عادت بلغراد الى اجواء ايام مطلع تشرين الأول اكتوبر 2000 التي سبقت اطاحة الرئيس السابق سلوبودان ميلوشيفيتش، وذلك عشية جلسة للبرلمان الصربي تعقد اليوم في شأن تعديل قانون انتخاب رئيس لجمهورية صربيا. وفي خضم هذا الصراع المتصاعد بسرعة، اعلن الرئيس اليوغوسلافي فويسلاف كوشتونيتسا فوزه في الدورة الثانية لانتخابات الرئاسة الصربية، لكن رئيس الحكومة الصربية زوران جينجيتش سخر منه ووصف إعلانه بأنه "ادعاء الفاشل المنبوذ من الشعب"، مؤكداً تحديه لقرار المحكمة الدستورية القاضي بوجوب عودة 45 نائباً منتمياً الى "الحزب الديموقراطي الصربي" الذي يتزعمه كوشتونيتسا، الى مقاعدهم البرلمانية التي "أبعدوا عنها قسراً بإجراء من مؤيدي الحكومة الصربية". ووصف كوشتونيتسا، في مؤتمر صحافي عقده في مقر حزبه "الديموقراطي الصربي" في بلغراد وحضرته "الحياة" امس، الوضع الحالي في صربيا بأنه "شبيه بما حصل قبل عامين عندما حاول ميلوشيفيتش حجب انتصاره في الانتخابات، فانتفض الشعب وحقق إرادته وأرغم السلطات على الرضوخ والاعتراف بفوزه رئيساً ليوغوسلافيا". وقال: "لقد فزت برئاسة صربيا، ولا يمكن ان يحجب 630 الف اسم غير موجود صاحبه في صربيا، اما بسبب الوفاة أو ترك البلاد نهائياً، إرادة مليوني ناخب وقفوا بأصواتهم الى جانبي، كما لا يمكن ان يمنع وصولي الى رئاسة جمهورية صربيا اتفاق مصالح جينجيتش مع مصالح رئيس الحزب الراديكالي الصربي فويسلاف شيشيلي لإفشال نتيجة الجولة الثانية للانتخابات التي جرت الأحد الماضي". ورداً على المؤتمر الصحافي لكوشتونيتسا، قال رئيس الحكومة الصربية زوران جينجيتش لتلفزيون بلغراد امس: "ان عدم تصويت اكثر من نصف الناخبين في الجولة الثانية لانتخابات رئاسة صربيا، يعني انهم أرادوا المقاطعة لإلغاء الانتخابات وإفشال حلم كوشتونيتسا بالفوز، الذي اصبح يتشبث بأمر لا وجود له بعدما نبذه الناخبون وأسقطوه في هاوية سحيقة". وقال جينجيتش: "نحن اوصلنا كوشتونيتسا الى رئاسة يوغوسلافيا، ولأنه فشل في مهماته سحبنا ثقتنا منه، ما يعني ان الشعب لم يعد يريده وعليه الاستقالة فوراً، وإلا فإن الذين اوصلوه الى الرئاسة اليوغوسلافية سيرغمونه على التخلي عنها".