انعام والي فنانة عراقية متعددة المواهب، تجمع بين الغناء والتأليف الموسيقي. ويمكن اعتبارها واحدة من القلة بين الفنانين المبدعين القادرين على التوفيق بين الموسيقى الشرقية الأصيلة، والموسيقى الغربية الكلاسيكية بتركيباتها الأوركسترالية المعقدة. ويأتي ألبومها الثاني الذي صدر أخيراً بعنوان "إستمع إلى أغنيتي"، طبيعياً وسلساً، لا نكاد نشعر معه بأدنى تكلف يذكر. فطريقة صهرها للنغمات المفعمة بالروح العراقيةالشرقية، مع الموسيقى الكلاسيكية الغربية، تأتي في سياقها الطبيعي. وحتى عندما تدخل الإيقاعات اللاتينية، لا نجد اي غرابة أو إقحام. وبهذا المعنى تتميّز الفنانة العراقيّة المقيمة في المانيا، بأسلوب جديد يعرف كيف يتعامل مع الأنماط الموسيقية المختلفة، فيروضها لتصبح طيّعة، فتخرج إلينا موسيقى راقية متجددة. إشتهرت انعام البطّاط والي في بغداد وفي خارج العراق كممثّلة مسرحيّة مميّزة، لكنّها أيضاً وأساساً مغنية لافتة. بدأت الغناء وهي طفلة صغيرة، وغنت معظم أغاني الطرب العربي الصعبة الأداء. ذلك انّها نشأت في عائلة يعمل معظم أفرادها في الفن، فأخوها هو محمد علي هاشم عازف الكمان المعروف، والمتخصص في التوزيع الأوركسترالي، وهو صاحب خبرة عريقة في المزج الآلي ما بين الموسيقى الغربية والشرقية، وقد قام بالتوزيع الأوركسترالي لموسيقى الاغاني العشر التي تكوّن بمجموعها ألبوم إنعام الجديد. ولا بدّ من التوقّف عند اختيار الشعر العربي الحديث كركيزة لأغاني الأسطوانة. فقد أدّت إنعام القصائد بشفافية وإحساس، ما زاد بشكل ملحوظ من جمال ألحانها ذات الصبغة الوجدانية الواضحة في كل جملة موسيقية ابتدعتها. فالصوت الهادئ، الواضح النبرات، يجعلك تشعر بالإحساس والحب العميقين اللذين يُختزنان في وجدان هذه الفنانة... وهذا خير دليل الى وضوح رسالتها الموسيقية، وعمق احساساتها، وتجذر موهبتها الفنية المتعددة الأبعاد. وهي أدّت قصائد لكلّ من نجم والي رفيق دربها، هاشم شفيق، نبيل ياسين، دنيا ميخائيل، نزيه أبو عفش، نوري الجراح، إضافة إلى قصيدة من تأليفها، وقصيدتين لكل من محمد مهدي الجواهري وابن زريق البغدادي. ويمكن من خلال أغاني العمل العشر ان نصف إنعام والي بالفنانة المحترفة القادرة على الارتقاء بموسيقاها الى مصاف الموسيقى العالمية... فمن لحن الى أداء الى صوت، كل ذلك يحمل في طياته بذور فنانة عاشقة لفنها، اختارت الطريق الفني الصعب، لكنه الطريق الصواب من دون أدنى شك. محمد شعراوي