أكد وزراء خارجية ورؤساء وفود الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي في ختام اجتماعهم الثامن والثلاثين في العاصمة الكازاخستانية إستانة أمس على ضرورة تحقيق الأهداف التي ينشدها العالم الإسلامي في الإصلاح والحكم الرشيد وحقوق الإنسان على نحو يلبي تطلعات الأمة في القرن الواحد والعشرين، فيما دعا لتفعيل مقترح خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بإنشاء مركز دولي لمكافحة الإرهاب. ورحب الوزراء بالتحول الذي تشهده المنظمة حتي تصبح هيئة أكثر تماسكا وفعالية في ظل اسمها الجديد «منظمة التعاون الإسلامي». وأصدر المؤتمر أمس أعلان الإستانة والذي ضم 26 بندا أهمها التشبث بمبادئ الدين الحنيف التي ترتكز على قيم السلام والتراحم والمساواة والعدل والكرامة الإنسانية للأمة وللبشرية كافة. وأقر الإعلان بالتحديات الناشئة التي تواجه مجتمعنا والناتجة عن التطورات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وفي هذا الصدد ناشد الإعلان كل الأطراف المعنية بالدخول في حوار بناء والعمل صوب تحقيق حلول سلمية وضمان حماية المدنيين. سعيا لتحويل هذه التحديات إلى فرصة تسمح بتحسين جودة حياة الشعوب من خلال تعزيز السلم والتعاون وترسيخ سيادة القانون والحريات الأساسية والحكم الرشيد والديمقراطية والمساءلة. كما شدد إعلان الإستانة على ضرورة التوصل إلى تسوية مبكرة للقضية الفلسطينية معربا عن كامل الدعم لمبادرة السلام العربية التي تروم التوصل إلى حل دائم وشامل وعادل للصراع العربي الإسرائيلي. ودعا الإعلان المجتمع الدولي إلى الإقرار بالتقدم الذي تم إحرازه وإلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على أساس حدود 4 يونيو 1967 وأدان إعلان إستانة بشدة بناء المستوطنات والتوسع من جانب إسرائيل والذي يشكل انتهاكا فاضحا للقانون الدولي والذي يمثل بدوره عقبة أمام استئناف المفاوضات المؤدية إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية المحتلة. كما أدان الإعلان استمرار إسرائيل في احتلالها لمرتفعات الجولان السوري المحتل والأراضي اللبنانية المحتلة مؤكدا الدعم لهذين البلدين في استرجاع جميع أراضيهما التي تحتلها إسرائيل. وأعرب الإعلان عن القلق العميق إزاء الوضع في ليبيا وعواقبه الإنسانية داعيا الدول الأعضاء في المنظمة ومؤسساتها إلى المشاركة في الجهود الراهنة التي تستهدف تقديم المساعدات الإنسانية إلى شعب ليبيا. وفي هذا الإطار طلب الإعلان من الأمين العام للمنظمة متابعة الوضع في ليبيا بتقارير منتظمة وتزويد الدول الأعضاء بتقارير منتظمة وفي حينها حول جميع التطورات مرحبا بكل الجهود المبذولة من أجل التوصل إلى حل سلمي لهذه الأزمة. وأكد الإعلان الالتزام المشترك بانخراط طويل الأمد في أفغانستان من أجل إحلال السلام والاستقرار وتحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية ولمواجهة التحديات الجديدة. وأكد الإعلان على أهمية أمن جميع الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي وسيادتها واستقلالها وسلامة أراضيها وحقوقها القانونية وعلى ضرورة الحل السلمي للنزاعات طبقا لمبادئ ميثاقي الأممالمتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي ووفقا للقانون الدولي. وأعرب إعلان الإستانة عن التضامن مع العراق وأفغانستان وأذربيجان والصومال والسودان وكوت ديفوار واتحاد جزر القمر والبوسنة والهرسك. وكذلك شعوب دولة قبرص التركية وكوسوفو وجامو وكشمير في طموحاتها الرامية إلى تحقيق حياة سلمية وأمنة ومتقدمة. وعلى صعيد الإرهاب والتسلح النووي أدان إعلان الإستانة بشدة جميع أشكال الإرهاب ومظاهره، مؤكدا على ضرورة عدم الربط بين هذه الآفة وبين أي دين أو عرق أو عقيدة أو قيم أو ثقافة أو مجتمع. وقال الإعلان أنه لن يتسنى معالجة الإرهاب بالاستناد حصريا على المنظور الأمني أو الوسائل العسكرية، إذ يجب الاعتماد في مكافحة الإرهاب على توفير التعليم الملائم والظروف الاجتماعية الأفضل للمعوزين وتوفير فرص العمل للشباب. وأكد الإعلان مجددا على مقترح خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز القاضي بإنشاء مركز دولي لمكافحة الإرهاب تحت مظلة الأممالمتحدة.