دعا ولي عهد البحرين الأمير سلمان بن حمد آل خليفة الجمعة إلى «الهدوء فوراً» في البلاد، مشيراً إلى أن حواراً وطنياً سيبدأ حالما يعم الهدوء، لكن مئات البحرينيين تحدوا امس قرار حظر التظاهر وتوجهوا نحو دوار اللؤلؤة بوسط العاصمة المنامة ما اسفر عن مواجهة بينهم وبين قوات الأمن أوقعت نحو عشرين جريحاً. وقال ولي العهد الذي يشغل أيضاً منصب نائب القائد العام للقوات المسلحة، في حوار تلفزيوني انه يدعو جميع الأطراف إلى «الهدوء فوراً» مشدداً على انه «من دون هذه الخطوة لن يكون بالإمكان بحث أي مشكلة»، وتعهد بحث «أي مشكلات ضمن حوار جماعي في البحرين تشارك فيه جميع الأطراف». وقال ولي العهد الذي دخل الاستوديو أثناء حوار كانت تجريه الإعلامية سوسن الشاعر مع عضو مجلس الشورى إبراهيم بشمي «أنا لا أفرق بين أي مواطن ومواطن، لكن ما يحدث الآن غير مقبول. البحرين لم تكن يوماً دولة بوليسية». وإذ سئل عن ضمانات الاستجابة لنداء الهدوء، قال «هؤلاء أبناء شعبي جميعاً. المرحلة التي وصلنا إليها خطيرة وتستدعي منا جميعاً الإحساس بالمسؤولية. لا بد أن نجري حوارنا في ظل الهدوء الشامل». وقال الأمير سلمان إن «البحرين أصبحت اليوم منقسمة وهذا ما لا يمكن القبول به. العديد من الدول شهدت أوضاعاً مماثلة لكن العقلاء جاؤوا في النهاية وجلسوا وتحدثوا بهدوء وناقشوا كل شيء». وسئل عن سقف الموضوعات المطروحة للحوار، فأجاب «السقف ما يتفق عليه الجميع». وقال الأمير سلمان: «نحن اليوم على مفترق طريق ولا ارغب أبداً في أن يتحارب أبناء الوطن مع بعضهم. نعم حصلت أخطاء واليوم وقت الحوار. ورفض أن يلوم أي طرف من دون الآخر، وقال «أنا مسلم بحريني لا افرق بين الشيعي والسني. أنا احترم الوفاق وكل الأحزاب. علينا أن نفكر أننا جميعاً كبحرينيين. لسنا شيعة وسنة بل بحرينيون». وتابع: «اعطونا فرصة لنفكر وإذا قدرنا الله نبدأ الحوار الليلة. الله خلق العالم في سبعة أيام ولن نستطيع حل مشكلة مرت عليها سنوات بين ليلة وأخرى». واختتم بالقول «اليوم هو وقت الجلوس والحوار وليس الفراق والقتال. ومن يلجأ للتصعيد سيعتبر خائناً للوطن إلى أي جهة انتمى». وكان وزير العدل والشؤون الإسلامية البحريني الشيخ خالد بن علي آل خليفة دعا أعضاء كتلة «الوفاق» البرلمانية إلى العودة عن قرارهم الانسحاب من مجلس النواب ومعاودة المشاركة مع إخوانهم أعضاء السلطة التشريعية. وقال الوزير إن الملك «يؤكد أهمية مساهمة كتلة الوفاق إلى جانب الكتل الأخرى في المجلس النيابي في دفع مسيرة الديموقراطية ودعم حكم القانون وبناء دولة المؤسسات في إطار المشروع الوطني الجامع والشامل الذي أرسى جلالته دعائمه»، داعياً نواب كتلة «الوفاق» إلى العودة إلى ممارسة دورهم التشريعي. في هذا الوقت (أف ب، رويترز)، أصيب نحو عشرين شخصاً بجروح عندما استخدمت قوات الأمن البحرينية قنابل الغاز المسيلة للدموع وأطلقت النار في الهواء لتفريق متظاهرين في المنامة تحدوا قرار حظر التظاهر بعد فض الشرطة أول من امس الاعتصام الذي كان قائماً في دوار اللؤلؤة. وكان بضعة آلاف شاركوا امس في تشييع مواطنين قتلا خلال فض الاعتصام. ولف جثمانا علي خضير ومحمود مكي بعلم البحرين، وردد المشيعون هتافات تدعو إلى الوحدة الوطنية. ولم يلاحظ أي حضور امني في محيط الموكب الجنائزي. وجرى تشييع لاحق لقتيل ثالث. كذلك انطلقت تظاهرة حاشدة تأييداً للملك حمد بن عيسى آل خليفة رفعت صوره ورددت هتافات تدعو إلى الوحدة الوطنية.