عشية الانتخابات التي ستعيد الى البحرين حياتها النيابية المعطلة منذ 1975، اعلن ولي العهد الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة ان اي عنف سيعدّ انتهاكاً للدستور وسيحال على القضاء، مستبعداً اعمالاً من هذا النوع، في ظل وجود "التيار" المقاطع الذي تقوده اربع جمعيات. وشدد على ان "لا خوف من المعارضة" متوقعاً مزيداً من "التغييرات لاستكمال مسيرة الاصلاح الديموقراطي"، في حين اكد رئيس جمعية الوفاق الوطني الاسلامي الشيخ علي سلمان حرص المقاطعين على تفادي الارباك الامني، واستمرار الحوار بعد الانتخابات اياً تكن نسبة التصويت ونتائجها راجع ص ؟. وعلى رغم تأكيد الجميع حرصه على تجنب ما يعكّر صفو الامن والعملية الانتخابية التي تعتبرها "المقاطعة" باردة بلا تنافس حقيقي شهدت الايام الاخيرة حوادث محدودة، آخرها امس، اذ وقع انفجار في بلدة سار شمال المنامة، نجم عن قنبلة صوتية او اسطوانة غاز، وادى الى تحطيم زجاج منازل. وكان متوقعاً ان ينظم مساء مهرجان شعبي حاشد للمقاطعين في منطقة الجفير، اعتبرته اوساط محكاً لاختبار النيات امنياً. وبعد يوم على النداء الذي وجهه الملك الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة الى المقاطعين والمواطنين جميعاً للاقبال على التصويت غداً من اجل اختيار النواب الاربعين، قال الشيخ سلمان بن حمد ان لا قانون في البحرين يلغي نتائج الاقتراع اياً تكن نسبة التصويت. ونفى ولي العهد ان تكون اعادة الروح الى الحياة النيابية جاءت نتيجة "ضغوط اميركية" مشدداً على الارادة الشعبية وميثاق العمل الوطني والتعديلات الدستورية. وسئل في المؤتمر الصحافي الذي عقده امس في ديوانه عن رأيه في "وجود مرشحين يشاركون حركة طالبان رؤيتها" فأجاب: "لا يشاركونهم رؤيتهم في الحركة وستكون مسيرتنا منفتحة تستوعب الجميع. نحن فخورون بكوننا مسلمين لكننا لسنا معجبين بطالبان". واستبعد اي علاقة او تأثير بين التجربة النيابية لبلاده وتجربة الدول الاخرى الاعضاء في مجلس التعاون، او ان تكون البحرين تبنت "النموذج الاميركي". وكان المؤتمر الصحافي مناسبة للتطرق الى مواقف المنامة من قضايا اساسية في المنطقة والعالم العربي، ابرزها الضربة الاميركية للعراق وهل تشارك البحرين فيها. اجاب الشيخ سلمان بن حمد: "نحن ضد هذه الحرب واميركا لم تتخذ بعد قراراً حاسماً ونأمل بالتوصل الى حل سلمي". لكنه اضاف ان المنامة ستلتزم قرارات الشرعية الدولية. وسئل: "ماذا لو تكرر في البحرين حادث الهجوم على المارينز" في الكويت، فقال: "ليست الحال هنا كذلك، والارهاب ارهاب. واذا كان هناك توجه بهذا المعنى سنتصدى له". وذكر ان بلاده مهتمة بمصير رعاياها الموقوفين في غوانتانامو و"البريء سيعود" الى بلاده. ودعا الى نصرة الفلسطينيين في مواجهة "العدو الاستبدادي" موجهاً نداء الى "الاشقاء في العراق ليطبّقوا كل قرارات مجلس الامن حفاظاً على مصالح العراق والمنطقة العربية". كما دعا الى "تأمل مغزى التغييرات الدولية". وسئل عن تأخير مشروع الجسر مع قطر وما يتردد عن تجميد اللجنة القطريةالبحرينية، فأجاب: "ليس صحيحاً، ونحن ما زلنا ننتظر رداً على دعوة وجهناها في نيسان ابريل لعقد اجتماع للجنة. ما زلنا ننتظر زيارة ولي العهد القطري".