أعلن رؤساء الدول والحكومات في البلدان التي تتشارك اللغة الفرنسية ترحيبهم بانعقاد القمة الفرنكوفونية للمرة الأولى في بلد عربي هو لبنان، معتبرين ان وجودهم "في الشرق الأدنى يدل الى تضامننا مع اللغة والثقافة العربيتين، وهو تضامن يسمح لنا بأن نعيد توكيد البعد الشمولي للفرنكوفونية". وجدد الرؤساء في البيان الذي اصدروه في ختام اعمال القمة الفرنكوفونية التي عقدت في بيروت خلال ثلاثة أيام وأطلقوا عليه "اعلان بيروت" وتلاه الأمين العام الجديد للمنظمة الفرنكوفونية الرئيس السنغالي السابق عبده ضيوف بعد الجلسة الختامية في فندق فينيسيا، تأكيدهم "الدور الرئيسي الذي يؤديه حوار الثقافات في تعزيز السلام وإحلال الديموقراطية في العلاقات الدولية، ويستتبع هذا الحوار احترام الهويات المختلفة والانفتاح على الآخرين والبحث عن قيم مشتركة ومتبادلة مؤكدين تصميمهم على تعزيز دور المنظمة الفرنكوفونية في سبيل تحقيق هدفين هما: تكثيف حوار الثقافات والحضارات، والتقارب بين الشعوب". وأضافوا "نلتزم تعزيز دور الفرنكوفونية لمصلحة ترسيخ السلام والديموقراطية وحقوق الانسان"، داعين الأمين العام الى "متابعة جهوده على هذا الصعيد في اطار تعاون وثيق بين سلطاتنا ومع المنظمات الدولية المختصة". وعبروا عن قلقهم "من استمرار العنف وتفشي الارهاب وتصاعد حدة الأزمات والصراعات بكل أشكالها"، معبرين عن اقتناعهم بأن "الحوار بين الثقافات يشكل شرطاً أساسياً من شروط البحث عن حلول سلمية ويسمح بمكافحة الاستعباد والتطرف والتعصب". ونددوا بشدة ووفقاً لقرارات الأممالمتحدة، بكل "أساليب اللجوء الى الارهاب"، مشددين على "ضرورة التعاون الوثيق بين جميع دولنا وحكوماتنا بهدف تدارك هذه الآفة ومكافحتها، ونلتزم الانضمام في أقرب وقت الى كل الاتفاقات الدولية لمكافحة الارهاب والى تطبيقها". ودعوا الى "عقد اتفاق عام وشامل على الارهاب، ونصر في الوقت نفسه على ان نحترم التدابير المتخذة لمكافحة الارهاب والمبادئ الاساسية لشرعة الأممالمتحدة والوثائق الدولية المتعلقة بحقوق الانسان والقانون الانساني وحقوق اللاجئين". ونددوا ب"انتهاكات سيادة الدول الوطنية وسلامة اراضيها، واستخدام اراضي الدول المستقبلة للاجئين بهدف زعزعة بلدان المنشأ التي قدموا منها، والاعتداءات المسلحة، وأوضاع الاحتلال، واعمال التدمير والنهب والاستغلال غير القانوني للمصادر الطبيعية وللثروات الأخرى، اضافة الى انتهاكات حقوق الانسان"، داعين المسؤولين عن هذه الحالات الى احترام شرعة الأممالمتحدة والقوانين. ودعوا المنظمة الفرنكوفونية الى مزيد من المشاركة في تحضير المؤتمرات الدولية الكبيرة التي تتعلق بالسلام والديموقراطية وحقوق الانسان والتي تعقد تحت رعاية الأممالمتحدة. وعن الوضع في لبنان قالوا: "نعيد تضامننا الكامل مع لبنان وشعبه في الجهود الهادفة الى مواجهة التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية". وفي ما يخص الوضع في الشرق الأوسط دعوا الى "الاستئناف الفوري لعملية السلام على أساس المبادئ التي اعتمدت في مؤتمر مدريد وقرارات الأممالمتحدة ذات الصلة بالموضوع، خصوصاً القرارين الرقم 242 والرقم 338 لمجلس الأمن في