاعدام في قضية اغتيال الرئيس السابق لجمعية المشاريع الخيرية الاسلامية الأحباش الشيخ نزار الحلبي. وفي التفاصيل التي استقتها "الحياة" من مصادر فلسطينية مختلفة في داخل المخيم، ان الانفجار الاول وقع في الثانية والربع فجراً نتيجة عبوة من صنع محلي وضعت امام محل تجاري لبيع الالبسة يستثمره سوريون ويملكه شخص فلسطيني من آل نايف. وأكدت المصادر ان المستثمرين لا يتعاطون في الشأن السياسي في المخيم وان الاضرار مادية، مشيرة الى ان الانفجار الثاني وقع بعد 25 دقيقة واستهدف دكاناً لبيع النوفوتيه ويملكه الفلسطيني بلال العرقوب وهو من مؤيدي "أبو محجن" ولم يسجل حصول اضرار تذكر. وأضافت ان الانفجار الثالث استهدف مكتباً ل"فتح" يديره الرائد جميل زيدان الذي عين اخيراً قائداً ل"وحدة شاتيلا"، مشيرة الى ان تعيينه جاء في اطار التشكيلات التي اجراها عرفات اخيراً وأدت الى تشكيل كتيبة من 150 مقاتلاً قسمت الى ثلاث وحدات قتالية، وأسندت رئاستها الى الرائد أبو عرب. وذكرت ان العبوة من صنع محلي، كناية عن معجون متفجر ممزوج بكرات حديدية صغيرة، وأدى انفجارها الى جرح ثلاثة عناصر هم: الشقيقان فهد وأسامة زيدان وثالث يدعى زياد سعد، وتم نقلهم الى مستشفى القدس في المخيم، وغادروها بعد ان اجريت لهم الاسعافات اللازمة. وأشارت المصادر الامنية الى ان عبوة رابعة ألقيت على دكان يستثمره سوريون لم تنفجر على رغم اشتعال فتيلها. وأعقب الانفجار الذي استهدف مكتباً ل"فتح"، اطلاق نار من اسلحة رشاشة في الهواء تبين انه لتسهيل اجلاء الجرحى الى المستشفى. ونفت المصادر حصول اي توتير امني من جراء الانفجارات. وقالت ان "الوضع سرعان ما عاد الى طبيعته وان الفصائل الفلسطينية تعاطت بأعصاب باردة وحالت دون حصول رد فعل خصوصاً ان الفاعل ما زال مجهولاً". وفي ردود الفعل، اعتبر خالد يونس أبو إيهاب عضو اللجنة المركزية ل"الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين" في تصريح ل"الحياة" ان "ما جرى هو محاولة لضرب الاستقرار الامني في المخيم ولا يخدم سوى العدو الاسرائيلي وأعداء الشعب الفلسطيني، لذلك ندعو كل القوى للوقوف امام ما جرى، بغية قطع الطريق على من يحاول النيل من استقرارنا تمهيداً لافتعال فتنة في المخيم يمكن ان تتطور الى مشكلة بينه وبين الجوار اي مدينة صيدا". وقال خالد عارف أبو أدهم مسؤول منظمة التحرير الفلسطينية في الجنوب "اننا كنا نتوقع حصول محاولات لخلق فتنة". وأكد ان "الفريق المتضرر لجأ الى زرع العبوات بعدما شعر ان المخيم اخذ يستعيد وضعه الطبيعي". وقال ان "القنابل استهدفت اكثر من طرف وأن من فجرها يحاول زعزعة الاستقرار في المخيم ومن خلاله مع الجوار ونحن على قناعة بأن شعبنا سيحاسب كل من يحاول اللعب بأمنه". وأكد ان "الفصائل الفلسطينية بالتعاون مع فعاليات المخيم تجاوزت الحادث". وقال ان "تعاون الكفاح المسلح الفلسطيني مع اللجنة الشعبية ادى الى الحفاظ على الهدوء وقد شرح هؤلاء للذين اتصلوا بهم الابعاد المترتبة على افتعال فتنة بين الفلسطينيين". وكشف ان "أمين سر الساحة في منظمة التحرير الفلسطينية سلطان أبو العينين أبو رياض اعطى اوامره الفورية للتعويض عن الاضرار التي اقتصرت على تحطيم زجاج سيارتين ومحلين تجاريين". ورداً على سؤال نفى "أبو أدهم" حصول اي اتصال مباشر مع تنظيم "عصبة الانصار". وقال ان "لا اتصال بين "فتح" وجماعة "أبو محجن" الذين لا يتدخلون في الوقت الحاضر في شؤون المخيم، مشيراً الى ان فاعليات المخيم تولت الاتصال بالجميع، وشرحت لهم اهمية التنبه لاحتمال تكرار ما جرى بالامس.