ولد أحمد عبدالكريم السعدي أبو محجن في العام 1963 في مخيم عين الحلوة لأب فقير يعتبر من وجوه عائلته. وللسعدي 13 شقيقاً وشقيقة هو الثالث بينهم، ولم يعرف عنه ترؤسهم او التميز بينهم. لم يكمل دراسته اذ ترك المدرسة ولم يتخط الصف السادس، والتحق بالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ولم يكن بلغ الخامسة عشرة من عمره، ثم انتقل بعد فترة قصيرة الى حركة "فتح" وبقي فيها حتى العام 1982 اي عام الاجتياح الاسرائىلي للبنان. يعتبر عبدالكريم السعدي والد "أبو محجن" أحد وجوه عائلته التي تهجرت من بلدة طيطبا في الجليل، وهي بلدة صغيرة قياساً الى بلدات صفوري والصفصاف والبلدات الجليلية الاخرى التي هجر ابناؤها الى مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان. ثم ان عائلة السعدي تعتبر من العائلات المتوسطة الانتشار. عرف عن والده في المخيم هدوؤه، ولم يعرف عنه قربه من احدى المنظمات الفلسطينية، مع العلم ان عائلة السعدي في شكل عام كانت محسوبة على حركة "فتح". تزوج "أبو محجن" ولم يكن تجاوز الثامنة عشرة من عمره، وله اليوم خمسة اولاد. ومن المعروف عن عائلته انها تزوج ابناءها باكراً ويميل معظمهم الى الزواج من داخل العائلة. الشيء المعروف عن "أبو محجن" من ذلك التاريخ انه ترك "فتح" والتحق بالشيخ هشام شريدي. وشريدي هو مؤسس "عصبة الانصار" بعدما انشق عن حركة "فتح" وتحول إمام جامع، وعرف عنه تكفيره الاحزاب الفلسطينية الاخرى. وتحول الشيخ هشام في النصف الاول من الثمانينات الى حال داخل المخيم، اذ انشق كثيرون من حركة "فتح" والتحقوا به. وفي العام 1986 اغتيل الشيخ هشام شريدي، واتهمت "عصبة الانصار" جهاز أمن حركة "فتح" باغتياله، وكان مسؤول جهاز الأمن في "فتح" حينها أمين كايد الذي فر من المخيم خوفاً من تهديدات "عصبة الانصار" التي لاحقته حتى العام 1998 حتى اغتالته بالقرب من الجامعة اللبنانية المحاذية لمخيم عين الحلوة. بعد اغتيال الشيخ هشام شريدي تولى "أبو محجن" الامارة، ويجمع عارفو الرجل على انه لم يكن مهيئاً لهذا الدور، اذ حتى عائلته لم تكن لتمده بشرعية تذكر. ولكن المحطة الاولى التي شرع "أبو محجن" يكرس فيها شرعيته كانت اغتيال رئىس جمعية المشاريع الاسلامية الاحباش الشيخ نزار الحلبي، إذ اتهم "أبو محجن" وحكم عليه بالاعدام في هذه القضية. في ظل حال الترهل الاجتماعية والسياسية التي عاناها ويعانيها، والاهتراء الذي اصاب مختلف وجوه العيش، كانت حادثة كهذه، والصاقها برجل بعينه، كفيلة في أن تجعل من هذا الرجل محط انظار عائلته وأبناء قريته. فالسمعة التي نالها "أبو محجن" جراء اتهامه والحكم عليه جعلت منه صاحب سلطة ورأي على عكس ما يمكن ان يعتقده المرء في حال كهذه. لقد تحول "أبو محجن" الى "حال" بحسب تعبير الكثير من سكان مخيم عين الحلوة. وفي مجتمع منهك تتنازعه ازمات من شتى الانواع قد تشكل هذه الحال، وان كانت "خارجة عن القانون"، استقطاباً فعلياً. في البداية كان هو وأخوته وبعض ابناء عمومته ومناصرون قليلون، ثم انضم اليه بعض ابناء بلدته، وأبو عبيدة، وهو المسؤول الحالي والمعلن عن العصبة اليوم في ظل غياب "أبو محجن" او انكفائه، وهو من ابناء طيطبا بلدة "أبو محجن". ولأبي عبيدة اشقاء كثر انضموا الى العصبة وشكلوا نواتها الاولى. وإضافة الى هؤلاء تتشكل الدائرة الثانية في "عصبة الانصار" من مطلوبين الى العدالة بين فلسطينيي مخيم عين الحلوة والمخيمات الاخرى، اما الدائرة الثالثة فتتألف من لبنانيين جاؤوا من مدينة طرابلس بعد احداث الضنية والتحقوا بالعصبة. ويجمع الكثيرون من سكان المخيم على تلك المفارقة التي تخدم "أبو محجن" ويستعملها هو وأشقاؤه في الكثير من المناسبات وهي انه لا يستطيع اي شخص تمييزه عن أشقائه وأولاد عمومه. فهناك خمسة من أشقائه وبعض ابناء عمومه يشكلون صورة طبق الاصل عنه، وهم تعمدوا اضافة ملامح مشابهة له بهدف التضليل.