الأممالمتحدة"، معلنين دعمهم "مبادرة السلام العربية التي تم تبنيها بالاجماع خلال القمة العربية في بيروت في آذار مارس الماضي التي نعتبرها بكل مقوماتها، وخصوصاً تلك المتعلقة بمقايضة الأرض مقابل السلام، وتلك المتعلقة بمشكلة اللاجئين الفلسطينيين، الاطار الأفضل للتوصل الى حل عادل وشامل في المنطقة". وأضافوا "اننا ندافع عن الأولوية العائدة للقانون الدولي والدور الأساسي العائد للأمم المتحدة"، داعين الى "تأكيد المسؤولية الجماعية من أجل التوصل الى حل للأزمة العراقية"، والعراق الى "احترام كل الموجبات الملقاة على عاتقه، ونعبر عن ارتياحنا الى القرار الرسمي الصادر عن العراق في 16 أيلول بقبول العودة غير المشروطة لمفتشي الأممالمتحدة". وتطرقوا الى الوضع في ساحل العاج فنددوا ب"محاولة الاستيلاء على السلطة بالقوة وزعزعة النظام الدستوري فيه"، داعين كل "الطبقات السياسية وشعب ساحل العاج الى التيقظ والامتناع عن اللجوء الى العنف وحماية حياة الأشخاص والممتلكات، وندعم الجهود التي تبذل لتعزيز الحوار كسبيل وحيد لمصالحة مستدامة وخصوصاً تلك التي تبذلها الCEDEAO، وندعم الأمين العام للفرنكوفونية في متابعة خطواته في سبيل دعم الوساطات الجارية". وحيوا "ولادة الاتحاد الافريقي في 9 تموز ىوليو 2002 في دوربان جنوب افريقيا وهي خطوة تجسد تصميم رؤساء الدول والحكومات في القارة الافريقية على تعزيز التعاون والتضامن بين دولهم"، مرحبين ب"تبني الاتحاد الشراكة الجديدة لانماء افريقيا NOPAD/NEPAD وقرار مجموعة الثماني في ان تواكب هذه المبادرة خطة عمل من أجل افريقيا". ودعوا الأمين العام الى العمل على ان تسهم الفرنكوفونية في دعم هذه المبادرة الافريقية التي "تهدف الى تعزيز السلام والأمن والديموقراطية واحترام حقوق الانسان". ورأوا ان "البلدان الافريقية تؤدي دوراً مميزاً في عمليات الوساطة والتحكيم الهادفة الى نزع فتيل التوتر الكامن والى احتواء النزاعات في افريقيا"، معلنين دعمهم ل"الآليات المبتكرة على مستويي القارة والمنطقة بهدف اجتناب النزاعات وتسويتها وادارتها، وهي نزاعات تعيث فساداً مستمراً داخل الدول الافريقية وعلى حدودها". وأيدوا "الجهود الهادفة الى تعطيل شبكات التجارة غير الشرعية والتداول غير المراقب للأسلحة". ودانوا في شدة "ممارسات تعبئة الأطفال الجنود التي تعانيها القارة الأفريقية"، مشددين على "التطبيق الفاعل للقوانين الدولية المتعلقة بحقوق الأطفال". واعتبر "اعلان بيروت" آن "الديموقراطية والفرنكوفونية والتطور لا تنفصل". وفي مجال حقوق الانسان، شددوا على "الطابع الشمولي غير القابل للفصل لكل الحقوق". وفي الثقافة أكدوا تبنيهم "التصور المنفتح للتنوع الثقافي الذي كررناه في قمة مونكتون ورسخناه في إعلان كوتونر". وشجعوا على "التعدد اللغوي وتأمين وضع الفرنسية والترويج لها كلغة اتصال على المستوى الدولي". وفي السياسات الثقافية أكدوا "عزمهم على عدم جعل الموارد والمراكز الثقافية مجرد سلع، ونرحب باعتماد اعلان الاونيسكو حول التعددية الثقافية". ودعوا الى فرنكوفونية أكثر تضامناً في خدمة تطور اقتصادي واجتماعي مستديم، معتبرين ان "سيطرة العولمة تفرض علينا مسؤولية مشتركة".